المهندس سليم لحام:

لكل شقة جديدة أو يد ثانية مميزاتها العينية، لذا أحذر من اعتبار هذه المعلومات استشارة يعتمد عليها القراء في اتخاذ قراراتهم، واود أن اطرح هنا الاعتبارات التي يجب ان يأخذوها بالحسبان قبل الاقدام على مثل هذه الخطوة

 الاعتبار الاساسي بين اختيار شقة جديدة أو مستعملة – يد ثانية هو مدى توفر رأس المال الاوليّ وقدرة الحصول على قرض للتمويل

حسب رأيي اذا توفرت القدرة لشراء بيت جديد فهو استثمار افضل للمدى البعيد يضمن راحة البال والوقت الثمين

البيت المستعمل – يد ثانية هو أرخص يملك مرونة معينة لتأجيل الترميمات والتعديلات عندما يتوفر المبلغ المطلوب لتنفيذها لعدد من السنوات

بعد اتخاذ قرار شراء شقة سكنية نتساءل، ما هو الافضل؟ شراء شقة جديدة في مشروع اسكان جديد وربما حي جديد؟ أم شراء شقة مستعملة (يد ثانية) في حي قائم على أرض الواقع ومعروف؟ لا شك أنّ لهذا القرار جوانب واعتبارات عديدة، والتي يوضحها المهندس سليم لحّام، عضو ادارة اتحاد المقاولين في اسرائيل وخبير في شؤون الاسكان.

المهندس سليم لحام

ما رأيك؟ شراء شقة جديدة أو مستعملة - يد ثانية؟
بداية اود أن اشير أنّ لكل شخص وضعه الخاص، ولكل شقة جديدة أو يد ثانية مميزاتها العينية، لذا أحذر من اعتبار هذه المعلومات استشارة يعتمد عليها القراء في اتخاذ قراراتهم، واود أن اطرح هنا الاعتبارات التي يجب ان يأخذوها بالحسبان قبل الاقدام على مثل هذه الخطوة.
من أجل ان نتخذ القرار السليم بين شراء شقة جديدة من مبادر او مقاول في حي جديد، وبين شراء شقة يد ثانية في حي قائم على أرض الواقع ومعروف، يجب أن نفحص أولا معطيات تتعلق بالمشتري وميزانيته واخرى تتعلق بالفرق بين مميزات الشقة الجديدة والشقة المستعملة- يد ثانية.

كما وأنصح هنا باستشارة الخبراء لتحديد وضع السوق في منطقة الشقة السكنية والوقوف على مميزات الشقق السكنية الموجودة ومدى مناسبتها لاحتياجات المشتري وعائلته. وعلى سبيل المثال لا الحصر، هل توجد في الحي الجديد بنية تحتية ملائمة من شوارع ومواصلات عامة وأرصفة وحدائق عامة، حضانات، مدارس وغيرها من المرافق ومدى ضرورتها في مرحلة الحياة الاولى؟ فان كان المشترون زوجا بدون أولاد مثلا، فهم أقل حاجة الى كل هذه المرافق والبنى التحتية والتي تتطور مع الوقت وبالتالي ربما تكون الصفقة جيدة ومناسبة لهم في حين يمكن ان تكون غير مناسبة ومتعبة لعائلة كثيرة الاولاد بحاجة الى مواصلات عامة وبنى تحتية تسهل حياتهم في الحي الجديد. هذه قضية واحدة تبين العوامل التي يجب ان نفكر فيها قبل اتخاذ القرار وانصح بالتجول في الحي والتحدث مع سكانه حول الموضوع وفحصة ايضا في البلدية والجوانب المختصّة.

ما هي مميزات الشقة جديدة؟
شراء شقة جديدة هي بداية جديدة تحمل في طيّاتها مرونة واسعة مثل اختيار شكل وحجم الشقة المناسب للميزانية واختيار تفاصيل التصميم المناسبة، والمواصفات والالوان والحصول على الشقة الاكثر ملائمة من بين مشاريع الاسكان المختلفة في المنطقة والاحياء المختلفة. فمثلا يمكن اختيار نوع وشكل الشقة والوان المطبخ ولون البلاط والكثير من المواصفات المتعلقة بذوق المشتري كلها جديدة وخالية من أي ضربات او اهتراء بسبب الاستعمال، اضافة انها سوف تخدم مدة اطول كونها جديدة ومكفولة توفر من تكاليف الصيانة في المستقبل ومن تكاليف الترميمات خلال فترة السكن.
كما وان مواصفات البناء الموجودة اليوم متطورة أكثر منها قبل عقد من الزمن مثل شبكة الكهرباء والمياه أنواع الشبابيك والابواب والمطبخ وغرف الاستحمام والمراحيض حيث ان شراء شقة جديدة يضمن عادة (اذا تم اختيار شركة اسكان جيدة)، توفيرا في مصاريف الصيانة والترميم الدورية في الشقة لسنوات طويلة. كماويتمتع البيت الجديد من وجود كفالة من قبل المقاول او شركة الاسكان في حين يضطر صاحب البيت (يد ثانية) الى تصليح الاعطال بنفسه باستمرار.
أحد المميزات المهمة للشقة الجديدة انها عادة ما يرتفع سعرها في السنوات الاولى بشكل ملحوظ، وهذا يعود الى تطّور البنية التحتية في الحي الجديد مثل الحدائق العامة والمساحات الخضراء، الحضانات والمدارس والمراكز التجارية وغيرها من المرافق التي تتشكل مع الوقت وهذا ما يجعل من الاستثمار فيها مربحا بشكل اكبر. كما وأن شراء الشقة الجديدة في مراحل مشروع الاسكان الاولى يجعل من الصفقة أكثر جاذبية واكثر مردودا. كما وعادة تكون اماكن وقوف للسيارات أكثر في المشاريع الجديدة.

والان، ما هي مميزات شراء شقة يد ثانية؟
هناك من يعتقد انه لا بديل عن شراء شقة موجودة على ارض الواقع، المبنى موجود، الجيران معروفون، البنية التحتية قائمة، الاشجار والازهار كبيرة وتعطي شعورا انك تسكن في حي واضح وموجود وبدون مفاجات بعكس شراء شقة في مبنى جديد وحي جديد ربما يحتاج الى سنوات طويلة لإتمامه. كما وان البعض يستصعب شراء بيت على الورق ولا يستوعب معطيات الشقة التي يشتريها خاصة اذا كانت في فترة مبكرة من عمر مشروع الاسكان وهنا يمكن شراء شقة في مرحلة متقدمة من عمر المشروع السكني وبعد اجراء التشطيب الداخلي واعمال التطوير المحيطة لكن عندها يكون سعر الشقة مرتفعا اكثر. البعض الاخر يشعر ان هناك خطورة في شراء بيت في مرحلة البناء وهنا اريد ان أنبه الى ضرورة التأكد من فحص مصداقية شركة الاسكان، أو المقاول ووجود الضمانات القانونية للمشتري وخاصة المرافقة البنكية التي تضمن المبالغ التي تدفع.
بشكل عام، الاستثمار الاوليّ في الشقة (يد ثانية) يكون اقل ولكنها عادة ما تكون بحاجة الى بعض الترميمات والاضافات لتكون مناسبة وملائمة لاحتياجات وذوق المشترين الجدد. من جهة أخرى تكمن مرونة الشقة (يد ثانية) في امكانية تأجيل الترميمات والتعديلات لعدد قليل من السنوات الى حين توفير المبلغ المطلوب.
من الممكن ان يكون مشتري الشقة من يد ثانية محظوظا بعض الشيء اذا كان البائع قد استثمر في الحديقة مثلا أو اضافات قد تناسب المشتري الجديد بسعر جيد. لكن من المؤكد انها تحتاج الى صيانة أكبر كون الشقة مستعملة ومواصفاتها الفنية أقل.

مما سبق استطيع أن اقول أنّ الاعتبار الاساسي بين اختيار شقة جديدة أو مستعملة – يد ثانية هو مدى توفر رأس المال الاوليّ وقدرة الحصول على قرض للتمويل. حسب رأيي اذا توفرت القدرة لشراء بيت جديد فهو استثمار افضل للمدى البعيد يضمن راحة البال والوقت الثمين. والبيت المستعمل – يد ثانية هو أرخص يملك مرونة معينة لتأجيل الترميمات والتعديلات عندما يتوفر المبلغ المطلوب لتنفيذها لعدد من السنوات.