الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 14:02

سألوني كيف أحبك/ يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 22/09/17 07:34,  حُتلن: 07:35

سألوني كيف أحبُّكِ
حين أكون بعيداً عن بلدي..
هم ما علموا
أني أحببتكِ أكثَرَ حين نظرتُ
إلى ما بعد الجَسدِ..
وأنا لا أحتاجُ إلى عَيْنِي
لأرى دنيا عينيكِ
فعيناكِ ضياء البهجةِ
باقيةٌ في خَلَدي..
لا أحتاجُ للَمسِ يَديْكِ
لأشعرَ بالدفءِ
فلَمسُكِ دفءٌ
باقٍ أبداً في كبدي..
وأنا مهما كنتُ بعيداً
يتبعني نوركِ
كالنجم المتَّقدِ..
كوني ثابتةً
كوني زيتوناً في بلدي
فأنا حين أكون بعيداً
لستُ بمُبتَعِدِ.
**
كلماتٌ بلغاتٍ شتَّى
تَتَجمَّعُ في أذني..
صوتُك يأتي
مجتازاً لحدود الدنيا
كي يدنو مني..
أسمعهُ يتفاوضُ
مع تلك الكلماتِ الحُبلى
بالآمالِ وبالمحنِ..
يتفاوضُ معها كي تصبحَ
نَصَّاً متسقاً يُعجبني..
أسمعهُ يتفاوضُ معها
ليحوَّلها لمعانٍ متآلفةٍ
يمكنها أن تتساكنَ في ذهني..
تأتي صورتُكِ الحلوةُ
تدنو مني
كي تتفاوضَ مع صورٍ شتَّى
تتجمعُ في عيني..
فأراها تتفاوضُ كيفَ توفقُ
بين جميلٍ وحزينْ..
وأراها تتفاوضُ
كيف توفِّقُ
بين دمٍ وطحينْ
كي لا ينفجرَ الجرحُ
بوجه السكينْ.
**
حبُّكِ أخرجني
من صحراء التيهِ
ومن بطن التنِّينْ..
في حُبِّكِ
تزخر نفسي بعزائمَ
لم أعرف أني أملكها..
في حبَّكِ لا أشكو
من بُعدٍ وحنينْ..
كوني زيتوناً في بلدي
فأنا حين أكون بعيداً
لست بمُبتَعِدِ
ولحُبِّكِ عمرٌ باقٍ
يمتدُ إلى الأبدِ.

 نيويورك
22/9/2017

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

 

مقالات متعلقة