عاد الغراب غضبان إلى الغابة،وكان غاضباً جداً، فجاءت الحيوانات تسلّم عليه..
سأل الغزال صديقه الغراب عمّا رآه، فردّ بحزن :ليتني ما ذهبت ولا رأيت ما رأيت...
تعجّبت الحيوانات من كلام الغراب،وسأله الأسد غاضباً: ماذا رأيت?، تكلّمْ بسرعة.
هزّ الغراب رأسه أسفاً وقال: لم يعد الإنسان يحتاج إلينا
احتجّ الحمار ونهق بغضب:مستحيل، إنني أحمل الإنسان، وأنقل أحماله، وأحرث أرضه منذ آلاف السنين.
قال الغراب: إنهم يركبون السيارات والطائرات، ويحرثون الأرض بمحراث كبير اسمه"التراكتور".
صورة توضيحية
رفرفت الحمامة بجناحيها وقالت: إنهم لا يستطيعون الاستغناء عني، فأنا أنقل لهم رسائلهم إلى الأماكن البعيدة منذ آلاف السنين.
التفت الغراب إلى الحمامة وقال: إنهم ينقلون رسائلهم بواسطة طائرات سريعة تطير في الجوّ.
نفض الديك ريشه وقال: أمّا أنا فلا أظن أن الإنسان يستغني عنّي إني أوقظه بصوتي الجميل كل صباح.
ردّ غضبان:أنت مخطئ يا عزيزي الديك، فقد اخترع الإنسان آلة اسمها السّاعة، توقظه متى شاء.
زأر الأسد بقوة وتساءل: ألا يحتاجون إلينا بشيء?!.
فرد غضبان:
إنهم يأكلون لحوم بعضنا، ويصنعون من جلودنا الثياب والأحذية.
ثارت الحيوانات في ذلك اليوم، وصارت تهرب من الإنسان أينما تراه!