الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 14:02

كيف نربي أبناءنا اقتصاديًا/ بقلم: أنغام ياسين

كل العرب
نُشر: 22/08/17 08:17,  حُتلن: 09:28

أنغام ياسين في مقالها: 

الجانب الاقتصادي من حياتنا هو جانب هام جدًا وحسن التدبير فيه قد يكون سببًا هامًا جدًا في نجاح واستقرار كل شخص، وسوء التدبير فيه قد يكون سببًا في تقلب الانسان وفشله

هناك قيم وسلوكيات اقتصادية عدّة يجب أن نحرص على غرسها في نفوس أبنائنا كقيمة الادخار والكسب الحلال والاعتدال في الإنفاق والتخطيط الاقتصادي

نرى في مجتمعنا الكثير من الأشخاص الذين يخرجون من مأزق الى آخر وذلك بسبب سوء التدبير.  هي بضعة نصائح نلتمس فيها خيرًا لأبنائنا وبناتنا ليكون لهم مستقبلاً أكثر استقرارًا وسعادة

بعد عدة سنوات ان شاء الله سينتقل ابنائنا من مرحلة التعليم المدرسي الى مرحلة الحياة الخاصة وما تحويها من عمل وعلم ومصاريف. فطفل اليوم هو رجل أعمال الغد وتاجر المستقبل، وأن طفلة اليوم هي العاملة والأم والزوجة التي تنظّم وتتحكّم في اقتصاد البيت مستقبلاً.

الجانب الاقتصادي من حياتنا هو جانب هام جدًا وحسن التدبير فيه قد يكون سببًا هامًا جدًا في نجاح واستقرار كل شخص، وسوء التدبير فيه قد يكون سببًا في تقلب الانسان وفشله.

التربية الاقتصادية ومن جيل صغير قد تكون لها من الأهمية بأن تنشأ شخصًا واعيًا أكثر ومدركًا لأهمية المال وكيفية استعماله وتدبيره.  وهناك قيم وسلوكيات اقتصادية عدّة يجب أن نحرص على غرسها في نفوس أبنائنا كقيمة الادخار والكسب الحلال والاعتدال في الإنفاق والتخطيط الاقتصادي.  فالقيمة الاقتصادية لكل انسان مكتسبة، إذ لا يولد طفل بجينات تحمل قيمة الحفاظ على المال أو قيمة الادخار، بل يكتسبها الانسان من خلال الخبرات الشخصية والتجارب التي يمر فيها.

إنّ القيم الاقتصادية قابلة للتغيير ما دامت مكتسبة، إذ يمكن تغيير القيم غير المناسبة التي اكتسبت بفترات سابقة، وذلك بالتعلّم والتدريب.
نجتهد ببعض النصائح ان نركز على كيفية تربية أبنائنا اقتصاديًا:
1 ) ان نعطي لأبنائنا دخلًا ثابتًا في بداية كل شهر.
هنا نقدر ان دخلا بقيمة 150 شاقلا للطالب في المرحلة الإعدادية و200 شاقل في المرحلة الثانوية قد يكون دخلا مناسبًا للشهر الواحد.
بحيث يتعلم الطالب كيف يدبر مصاريفه وكيف يوزعها حسب الأهمية ووفقًا لما لديه من مال.
فللأسف – إعطاء الابن المال الوفير قد يجعله في المستقبل شخصًا مدللًا مبذرًا وحرمانه قد ينغص عليه حياته ويدفعه مستقبلًا للإنفاق الكثير تعويضًا لنفسه عن أيام الحرمان.
2 ) الاعتماد على النفس.
التعامل الشائع بين الاهل وابنائهم هو ان يأخذ الابن ما يريد من امه وابيه حين يطلب.
هذه الطريقة الفاشلة جدًا هي من اهم أسباب فشل التربية الاقتصادية . فالابن يسأل والديه في كل صغيرة وكبيرة – فكيف يتعلم حسن التدبير ان كان الاتكال على اهله جل الوقت؟!.
3) على الأبن ان يوفر كافة احتياجاته من هذا الدخل.
من المهم الاتفاق مع الابن ان عليه ان يغطي كافة احتياجاته من لباس وطعام ومصاريف من هذا الدخل، وإذا احتاج الابن في فترة معينة الى مال إضافي فمن المفضل ان يقوم الاهل بإعطائه بشرط ان يعيد المال الذي اخذه على أقساط.
وتذكروا ان ابنكم سيكون رجلًا بعد سنين عدة فهيئوهم لذلك اليوم وعلموهم ان النظام والترتيب هو من أساس النجاح.
( 4 إذا كان للأبن حقوق فعليه واجبات يجب ان يلبيها.
مقابل الدخل الثابت من حق الأهل ان يروا ابنهم من أفضل الطلاب وارفعهم خلقًا. ومن حقهم ان يروه يساعدهم في تدبير أمور البيت من مساعدة الام والأب في شؤون البيت.
فاذا أخطأ ابنهم وتراجع في تعليمه او خلقه – فمن أجزاء العقاب أيضًا، اخفاض الدخل الثابت لشهر او أكثر.
وإذا ما اجتهد الطالب وحقق أفضل النتائج والتزم بخلق حسن – فمن المهم مكافئته بزيادة في دخله يتعلم فيها درسًا ان العلم والأخلاق هما أفضل ما في الانسان.
5 ) أهمية الادخار في حياتنا.
الادخار (التوفير) هو من اساسات النجاح الاقتصادي لكل انسان.
فمن المهم ان نربي أبنائنا ونعلمهم أهمية الادخار وان نشجعهم عليه. وان نعطيهم مكافأة إذا أحسنوا في الادخار.
وان من أجمل الأمثلة في هذا المجال هو ان نهدي أبنائنا حصالة شفافة للادخار بحيث يستطيع الابن ان يرى من الخارج كمية المال التي ادخرها.
6 ) الصدقات – سبيل راق في الانتماء للمجتمع.
رسولنا الكريم انبأنا بانه " لا ينقص مال من صدقة ".
وما أجمل الصدقات ان كانت من أبنائنا الصغار الذين بمالهم القليل يؤكدون على أهمية التكاتف الاجتماعي في مشاريع عدة فيكون لهم سهم طيب فيها.
فالتبرع بمبلغ قليل (10 شواقل على سبيل المثال) قد ترشدهم الى أحد أهم طرق الخير في حياتنا.
7 ) زيادة في الدخل.
تكليف الابن بمهام صغيرة (غسيل السيارة على سبيل المثال) او تنظيف بعض أجزاء المنزل الخارجية او مساعدة بعض الأقارب واعطاءه مكافأة صغيرة (20 شاقل على سبيل المثال)
قد تجعل ابنك فعالًا ونشطا أكثر.
8 ) إعداد دفتر تدوّن فيه بنود الصرف والادخار وحركة الشراء اليومية.
بهذه الطريقة يسهل للابن مراجعة سلوكه الاقتصادي ومراقبته.

وفي النهاية، نرى في مجتمعنا الكثير من الأشخاص الذين يخرجون من مأزق الى آخر وذلك بسبب سوء التدبير.  هي بضعة نصائح نلتمس فيها خيرًا لأبنائنا وبناتنا ليكون لهم مستقبلاً أكثر استقرارًا وسعادة.

طمرة

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة