الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 13:01

المواطن العربي المقهور يرمى برصاص الشرطة/ بقلم: عوض حمّود

كل العرب
نُشر: 04/07/17 15:15,  حُتلن: 11:56

عوض حمّود في مقاله:

المواطن العربي في هذه البلاد حينما يصرخ ظلمه على الملأ يكون قد طفح كيله ولم يعد متسعا عنده للتحمل

عندما يقوى المواطن العربي على الصراخ بوجه ظالميه او جلاديه يسهل على الشرطي اطلاق الرصاص عليه صريعا قتيلا والحجة الدفاعية لدى الاخر موجودة في سجلاتهم وقواميسهم وهي الدفاع عن النفس

حينما يصرخ المواطن العربي ظلمًا وقهرًا يرمى بالرصاص من قبل رجال الشرطة الإسرائيلية ويُقتل. وشهيد أم الحيران المربي يعقوب ابو القيعان هو مثال أمامنا. النهج نفسه استعملته الشرطة مع اهالي كفرقاسم عندما تظاهروا ضد تقاعس الشرطة لعدم اكتشاف الجريمة المتكررة في البلدة، وعلى اثر ذلك قتلت الشرطة الشاب محمد محمود طه بدم بارد بفارق زمني متقارب جدا لعملية ام الحيران.

المواطن العربي في هذه البلاد حينما يصرخ ظلمه على الملأ يكون قد طفح كيله ولم يعد متسعا عنده للتحمل. وهذا ما حدث، فعندما قتل الشابان فادي صرصور ومحمد عامر في بلد الشهداء كفرقاسم وذلك امام المسجد بعد خروجهما من صلاة التراويح ولم تكشف الشرطة عن القاتل او القتلة الأمر اثار الغضب الشديد لكافة المواطنين في هذا البلد المنكوب اسوة ببقية قرانا ومدنا في الاونة الاخيرة بآفة الاغتيالات المتكررة في المدينة.

ولم تستطيع الشرطة وضع يدها على القتلة او وضع حد لهذه المآساة والتي تعود على نفسها بأوقات متقاربة جدا دون الكشف عنها. وقد ذهب ضحية هذه الاعمال الاجرامية الدخيلة على مجتمعنا العربي عشرات الضحايا وفي كفر قاسم بشكل خاص. وقد راح ضحية هذه الموجة من العنف المستشري في وسطنا العربي العديد من الاشخاص دون استطاعة الشرطة القبض على هؤلاء الذين يثيرون الخوف والرعب بين اوساط اهالي البلد بشكل عام.

وعلى اثر وقوع هذه الاحداث المأساوية وعدم الكشف عن من يقف ورائها قام اهالي كفرقاسم بالتظاهر داخل مدينتهم احتجاجا على تقاعس اجهزة الشرطة، وقد تدخلت الشرطة لقمع المظاهرات الداخلية بالقوة مستعملة اطلاق الرصاص الحي لتفريق جموع المتظاهرين وقد كانت حصيلة اطلاق الرصاص من قبل رجال الامن استشهاد الشاب محمد محمود طه. وحسب ما ذكر ان الشاب محمد محمود طه كان من ضمن الشباب المسؤولين للصيانة والامن في داخل البلدة، فلو سُئل السؤال لهؤلاء المسؤولون عن الامن أي رجال الشرطة ما الذي كان يهدده مواطنو كفرقاسم اثناء تظاهرهم داخل بلدهم؟ اليس مسموح التظاهر في بلد الديموقراطية وحرية الرأي ضد اعمال القتل والعنف الظالم المستشري في عقر دارهم؟! وهل كان هناك مؤسسات او مكاتب حكومية او مكاتب لوزارة الدفاع في كفرقاسم مهددة بالفناء من قبل المتظاهرين؟!

إنّ هذه المظاهرات بداخل البلد جاءت ردا طبيعيا على تقاعس الشرطة لعدم اكتشافها مرتكبي اعمال القتل المتزايدة في بلدهم. اما وان السبب الاول والخير وانني على ما اعتقد ان هذا هو السبب الاوفر حظا القبول به لان المتظاهرون هم من العرب. وان العرب ممنوع ان يمارسوا هذا الحق في ظل ديموقراطية هذه الحكومة وغيرها من الحكومات السابقة. ولذلك لا يسمح للعربي ان يصرخ مظالمه او ما يتعرض له قهرا او تعسفا وبالتالي يحظر عليه رفع صوته بوجه جلاديه. فالديموقراطية الى جانب واحد فقط.

عندما يقوى المواطن العربي على الصراخ بوجه ظالميه او جلاديه يسهل على الشرطي اطلاق الرصاص عليه صريعا قتيلا والحجة الدفاعية لدى الاخر موجودة في سجلاتهم وقواميسهم وهي الدفاع عن النفس. وهذا ما حصل مع الشهيد محمد محمود طه في كفر قاسم. قمة العنصرية والفاشية. وان الشيء بالشيء لا بد ان يذكر للتدليل على ازدواجية المعايير والتصرف فعندما يكون عارض اشكالي عند العرب يكون استعمال الرصاص سباقا لأي حوار كان وعندما يقع حادث مشابه لدى الوسط اليهودي يختلف التعامل بنسبة %100 بدليل ما رأيناه وشهدناه بأم العين كيف تعاملت الشرطة مع مستوطني عمونا عندما قرروا اخراجهم من المستوطنة بحيث اقيمت تلك المستوطنة على ارض خاصة للفلسطينيين. وبأي قفازات حريرية تعاملت الشرطة معهم حتى أن جرح منهم 60 شرطيا ولم يطلق رصاصة واحدة على هؤلاء الاوباش. هل هذه هي الديموقراطية التي ينعتون بها انفسهم كذبا ورياء؟ الا يعتقدون أنّ للناس عيون ترى مظالمهم وتصرفاتهم؟ فالظالم مهما حاول الاختباء والتستر على ظلمه فالحقيقة تبقى اكثر سطوعا من الاختباء ولو بعد حين.

ديرحنا

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة