الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 13:02

الشجارات في بلداتنا العربية/ د.صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 24/04/17 07:40,  حُتلن: 10:12

د.صالح نجيدات:

يجب على كل واحد منا أن يعي ويدرك أن الشجار لا يحل أي مشكلة بل يعقدها ويزيد الطين بلة، ولماذا خلق الله لنا العقل؟ 

الشباب الجاهل والمراهق وغير الناضج هو الذي يدير الامور في مسائل كثيرة في هذه العائلات نتيجة غياب العقلاء وتأثيرهم

بثمن الخسائر الناتجة عن الطوشات من اضرار جسمانية وحرق وتكسير، تستطيعون بناء مكتبة عامة لأولادكم وشراء كتب لتثقيفهم حتى لا يتشاجروا مع بعضهم البعض

لماذا اذا تشاجر اثنان من عائلتين مختلفتين ينجر كل ابناء العائلتين الى هذا الخلاف؟ ولماذا لا ينحصر الخلاف فقط بين الاثنين؟ للأسف الشجارات بين العائلات في بلادتنا العربية تنتقل من قرية الى اخرى، فقبل يومين كان شجار في قرية كفرمندا، وقبلها في قرية ديرحنا، وفي مدينه رهط، وفي كفركنا وأماكن اخرى، والحبل على الجرار، فالشجارات تعتبر مظهر من مظاهر ومخلفات الجاهلية، وغياب الوعي والحكمة وتعبّر عن تجذر العصبية القبلية عميقا في مجتمعاتنا، فكيف يسمح أهل البلد الواحد لأنفسهم أن يتشاجروا ويؤذوا بعضهم البعض وهم جيران؟، وأين هم من حديث الرسول محمد صل الله عليه وسلم من يؤذي جاره لن يدخل الجنة، وأين حق الجيرة التي أوصى بها الله ورسوله؟.

يا أهلنا، بثمن الخسائر الناتجة عن الطوشات من اضرار جسمانية وحرق وتكسير، تستطيعون بناء مكتبة عامة لأولادكم وشراء كتب لتثقيفهم حتى لا يتشاجروا مع بعضهم البعض في المستقبل مثلكم، وتستطيعوا اقامة صندوق للمنح لطلاب الجامعات. الشجارات بين العائلات في قرانا تكرس العصبية العائلية أو الطائفيه التي نورثها مع أمراضنا الاجتماعية الاخرى من جيل الى جيل.

يجب على كل واحد منا أن يعي ويدرك أن الشجار لا يحل أي مشكلة بل يعقدها ويزيد الطين بلة، ولماذا خلق الله لنا العقل؟ اليس لكي نتدبر امورنا ونحل مشاكلنا بالعقل والتروي والحكمة وبالذات بين أبناء البلد الواحد؟!!! متى نعي وندرك ذلك يا أهلنا الكرام! أصعب شيء أن أرى كيف أن الشرطه تفرق المتشاجرين أبناء البلد الواحد والجيران بالهراوات والغاز المسيل للدموع! وأمر آخر أصعب من ذلك هو أن ترى جار يكسر أو يحرق بيت جاره نتيجة هذه الشجارات، فهذا خط أحمر يجب أن لا يتجاوزه أي انسان مهما بلغ الخلاف، فيا للعار أن تحدث هذه الشجارات بين الاهل والجيران والأقارب وأبناء البلد الواحد في قرانا!.

فللأسف الشباب الجاهل والمراهق وغير الناضج هو الذي يدير الامور في مسائل كثيرة في هذه العائلات نتيجة غياب العقلاء وتأثيرهم، وهذا يعكس المثل الذي يقول: "جهال بدون عقال راحوا قطايع" ، أي تقطعت اوصالهم.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net   

 

مقالات متعلقة