الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 14:02

وثيقة التصور المستقبلي


نُشر: 22/12/06 08:03

ردود الفعل على نشر وثيقة "التصور المستقبلي للفلسطينيين في اسرائيل" هي من اهم ما يمكن ان يتطلع اليه من بادروا الى هذه الخطوة وعلى رأسهم المهندس شوقي خطيب والذي عمل بصفته رئيس لجنة المتابعة ورئيس اللجنة القطرية على اخراج هذا المشروع الهام الى الضوء. صحيح ان المشروع هو مجرد وثيقة تحمل في صفحاتها ما اتفق عليه المشاركون في الورشات الفكرية، الا ان هذه الحقيقة لا تقلل من اهمية العمل بل تؤكد على عكس ذلك، ان هذا العمل لم يات اعتباطاً ولا مجرد افكار صاغها فلان او علان من القيادات او المفكرين بل هي خلاصة جهد فكري جماعي مبني على اساس التزام المشاركين بضرورة اخراجه الى النقاش العام كعمل جماعي مبادر.
أتت ردود الفعل في المجتمع الفلسطيني في اسرائيل حول المجالات التالية، التي من المهم اجمالها وطرحها مجدداً حتى يتم التعامل معها.
1 – المستوى التمثيلي: اعترض البعض على عرض الوثيقة على انها تتضمن الموقف الجماعي للفلسطينيين في اسرائيل وخصوصاً على ضوء بعض تصريحات السيد شوقي خطيب وبعض النصوص التي وردت في مقدمة الوثيقة والتي ذيلت بتوقيع السيد خطيب بصفته التمثيلية كرئيس للجنة المتابعة واللجنة القطرية. وهنا اود التذكير ببعض المسائل الاساسية التي يتم تجاهلها، واهمهاً، قد نكون معترضين او غير راضين عن اداء السيد خطيب، لكنه من المؤكد ان ذلك يجب ان لا يؤدي الى محاولة نزع الصفة التمثيلية عن رئيس لجنة المتابعة بوضعها الحالي، وللعلم يجب ان نتذكر ان لجنة المتابعة العليا مكونة من اربع هيئات اساسية وهي: المجلس العام والذي يضم حوالي مئة عضو؛ وسكرتاريا لجنة المتابعة والتي تضم ممثلين عن القوى السياسية المختلفة وتضم حوالي 15 عضو؛ واللجان المنبثقة عن لجنة المتابعة؛ وهيئة رئاسة لجنة المتابعة والتي تتمثل حالياً بشخص السيد خطيب.
قد نكون معترضين على المبنى الحالي ونطالب بتغيير جذري بما في ذلك اجراء انتخابات مباشرة للجنة المتابعة، لكن لا يمكن ان يدعو ذلك الى التشكيك في شرعية ومدى تمثيل الهيئات الموجودة، وحسب المبنى الحالي، وعلى رأسها واهمها هيئة رئاسة لجنة المتابعة (وهي الهيئة الوحيدة المنتخبة بصفتها التمثيلية من خلال انتخابات مباشرة تجرى كل اربع سنوات داخل اللجنة القطرية ولجنة المتابعة) والتي تمثلنا بشكل دائم وعلى مدار الساعة وليس كما الهيئات الاخرى في لجنة المتابعة والتي انتخبت في اطر اخرى وتعمل حسب دعوة مسبقة ونتيجة للحاجة العينية لاتخاذ مواقف وقرارات في قضايا دائمة او طارئة. ان التشكيك في هذه الحقائق، مع حفظ الحق بالانتقاد، هو بالضبط ما يرايده اعداء مجتمعنا ومناهضي تنظيمة من خلال هيئات تمثيلية.
قام السيد خطيب بصفته التمثيلية بالمبادرة واخراج رؤية معينة للنقاش العام وبمشاركة شخصيات تمثيلية وسياسية واجتماعية ومثقفين، وهي بذلك وثيقة تمثيلية ولا يحق لاحد التشكيك بذلك، بل هي مبادرة تدل على احترام السيد خطيب لمنصبه التمثيلي وللجمهور، ويحق للمعترضين على ادائه او على رؤيته، بل من واجبهم، العمل على اقناعة بالافكار المغايرة او حتى اقالته من منصبه حسب الاعراف المعمول بها والاتيان بشخص اخر الى هذا المنصب ليمثل موقفهم، اما الاعتراض على حقه في اخراج موقفه فهو دعم للمسلك الهدام وغير المبادر الذي اتى الوقت لتغييره جذرياً.

2 – شكل اصدار العمل: أصدر السيد خطيب الوثيقة من غير وضعها على طاولة لجنة المتابعة وهذا برأيي حقه الطبيعي، وواجب من يعترض على ذلك من اعضاء لجنة المتابعة او غيرهم ان يأتوا بها الى طاولة لجنة المتابعة لاقرارها او نفيها، وهنا اؤكد ان لا احد قطعاً يمنع ذلك عن الاحزاب السياسية وممثليها الذين قاموا بالاستخفاف بدورهم وبجمهورهم خلال كل السنوات الماضية ولم يستطيعوا مجتمعين وكقيادة جماعية انجاز مثل هذا العمل المتواضع وحسب رؤيتهم هم، وقصورهم وعجزهم يجب أن لا يجر عجزاً وعدم قدرة على المبادرة والعمل في قطاعات اخرى، بل انه من الاحرى بقيادات الاحزاب شكر من بادر وعمل على انجاز هذا العمل على ما انجز واخذ الوثيقة ومضامينها بجدية لمناقشتها واصدار موقفهم الجماعي المعبر عن رؤيتهم هم، والذي يحترم رغبة جمهورهم بذلك.

3 – مضامين العمل: تم الاتفاق، بناءً على فهم المجموعة للموقف العام في مجتمعنا، بأن نقطة الانطلاق هي انه سوف تتم اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل، وهذا بالتأكيد ليس موقفي شخصياً بل تم الاتفاق عليه في اطار التفاهم والحاجة الى حل وسط داخل المجموعة، وبالتالي فان مستقبل الفلسطينيين في اسرائيل (على الاقل في فترة العشرين سنة القادمة) هو كمواطنين في اسرائيل ويتطلعون الى اجراء تغيير جذري في مضامين المواطنة والدولة وماهية المساواة والخ من القضايا الاخرى (في الاطار الاسرائيلي) وهذا برايي افضل ما يمكن ان تتضمنة وثيقة جماعية للفلسطينيين في اسرائيل كمواطنين بها، وعلى ضوء افتراض قيام دولة فلسطينية مستقلة الى جانب اسرائيل.
اتت بعض التلميحات من بعض المنتقدين على مضامين الوثيقة وهذا بالتأكيد امر شرعي، لكن حتى يكون النقاش مجدي ويخرج من دائرة الانتقاد لذاته، يجب على المنتقدين أن لا يذكروا فقط ما لا يعجبهم، بل وعجبهم أن يقدموا رؤيتهم بوضوح وفي كل القضايا التي لا تعجبهم، فمثلاً اذا كان احداً لا يعجبه تسمية الدولة "باسرائيل" يجب ان يقترح تسميته المفضلة، او اذا كان يعترض على الجملة "إقرار الدولة بكونها وطنًا مشتركـًا لمواطنيها من العرب الفلسطينيين واليهود" فيجب ان يطرح علينا نصه المقترح الخ. والا تبقى الانتقادات مجرد مناكفات لا تنفع لشيء سوى لملء صفحات الجرائد وتعميق ثقافة النقد المستهتر وغير المجدي في منصاتنا الاعلامية.
واخيراً، ان مدى امكانية اخراج العمل الى حيز التنفيذ يتعلق بالارادة السياسية المتوفرة لذلك،  فاي عمل سياسي يبدأ في اعلان نوايا ويجب ان يتضمن برنامج عمل تنفيذي وينتهي باخراج البرنامج الى حيز التنفيذ، وهذا هو بالذات التحدي الاساسي في المرحلة القادمة.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.68
USD
3.98
EUR
4.66
GBP
261176.87
BTC
0.51
CNY