الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 17:02

موقف مصري ايجابي ومسؤول/ بقلم: شاكر حسن

كل العرب
نُشر: 13/11/17 08:27,  حُتلن: 13:59

 شاكر حسن:

الموقف المصري الرافض لشن الحرب والعدوان على ايران وحزب الله فيه الكثير من الواقعية والعقلانية بخلاف الرؤية السعودية التي تتصف بالتسرع والمغامرة والمقامرة على شاكلة حروبها في اليمن وقطر

لقد كان لمصر على الدوام دوراً داعماً لقضايا الأمة العربية المصيرية والجوهرية ، ولكن نتيجة الاوضاع الملتهبة والساخنة التي مرت بها فقدت قيادتها للأمة العربية ، وقد تسلمت المملكة العربية السعودية ، راعية وممولة قوى الارهاب ، هذا الدور القيادي 

مصر بلد عربي عريق ، وريث الحضارات وملتقى الثقافات ، عايش التاريخ وكان دائماً مركز اشعاع وتنوير وبؤرة ضوء لمن حوله .

وطوال الوقت كانت مصر واجهة العالم العربي ، لكن في السنوات الأخيرة خسرت مكانتها ودورها ، وشهدت تحولات وتغييرات كبيرة ، فرضت عليها اعادة النظر والتفكير بشكل مختلف ، بتقييم الأوضاع وتقويم الاعوجاج والمسيرة والبحث في أسباب التراجع .

ولمصر مكانة عظيمة في قلوب الشعب العربي على امتداد الوطن الكبير الواسع من محيطه وحتى خليجه . وكم كنا نريد لها التحليق على مسارات النهضة والتقدم العصري والحضاري ، وتبوء قبطان سفينة المواجهة وان تكون قائدة رائدة كما كانت في الحقبة الناصرية ، كي لا تسقط وتنهار ، فانهيارها يعني انهيار المنطقة برمتها .

لقد استبشرنا خيراً بالموقف المصري حيال التصعيد السعودي ضد ايران وحزب الله ، فقد صرح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قائلاً: "المنطقة يكفيها ما حدث فيها خلال السبع سنوات الماضية من اضطرابات واشكالات ، ولذلك فمصر ترفض القيام باي عمل عسكري ضد ابران وحزب الله".

وهذا الموقف طبعاً لا يتماشى ولا يتناغم مع المشروع السعودي الرامي الى القيام بمغامرة وعاصفة حزم عسكرية جديدة ضد ايران وحزب الله ، وله تداعيات كبيرة على مستقبل العلاقات المصرية - السعودية.

وهو موقف ايجابي مسؤول يسجل لصالح مصر ورئيسها السيسي العازم على اعادة مصر لموقعها الافليمي والسياسي.

لا ريب أن هنالك تغييراً في مواقف النظام المصري ازاء الاحداث الجارية في المنطقة ، ويبدو ان السيسي استخلص النتائج والعبر مما يجري ويدور من مخططات ومشاريع تجزئة ، فبعد سلسلة من المواقف السلبية وخاصة في مسألة المعابر ابان العدوان الأخير على غزة هاشم ، فان مواقفه الأخيرة فيها بصيص من الأمل ، وخاصة بعد ان نجحت جهوده في تقريب وجهات النظر بين حركتي فتح وحماس ، وانجاح المصالحة الوطنية الفلسطينية ، اضافة الى موقفه الأخير من التصعيد السعودي ازاء ايران وحزب الله ، مما يعزز الفرص لاصطفافات جديدة وتغيير الخريطة السياسية الشرق اوسطية .

لقد كان لمصر على الدوام دوراً داعماً لقضايا الأمة العربية المصيرية والجوهرية ، ولكن نتيجة الاوضاع الملتهبة والساخنة التي مرت بها فقدت قيادتها للأمة العربية ، وقد تسلمت المملكة العربية السعودية ، راعية وممولة قوى الارهاب ، هذا الدور القيادي .

الموقف المصري الرافض لشن الحرب والعدوان على ايران وحزب الله فيه الكثير من الواقعية والعقلانية بخلاف الرؤية السعودية التي تتصف بالتسرع والمغامرة والمقامرة على شاكلة حروبها في اليمن وقطر.

والسؤال: هل انطوت الصفحة السوداء في التاريخ المصري ، وهل تعود مصر لتتبوأ مكان الصدارة من جديد وتكون حامية حمى العرب والمسلمين ، وهل هي قادرة على تغيير موازين القوى والارتقاء بفعلها ودورها في صناعة مستقبل المنطقة ، في ظل الهجوم الساحق لقوى التخلف والارهاب والتكفير السلفية ، والمقامرة السعودية العسكرية الجديدة ؟؟

هذا ما نأمله وتصبو اليه ونحلم به وسيقرره المستقبل المنظور.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net       

مقالات متعلقة