الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 00:02

صفقة ابو مازن لحماس فخ ام مخرج؟/ بقلم: د. محمد خليل مصلح

كل العرب
نُشر: 13/04/17 12:02,  حُتلن: 07:43

د. محمد خليل مصلح في مقاله:

أبو مازن يدرك الدول الاقليمية شرعت في وضع السيناريو النهائي خاصة مصر والأردن بدعم سعودي وقطري ايضا لتجاوز الموقف الفلسطينيي غير المجتمع على موقف واحد

حماس ستتحمل وزر المرحلة القادمة، وهذا ما يسعى ابو مازن لتحقيقه اذا لم تستجب حماس لعرضه، وتأخذ بعين الاعتبار جدية التهديد والعرض الذي يلوح به اذا سيجد دعم امريكي اقليمي لتنفيذه

التطبيع والحلف الاقليمي وإسرائيل كشريك معلن عنه سوف تخرج العلاقة الى العلن في حلف خطر ما يسموه التهديد الايراني لمصالح وامن المنطقة والأنظمة العربية الخليجية 

يقدم السيد ابو مازن عرض سخي لاستدراج حماس للشراكة في التصور الامريكي الاقليمي الاسرائيلي لحل الصراع ؛ ولقد شكلت زيارة المبعوث الامريكي غرنبيلات للمنطقة انطلاقة لأبي مازن في البدء بخطوة لمواجهة اشكالياته الداخلية مع حماس والإقليمية الاردن ومصر( دحلان) بتقديم عرض مغري مبطن بالتهديد لحماس وهو إما وإما؛ المطلوب من ابي مازن تهيئة الفلسطينيين والمنظمات الفلسطينية للسيناريو للحل القادم.

قد تكون هذه المرة الوحيدة الجادة لأبي مازن بتوجهاته باتجاه فكفكة التعقيدات والأزمات الداخلية مع الشريكة حماس؛ اذ هو يدرك أن الدول الاقليمية شرعت في وضع السيناريو النهائي خاصة مصر والأردن بدعم سعودي وقطري ايضا لتجاوز الموقف الفلسطينيي غير المجتمع على موقف واحد؛ إذ هناك توافق مصري اردني على فرض الوصاية على الفلسطينيين مستغلين النزاع الفلسطيني وضعف ابو مازن وعدم قدرته على بلورة موقف نهائي وقرار سياسي والضعف في مواجهة إصرار ترامب الرئيس الامريكي لحل الصراع مع الكيان الاسرائيلي، وتقديم صفقة تتجاوز اجماع حل الدولتين؛ ما يعني الاقتراب من التصور الاسرائيلي للحل وهو الدولة المؤقتة لسنوات يتفق عليها الاطراف للوقوف على قدرة الفلسطينيين بتلبية الشروط الامنية ومتطلبات الامن الاقليمي سيناء، ومحاربة ما يسمى التطرف والإرهاب ومن ثم الحديث عن اطروحات نهائية؛ لا ترتقي الى الدولة ذات السيادة؛ ما يعني ضمور المشروع الفلسطيني، ونجاح الاختراق الاسرائيلي لجدار الممانعة بإسقاط فكرة الدولتين لشعبين، وهذا ما يعتبره نتنياهو الانجاز التاريخي للشعب اليهودي بعدم التنازل عن يهودية فلسطين كلها، وان الصورة النهائية للحل لا تنحرف عن الحكم الذاتي او شكل من اشكال الوصاية المصرية الاردنية؛ صورة من الماضي لفلسطين حتى عام 67 والتي خسرت الدول العربية كل فلسطين لصالح الكيان الغاصب .

عرض ابو مازن يقوم على خيارين اما أن تقبل حماس الشراكة التامة والموافقة على برنامج منظمة التحرير الحالي مقابل اجراءات ابو مازن في استيعاب موظفي حماس ضمن جدول يبدأ بخصم الرواتب لتهيئة الرأي العام الفلسطيني ومن ثم تطبيق وإنفاذ قانون التقاعد المبكر لعدد كبير من موظفي السلطة في غزة لاستيعاب بدلا منهم موظفي حماس على ان تسلم حماس حكومة الوفاق المسؤولية الكاملة للوزارات والمعابر دون تدخل تحت أي غطاء او مسمى؛ لجنة ادارية او حكومة ظل، ومن ثم تشكيل حكومة وطنية؛ ثم اجراء انتخابات وطنية تشريعية ورئاسية حسب الاتفاقات السابقة في القاهرة وقطر.

الخيار الآخر في حالة رفضت الخيار الاول؛ سوف يضع ابو مازن حماس في السيناريو القادم لغزة؛ حالة من التعقيدات والإشكاليات والأزمات؛ سياسيا و اقتصاديا على كل المستويات؛ ستكون غزة في احسن الاحوال بين فكي كماشة مصر ستشدد الحصار عليها حتى الاختناق، وستلمس تغير في الموقف القطري معها تحت الضغط الامريكي وتركيا في الاساس طرحت على حماس القبول بحل الدولتين على حدود 67 دون الطلب منها الاعتراف بإسرائيل لتذليل العقبات امام تحركاتها الدولية والقبول بها كشريك على امل ان تغير من موقفها، و ادخالها في منظمة التحرير الفلسطينية، ومن ثم ستكون قد اعترفت ضمنيا بالوجود الاسرائيلي، وان لم يكن بشكل مباشر، وسترضى اسرائيل كبداية ومرحلة اولى بهذا التغيير والتعديل من حماس لموقفها من شروط الرباعية هذا في احسن الاحوال؛ اما الاسوء في هذا الخيار؛يكون العمل على شطب حماس من الخارطة السياسية باستدراج حماس لحرب متدحرجة ستعيد اسرائيل ترتيب كل الاوراق لمصلحة سيناريو الحل؛ قد تكون فيها الصيغة غزة اولا كأساس لفكرة الدولة المؤقتة لسنوات ومن ثم الضفة في اطار الترتيبات مع الاردن والجهة الفلسطينية المسئولة في تلك المرحلة .

تعديل الميثاق هو من مهّد وأغرى ابو مازن للانتقال الى الخطوات التي يحملها وفده؛ أن حماس قد اقتربت من منظمة التحرير ومن الموقف الدولي والمبادرة العربية؛ ما يعتبره ابو مازن نجاحًا كبيرًا لسياساته اتجاه غزة وان الضغط على حماس بإغراءات تتعلق بأزمة الموظفين قد يغريها للموافقة على عروضه اما شريك في الحل حسب الرؤية الاقليمية او الاعتزال، وحل مشكلة الرواتب او مواجهة عملية الشطب بكل الوسائل العسكرية والسياسية والاقتصادية.

حماس ستتحمل وزر المرحلة القادمة، وهذا ما يسعى ابو مازن لتحقيقه اذا لم تستجب حماس لعرضه، وتأخذ بعين الاعتبار جدية التهديد والعرض الذي يلوح به اذا سيجد دعم امريكي اقليمي لتنفيذه.
ابو مازن رضخ للطلب الامريكي لحل اقليمي، وسمع لمصر والأردن وتركيا والسعودية، ومُنح الفرصة للتفاهم مع حماس الخصم ليكون شريك كامل لكل الفلسطينيين في المفاوضات القادمة، وسيكون من الافضل له دعم حماس لتحركه السياسي ما يمنحه مزيدا من القوة في المناورة امام الضغط الاقليمي من مصر والاردن وشهوتهم في فرض الوصاية مقابل المنح الامريكية لدولتيهم والتطوير الاقتصادي والتنمية بالضغط على ابي مازن للقبول بالرؤية الامريكية المبادرة العربية المعدلة .

التطبيع والحلف الاقليمي وإسرائيل كشريك معلن عنه سوف تخرج العلاقة الى العلن في حلف خطر ما يسموه التهديد الايراني لمصالح وامن المنطقة والأنظمة العربية الخليجية وهذا ما اشار اليه الملك عبد الله في قلقه من الوجود الايرني القريب في سوريا مع حزب الله .
السيد ابو مازن لا يفكر بالانسحاب بل بالعكس يصر على امساكه بكل الاوراق فهو بعد ان انتقل بفتح من الثورة الى ممارسة السلطة وعقلية السلطة فهو يسعى الى استدراج حماس للتفكير بعقلية الدولة والسلطة لا الثورة والمقاومة وتبني مفهوم المقاومة الواسع وهو ما اشار اليه التعديل الاخير للميثاق الذي خروجه للعلن مرهون بتطورات المرحلة والثمن الذي تنتظره حماس لهذا التعديل .
هذا ما سنشهده و تكشفه الايام القليلة القادمة مع وفد فتح القادم الى غزة ماذا في جعبتهم لحماس من عروض ؟ وهل تقييماتهم لموقف حماس بعد الانتخابات والتعديل الذي تم تسريبه ما مهد لهذه المرحلة.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net   

مقالات متعلقة