الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 16:02

قصة الأنف المقطوع..مسلية للأطفال الحلوين

كل العرب
نُشر: 04/06/17 11:42,  حُتلن: 08:25

يحكى أن في زمن بعيد جداً مرض أحد حكام البلاد وأصيب بمرض خطير جداً، استدعي جميع الأطباء في مملكته لعلاجه ولكنهم جميعاً اتفقوا أنه ليس هناك أي دواء لمرضه سوى بقطع أنفه، استسلم الحاكم لعلاج الأطباء عندما تملك منه اليأس وبالفعل قاموا بإجراء اللازم وبعد أن تعافي الحاكم من مرضه نظر إلى وجهه الذي أصبح بشعاً بدون أنف، ولكي يخرج نفسه من هذا المنظر والشكل المحرج، أمر أن يقوم وزيره وجميع موظفيه في القصر بقطع انوفهم حتى يتساوى الجميع ولا يعيبه أحد بسبب أنفه.


صورة توضيحية

وبالفعل قطع جميع موظفي المملكة أنوفهم، وعندما ذهب كل منهم إلى منزله أمر زوجته وجميع أفراد بيته بقطع أنوفهم أيضاً، ومع مرور الوقت صار هذا الأمر عادة وجزء من ملامح أهل هذة البلدة واشتهروا بذلك، وبمجرد ان يولد أي مولود جديد يتم قطع أنفه على الفور.

مرت سنوات وفي يوم من الأيام زار أحد الغرباء هذه المملكة وكان ينظر إليه الجميع وكأنه قبيح وغريب ومنظرة عجيب جدا، حيث يتدلي من وجهه أنف سليم، فبحكم السلطة والعادة التي صارت جزءًا من هذا المجتمع صار الخطأ في نظرهم صواب وصار الصواب خطأ، فأخذ الجميع يضحك ويقهقه على هذا الرجل الغريب ذو الأنف وأخذ الأطفال يشيرون إليه في دهشة وتعجيب قائلين: انظروا إلى هذا الكائن البشع ذو الانف العجيب.

نسوا جميعاً أنهم كانوا أصحاب أنوف في الأصل وأن العيب فيهم وليس في أحد آخر غيرهم، هل تدرون من هو هذا الملك ومن هم أهل المملكة، كم من خطأ اتعدنا عليه وصار أصوب من الصواب وندافع عنه لأنه فقط من عاداتنا وتقاليدنا، علي الرغم من كونه مجرد خرافة أو خطأ، ونعيب على الآخرين لمجرد إختلافهم عنا حتى لو كانوا على صواب؟!

اعزائي قبل أن تعيبوا على أي شخص تحسسوا أنوفكم أولاً، تحسسوا عقولكم وأسالو أنفسكم أولاً : كم من الأشياء
تم قطعها منكم وحاولوا أن تكتشفوا الأخطاء التي ورثتموها عن الآباء، أخرجوها من دولاب العادة والمألوف وضعوها على طاولة الدين والعقل وأعيدوا بناء علاقتكم معها لنستعيد سويا حاسة الشم والتفكير. 

مقالات متعلقة