الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 00:02

نتنياهو، حرباءٌ سياسية يظهر امام العالم بدور المسكين/ بقلم: محمد دراوشه

كل العرب
نُشر: 21/09/17 10:54,  حُتلن: 13:59

محمد دراوشه:

حبَّذا لو تُسقطه ملفات الفساد لان وللأسف لا يمكن التعويل على نضوج للمجتمع الاسرائيلي الذي لا يبحث عن بديل لنتنياهو

هو نفس نتنياهو المتملق والمتلون، كحرباء سياسية يظهر امام العالم بدور المسكين، كأن كل ما يريده هو الدفاع عن النفس، والدفاع عن شعبه

لم تحل على شعوبنا كارثة بحجم نتنياهو، ولكن الخوف هو ممن يتعامل معه كحالة طبيعية، في حين انه ثعلبٌ سياسي، ومراوغ ٌقومجي، ويتبنى مواقف غير اخلاقية وغير شرعية وغير إنسانية بحق شعبنا وشعوب المنطقة

بنيامين نتنياهو، الغارق في سلسلة تحقيقات بشبهات الفساد، وخيانة الأمانة، وتلقي الرشاوى من جهة، وفِي مستنقع الشبهات ضد زوجته بالفساد ايضاً من جهتها، وربما تصل هذه الشبهات الى حد خيانة الأمانة او سرقة المال العام؛ هو نفس نتنياهو الذي ألقى خطاباً في الأمس من على منبر الأمم المتحدة في افتتاح دورتها السنوية في نيو يورك.

هو نفس نتنياهو الذي اخل باتفاقيات أوسلو التي كانت توجب على اسرائيل اخلاء الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل تدريجي وبتواريخ محدده لإتاحة إقامة الدولة الفلسطينية. هو الذي نكث العهود الدولية، وضرب بها عرض الحائط. هو نفس نتنياهو الذي تسرق حكومته أراضي شعبنا ليحولوها الى المستوطنين الغير شرعيين أصلاً. هو نفس نتنياهو الذي يشرعن قوانين العنصرية منذ ان عاد الى الحكم عام 2009، ويتوجها هذه الأيام بقانون القومية العنصري الذي يُمأسِس أفضلية القومية اليهودية، وأفضلية اليهود على باقي مواطني الدولة. في دولة تلتحف الطابع الديمقراطي، وتخبىء في طياته الكثير من النهج المنافي لحقوق الانسان وحقوق الأقليات الأساسية.

هو نفس نتنياهو المتملق والمتلون، كحرباء سياسية يظهر امام العالم بدور المسكين، كأن كل ما يريده هو الدفاع عن النفس، والدفاع عن شعبه، والخوف من كارثة جديدة. في حين هو يسعى لتجذير وإطالة كارثة الإحتلال على الشعب الفلسطيني، وداومه لأجيال طويلة، وإضاعة حقه في إقامة دولته وتقرير مصيره.

كذلك هو نفس نتنياهو الذي يسعى لإثارة سخط الولايات المتحدة ودول العالم الاخرى على باقي دول المنطقة ليقوموا بدور المقاول العسكري لتنفيذ مآربه الملعونة. يريد ان يقوم العالم بتدمير ايران وسوريا، كمرحلة أولى، تتليها دول اخرى في الشرق الأوسط لتنعم اسرائيل بجيران ضعفاء يلعقون جراحهم لأجيالٍ تأتي.

لم تحل على شعوبنا كارثة بحجم نتنياهو، ولكن الخوف هو ممن يتعامل معه كحالة طبيعية، في حين انه ثعلبٌ سياسي، ومراوغ ٌقومجي، ويتبنى مواقف غير اخلاقية وغير شرعية وغير إنسانية بحق شعبنا وشعوب المنطقة.

حبَّذا لو تُسقطه ملفات الفساد لان وللأسف لا يمكن التعويل على نضوج للمجتمع الاسرائيلي الذي لا يبحث عن بديل لنتنياهو. فربما إذا سقط قانونياً، قد تنفتح آفاقٌ جديده على المنطقة. هذه امنيتي للسنة الهجرية الجديدة، وأيضاً للسنة العبرية الجديدة.

الكاتب مدير مركز المساواة والمجتمع المشترك في جفعات حبيبه

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net   

 

مقالات متعلقة