كان زهرُ أرضنا
يُزيِّن النهارَ، والطيورُ
تحرسُ الأعشاشَ
في مضاجع الشجرْ..
وكان وجهُها المضيءُ
أجملَ الوجوهِ
في روائع الصورْ..
وفجأةً يمرَّ بيننا قمرْ
فغاب قرصُ وجهِها
كأنه تَلبَّسَ القناعْ..
ولم أعد أرى
ضياءَ وجهها
كأن عتمةَ النهارِ
تحجبُ الشعاعْ..
كأن حلكة النهارِ
تطفئ الشموعَ
ثم تطرد اليراعْ.
**
رأيتُ نورَ عينها
يشقُّ كالشهابِ
عتمةَ الشتاءْ
رأيتُ بهجةَ الضياءِ
تحتمي بوجهها
من الوجومِ في المساءْ..
رأيتُ برقَ ثغرها
وراءَ السورِ والستارْ
فكيف عندما
يمرُّ بيننا قمرْ
أصوِّب الأبصارَ نحوها
ولا أرى لها أثرْ..
وكيف حينما
يمر بيننا قمرْ
تؤول شمسُ بهجتي
إلى غياهب النهارْ؟
فأيها القمرْ!
تعال كلَ ليلةٍ
أضِئْ شعابَ ليلنا
إياك أن تمرَّ بيننا
ولا تغيّر المسارْ..
ودع لشمس بهجتي
ممالك النهارْ
ودعْ لها
حريةَ الخيار..
لعل حُبَّنا
يواصل الحوارْ.

يوسف حمدان - نيويورك