الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 03:02

تربية الأولاد والاهمال/ بقلم:د.صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 01/05/17 08:43,  حُتلن: 12:30

د.صالح نجيدات:

الاهمال لا يتوقف فقط على الأضرار الجسدية بل هناك عدة انواع من الاهمال، فمثلا عدم تربية الابناء تربية صالحة هذا اهمال

للأسف هناك اصابات بيتية كثيرة للأطفال العرب بنسبة عالية اذا ما قارناها بالاصابات في المجتمع اليهودي، نتيجة اهمال الاهالي، بالرغم من أن نسبة العرب 20% من سكان الدولة

 أتوجه الى الأهل الكرام أن يحافظوا على أولادهم الصغار من كل شر، وأن لا يغفلوا عنهم ولو للحظة واحدة، وأن يتخذوا كل التدابير لمنع حدوث ما لا تحمد عقباه

"المال والبنون زينة الحياة الدنيا"
قال الله تعالى في القرآن الكريم: "المال والبنون زينة الحياة الدنيا" فالأولاد من أهم وأغلى النعم التي منحها الله للانسان، فألأهل يربون أولادهم بالمشقة والتعب والسهر والقلق على مصيرهم وينفقون كل ما يملكون للحفاظ على صحتهم وأمنهم وأمانهم، حتى يكبروا ويصبحوا شبابا، فهم فلذات الأكباد تمشي على الارض، وهم أغلى ما في الوجود، فيتوجب على الاهل حمايتهم من شرور هذه الدنيا المليئة بالمشاكل والفساد والمغريات بكل ما يملكون من امكانيات.

ولكن هناك للأسف اهمال وتقصير من قبل بعض الاهل في حماية أولادهم الصغار من المخاطر الكثيرة في محيطهم الذي يعيشون فيه، إن كان في البيت أو في الشارع أو في أي مكان آخر، وهذا الاهمال يسبب لأطفالهم الاضرار الجسدية والنفسية بل وأحيانا الموت، فأحيانا عدم الانتباه للحظات لتصرفات الولد الصغير تؤدي الى كارثة، فعلى سبيل المثال، هناك من يسقط ابنه من الطابق العلوي نتيجة الاهمال لعدم وضع درابزين، وهناك من ينسى ابنه أو ابنته في السيارة المغلقه فيختنق ويموت، وهناك من يدهس ابنه في فناء بيته نتيجة الاهمال، وهناك من يذهب مع أصدقائه رحلة جماعية فينشغلوا بالحديث مع بعضهم البعض، وينسوا الولد يسبح لوحده في البركه يغرق ويموت، وهناك اهمال بترك الابن الصغير يركب دراجته الهوائية في الشارع تصدمه سيارة فيموت وتحصل الكارثة الكبرى.
للأسف هناك اصابات بيتية كثيرة للأطفال العرب بنسبة عالية اذا ما قارناها بالاصابات في المجتمع اليهودي، نتيجة اهمال الاهالي، بالرغم من أن نسبة العرب 20% من سكان الدولة.
إن الاهمال لا يتوقف فقط على الأضرار الجسدية بل هناك عدة انواع من الاهمال، فمثلا عدم تربية الابناء تربية صالحة هذا اهمال.

الجريمة والقتل المنتشر في مجتمعنا أسبابه اهمال تربية النشء في الصغر.
تسرب تلاميذ المدارس من مقاعد الدراسة في جيل مبكر، وعدم مجالسة الاب أو الام لأولادهم هذا بحد ذاته اهمال. عدم مراقبة الاهل لما يشاهده أولادهم في محطات التلفاز الهابطة يعتبر اهمال.
عدم الاهتمام بحاجات الطفل أو الولد من طعام ولباس، وعدم علاج الابن المريض نتيجة اللا مبالاة، وعدم اتخاذ التدابير والحيطة اللازمة في البيت للحفاظ على سلامة الاولاد هذا اهمال.
عدم وضع اشارات مرور قبل ممرات المشاة ووضع لافتات مكتوب عليها "أولاد في الشارع "، في بلداتنا يعتبر اهمال من قيل سلطاتنا المحلية، يؤدي الى دهس اولاد في الشارع كما يحدث في شوارع بلداتنا.
وأخيرا وليس آخرا، أتوجه الى الأهل الكرام أن يحافظوا على أولادهم الصغار من كل شر، وأن لا يغفلوا عنهم ولو للحظة واحدة، وأن يتخذوا كل التدابير لمنع حدوث ما لا تحمد عقباه، فقبل نزولهم من السيارة عليهم أن يلقوا نظرة تفحص لداخلها، وكذلك ازالة كل شيء من البيت ومحيطه من الممكن أن يعرض سلامة الاطفال للخطر، وعدم ترك الاولاد الصغار في البيت لوحدهم، وعدم السماح للأولاد الصغار ركوب درجاتهم الهوائية في الشارع، خوفا عليهم من الدهس، وكذلك على الأهالي الحفاظ على أطفالهم في هذه الايام الحارة من إصابة الشمس والجفاف، وكذلك الحذر كل الحذر من انتشار الافاعي في هذه الأيام، ونصلي لله أن يحمي أولادنا من كل شر.

الدكتورصالح نجيدات – مدير جمعية " الطابور " للدفاع عن حقوق ألأطفال

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net     


مقالات متعلقة