الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 07:01

السّندباد البرّي.. قصّة مُغنّاةٌ للأطفال

كل العرب
نُشر: 28/05/17 12:03,  حُتلن: 07:54

في زمن الخليفة الرشيدِ ‏في بغدادْ‏
كان يعيش السندباد البَرِّي
‏ مهنتُه حَمّالْ‏ وهو فقير الحالْ
‏ وذاتَ يوم في اشتداد الحرِّ‏
أنزل حملهُ‏ أمام قصر رائع كبيرْ‏ من أبدع القصور‏
وراح ينظر الحمال في إعجابْ‏
وهْو أمام البابْ‏ مستلقياً في الظلِّ‏ متكئاً
على مَتاع الحَمْلِ‏
حيث تهبُّ النسمةُ العليلة‏ وترقص المشاتل الظليلهْ‏
وتعبَقُ الزهورْ‏ بأطيب العطورْ‏


صورة توضيحية

نام قليلاً‏ ثم استيقظ المسكينْ
‏ وقلبُهُ حزين‏ لأنه فقيرْ
‏ ليس لديه غيرُ كوخ بائسٍ‏ من طينْ‏
وفجأةً‏ ناداه صوت ناعم رقيقْ
‏ تعال هيّا أيها الصديقْ ‏
فوجئَ من هذا الكلامِ‏ السندباد البري‏
إذْ كيف يدعوه الفتى‏ من دون أن يعرفهُ
‏ وكيف يدعو صاحبُ القصرِ‏ امرأً فقيرْ ‏
ودخل الحمال ذاك القصرَ‏
في خجلْ‏ وفتح العينين في عجبْ‏ لشجر الليمون والتفاحِ‏ والإجَّاص والعنبْ‏
أما عن الورودْ‏ فهي صنوف تأخذ العقولَ من كَثْرتها‏
وجودةِ التَّنْضيدْ‏ إنتشرت مساكباً على الجنبينْ‏
في وسط الساحة عينْ‏ تفجرّت بالماء ْ‏
في شكل نافورهْ‏ تكاد أنْ تطاولَ السماءْ‏
لكنها تعود منثورهْ‏ وسمع الحمال من بعيدْ‏ مغنياً ..
وصوتَ عودْ‏ وقاده الفتى إلى إيوانْ‏ لم يَرَ قبلُ مثله إنسانْ‏
وكان مجلس الإيوان عامراً بالناسْ‏ فقطع الأنفاسْ‏ خشيةَ أن يكون قد أزعجَهم‏
لكنهم تصايحوا بهِ :‏ تفضلْ‏ أتدري ‏ أنت هنا في قصر السندباد البحري ‏
ثم دنا البحريُّ قائلاً ‏ هَلا هَلا بالضيف
فصرخ الحمالُ‏ أنت السندباد البحري
‏ أجابه ُ‏ نعم نعم‏ وهل عجيب أمري‏!
قال له الحمالُ ‏ أنت سيدُ العجائبْ‏ وصانع الأحلام والغرائبْ‏
دعْني أُقبّلْ جبهتَكْ‏ وجُبَّتكْ ‍‏
وضحك الجميعُ‏ ثم غنوا طربا‏
وأسمعوا من النكات العجبا‏
وأكلوا وشربوا‏ وبعد ذاك ذهبوا‏
وقد أقام السندباد البرِّي‏ ضيفاً عزيزاً‏ في رحاب السندباد البحري‏
ووعد الحمالَ أن يقصَّ عن سفراتِهِ‏ وما جرى له من خطرٍ‏ أَحْدقَ في حياتِهِ‏
وفي صباح الغدِ‏ كان الجمع حاشدا‏
والكل منصتونْ‏ ليعرفوا قصَّته المليئة الأحداثِ‏ بالأخطار والترحالِ‏ والعزمِ الذي يقوى ولا يلينْ ‏
وهكذا عرفنا قصةً‏ تظل للأجيالِ‏ عن رجل حياتُهُ‏ من سير الأبطالِ‏  

مقالات متعلقة