الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 07:01

عهدٌ جديد عهدك يا عيد الحب..


نُشر: 22/08/08 17:50

فراق جميلٌ ذالك الفراقُ الذي يعدك بأمل اللقاء مرة ثانيه، تتسابق من خلاله الأرواح بالاشتياق والعذاب.. وعذاب هذا الفراق ليس بالصعب أو القاسي بل هو عذاب يغذي الروح نوعاً ما ويختبر مدى شدة صبرها وتحملها طوال فترة الفراق المؤقته، التي تحمل بين طيات ايامها أملا بيوم اللقاء.. فما بالك بعذاب الفراق الذي تحتبس به الانفاس عند اعلان رحيلٍ بلا رجوع، فراق دون أمل برجعه للقاء، فراق يشعر الروح بالحزن والأسى لمجرد التفكير بأنها لن تحتضن روح مفارقها بعد الآن.. لن تحيا الا على ذكراه.. ولن تنساه حتى بعد أن يتوارى الجسد تحت التراب.. نعم انه فراق الموت.. عندما تودع روحاً تصعد الى السماء لتكون لها مسكناً أبدياً، وتودع الجسد ليحل ضيفاً بذالك القبر الترابي وينتظر موعداً لا ريب فيه.



وهذا فراق حق.. نعم الموت حق على كل انسان، وكل نفس ذائقة ذالك المصير، ويوماً ما سنودع أهلنا وأصدقائنا وأحبابنا ونذهب دون رجوع... سنذهب ولن يخلد احد في هذه الدنيا، فكفانا نراهن على أعمارنا ونتنازع ونتخاصم على أمل أن نتصالح يوماً ما، وعلى امل أن يجمعنا ويعيد شملنا القدر، ومثلما وعدنا الله بأن نتوكل وعدنا قبلها أن نعقل ونتوكل وأن لا نترك ايامنا للقدر.
ولعله ليس هنالك صوره أسوء من تلك التي تجمع بداخلها عائلة يدير الاخ ظهره لأخيه، متخاصمين حاقدين وكأن أحدهم قتل لأخيه ابناً.. الى متى ومن أجل ماذا تتخاصمون؟؟  ماذا تنتظرون.. كفاكم كبرياء على بعضكم البعض.. كفاكم تدعون حب العداله وانتم لها لستم براغبين، كفاكم تعزون غيركم على ما فقدو وانتم على موعد أن تعزو بمن هو منكم تركتوه واتخذتموه عدواً لسنين.. أي نوع من القلوب ذالك الذي يسكن بين ضلوعكم، أي نوع من الضمائر تملكون، أي نوع من البشر أنتم وقد خلت من قلوبها الرحمه ومن عقولها الايمان برب العالمين؟!!..
أهذه هي صلة الرحم التي تتحدثون عنها في مجالسكم وتتطالبون بالحفاظ عليها؟؟.. عن أي صلة رحم تدافعون واخرى تمقتون.. يفزعني عبثكم ولهوكم في هذه الدنيا.. انها زائله ولن تدوم لأحد، وان عشنا يومنا ما زال احتمالاً عيشة الغد وبعد غد، وكما لم يهدأ لنا بال في نزاعنا وبعدنا عن اهلنا وذوينا، فلن يهدأ ابداً بعد رحيلهم عن هذه الدنيا.. ولن نستطيع محو تلك الايام والخصام القذر الذي خيم على حياتنا، وخطف منا أجمل لحظات القى التي كان من المفروض أن نتقاسمها تحت سقفٍ واحد، عائله واحده..مترابطه ويحب أفرادها بعضهم البعض.
فلماذا لا نجلس جلسة خاصه مع انفسنا ونبحث بين الذكريات عن أهلنا وأصدقائنا اللذين اتخذناهم أعداء وأغلقنا أبواب التسامح في وجوههم.. هذه هي فرصتنا وقبل فوات الأوان وقبل أن يخطف شبح الموت منا أحبابنا وأهلنا، ونحزن ودموع العين تسقي خدودنا في يوم لا ينفع فيه لا ندم ولا أسف.. هذه هي فرصتنا ونحن على أبواب شهر رمضان الفضيل، شهر المحبه والخير والتسامح، شهر الجمعة والألفة وتقارب القلوب من بعضها، "ومن ظن بأن الرابعه عشر من شهر شباط هو عيد الحب فهو مخطأ، عيد الحب هو رمضان".. في ظلال شهرنا الفضيل تفتح أبواب الرحمه والتسامح من جديد، وتنبض قلوبنا للمحبه والالفه والمشاركه، فلنستغل هذه المشاعر الجميله ونستقبل رمضان ونحن يد واحده، اسره واحده، قلب واحد ورب واحد.

مقالات متعلقة