الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 06:02

ربيع في الخريف/ بقلم: يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 10/11/17 19:01,  حُتلن: 08:08

تتعرّى في الريحِ الأشجارْ..
الحُللُ الخضراءُ غدت
صفراءَ وحمراءَ مُذَهبةً
تتكدسُ في حضن فناء الدارْ..
أركبُ أمواجَ شرودي
بحثا عن بلدي
وأرى أشجاراً ناعمةَ البالْ..
ترفلُ في الأنسامِ ضَفائرُها
وتظل على خُضرتها مهما ابتعدت
خلف ضباب الأسفارْ
كيف أطيرُ إليها ..
كيف ألوذُ بها من لَسْع البردِ
ومن عَصف الأقدارْ؟
مهلاً.. مهلاً..
أسمع صوتاً منبعثاً
من أنفاس الطيفِ..
تهدأُ خلجاتُ الروحِ
وتسترخي..
تنقشعُ السُحبُ السوداءُ
وتنتشرُ الأنوارْ..
أسمع خطواتِ ملاكٍ منشرحٍ
يتجولُ في الحيِّ بعين المصطافِ..
يا أجملَ إشراقةِ صبحٍ في وجهٍ
حين يزورُ يصيرُ مضيفي
هل حلَّ ربيعُكِ ضيفاً
في دار خريفي..
فغدت أوراقُ الأشجارِ المنثورةُ
ورداً تزدانُ به أحياءُ مدينتنا
وغدت حُللٌ ذرَّتها الريحُ
رياضَ زهورٍ في الأريافِ..
ليديكِ زمامُ مكاني وزماني
فإذا ما لَفحَتكِ رياحُ حنيني
دقت ساعتنا لغةً واحدةً
ووجدتُ مكاني حيث تكوني..
حين أرى بلدي النائي ماءً عذباً
وأنا لبلادي ظَمِئٌ
تمتدُ يداكِ إلى شَفتَيَّ
بكأسٍ مترعةٍ كي تسقيني..
حين أرى عينيك تزول الغربةُ
من قاموس حياتي
وتصير بلاد الدنيا أوطاني.
 
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة