الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 23:01

القصف الامريكي لسوريا: تداعيات وأبعاد!/ بقلم: د.محمد خليل مصلح

كل العرب
نُشر: 08/04/17 07:51,  حُتلن: 08:19

د.محمد خليل مصلح في مقاله:

ترامب لن  ولم يضيع تلك الفرصة للإثبات بأنه جاد في سياساته الجدية في الشرق الاوسط واستعادة الدور الامريكي الذي تراجع في عهد اوباما

اخطأ النظام السوري في اعتماده على قراءة وتحليل الموقف الامريكي بين رئيسين مختلفين جذريا في التفكير والخلفية الثقافية والبيئة السياسة الحاضنة لهما لا ثوابت

 من الاهمية بمكان ان نتحسس التقارب في الاولويات بين ترامب ونتنياهو حيث سنتمكن بها من توقع سياسات ترامب في المنطقة

 غير مستبعد ان تطرح الادارة الامريكية مشروع تقسيم على اساس طائفي سوريا ولبنان وسياسية للضفة وغزة مع السلطة في صفقة واحدة توافق عليها اسرائيل بمشاركة النظام المصري والأردني


بكل تأكيد لم ولن تكون الضربة الاخيرة التي تتجاوز فيها الولايات المتحدة عقبة القانون الدولي وحدوده؛ العاجز عن كبح تجاوزات الدول الاعضاء للخطوط الحمراء في استخدام الاسلحة المحرمة دوليا في الصراعات الداخلية او الاقليمية، لكن الاشكالية هي في ازدواجية المعايير للإدارة الامريكية في استخدام تلك القوة التي تعاقب بها الدول الصغيرة غير الحليفة للولايات المتحدة. والمثال الصارخ هي في اسرائيل وسوريا ؛ لقد استخدمت اسرائيل على مدار ثلاث حروب ضد قطاع غزة، وأكثر من حرب ضد لبنان بحجة محاربة ( الارهاب) المقاومة الفلسطينية واللبنانية حزب الله ومنظمات فلسطينية.

وفي رد مفاجئ بعد تهديد ضد النظام السوري على استخدام اسلحة كيماوية برغم الالتباس الذي حاول النظام السوري استخدامه بحسب ما كشفته روسيا لعدم تحمل المسؤولية؛ بأنه قصف مستودع للمعارضة تخزن فيه مواد كيماوية، ومع ذلك فالنظام يدرك خطورة القصف ونتائجه على المدنيين لكن يبدو ان النظام لم تكن حساباته دقيقة لتقدير ردت الفعل الدولية وخاصة الامريكية.

الاختبار لترامب
ترامب لن ولم يضيع تلك الفرصة للإثبات بأنه جاد في سياساته الجدية في الشرق الاوسط واستعادة الدور الامريكي الذي تراجع في عهد اوباما، وأيضا لطمأنة حلفائه ما يسمى المحور السني الذي يواجه التهديدات الايرانية و تطلعات التوسع الايراني في المنطقة والدور الاقليمي والتدخل في المنطقة العربية كالبحرين واليمن وسوريا ولبنان، و السؤال هل حاول النظام السوري اختبار حدود قوة التدخل الامريكي في النزاع الداخلي؟ وهل الجماعات قدمت وخلقت الفرصة والسبب المناسب للتدخل الامريكي؟. نحن ندرك ان ترامب تستهويه عنجهية بوش الابن في سياساته للتحكم بمصير منطقة الشرق الاوسط لمصلحة الولايات المتحدة وحليفتها الرئيسية اسرائيل والمصالح الاقتصادية؛ تحت شعاره الاساسي Make America Great Again استعادة امريكا العظيمة مجددا.

اخطأ النظام السوري في اعتماده على قراءة وتحليل الموقف الامريكي بين رئيسين مختلفين جذريا في التفكير والخلفية الثقافية والبيئة السياسة الحاضنة لهما لا ثوابت؛ من قرأ التاريخ والسياسات الامريكية في التدخل في بؤر الصراعات والخلاف ومناطق النفوذ مع الاتحاد السوفيتي سابقا وروسيا اليوم يدرك ان السياسات الامريكية غير ثابتة؛ تتكيف مع المتغيرات و التطلعات والمصالح بحسب الزعماء والرؤساء ومصالح الشركات العالمية التي ترى في الشرق الاوسط مستورد رئيسي لصناعاتها بدل اموال النفط الواردة لهم من تلك الدول.
الرد المفاجئ غير قواعد اللعبة وحشر الروس وإيران في الزاوية؛ في حالة دفاع يتطلب رد هجومي على المصالح الامريكية؛ هذا اذا فهمت كل من روسيا وإيران الرسالة من المقصف المباشر؛ ان ترامب اراد ان يختبر حدود اللعبة والردود من قبل الاطراف المستهدفة في سوريا والتصريح بإسقاط النظام السوري؛ مع ما قد يمنح هذا العمل النظام السوري من حق القول ان اطراف في سوريا تحاول استجلاب التدخل الامريكي لمصلحتها، ويبدو لي ان جميع الاطراف ترتكب حماقة صراع البقاء والتدمير الذاتي بجلب الامريكان الى سوريا كما حدث مع العراق الدكتاتورية الغبية والحماقة السياسية تقف وراء سقوط العالم العربي فريسة للاستعمار ومصالحه وللتقسيم الطائفي.
كثير من تحليلاتنا جانبها الصواب في قراءة عقلية ترامب منها توقعاتنا انه سينأى ترامب بنفسه عن الصراعات في المنطقة (الشرق الاوسط) ويتجه الى الصراع مع الصين العملاق الاقتصادي ومشاكل اسيا كوريا الشمالية لتدعيم حلفاءه اليابان وكوريا الجنوبية في مواجهة تهديدات كوريا الشمالية وللضغط على روسيا إلا انه تبين انه رجل ليس من السهل توقع خطواته وانه غير مستقر في تفكيره السياسي وردود افعاله القادمة لذلك سوف يضع المنطقة في حالة من عدم الاستقرار والترقب والبلبلة في انتظار الحلول السياسية للبؤر الساخنة والملتهبة في المنطقة.

اولويات ترامب و نتنياهو
من الاهمية بمكان ان نتحسس التقارب في الاولويات بين ترامب ونتنياهو حيث سنتمكن بها من توقع سياسات ترامب في المنطقة ؛ بناء على معرفتنا لإستراتيجية نتنياهو ستكون الخطوات القادمة واضحة اسرائيل معنية بلجم الدور الايراني في المنطقة وضبط وتيرة التسلح لحزب الله وحماية حدود الجولان وإبعاد حزب الله من الحدود، وفي الوقت نفسه اذا وجدت في النظام عدم اهلية سوف تشجع ترامب للتخلص من نظام الاسد ودعم جماعات من المعارضة قريبة من الحلف السني المؤيد للسياسات الامريكية في المنطقة ضد التحالف الروسي الايراني في المنطقة حيث اعاد إلى الواجهة قضية المطالبة برحيل الأسد إذ قال وزير الخارجية ريكس تيلرسون إن إزاحة نظام الأسد من السلطة يجب أن يتم عبر جهد دولي، وهناك إجراءات تُصاغ بهذا الصدد.

شبح التقسيم في المنطقة
غير مستبعد ان تطرح الادارة الامريكية مشروع تقسيم على اساس طائفي سوريا ولبنان وسياسية للضفة وغزة مع السلطة في صفقة واحدة توافق عليها اسرائيل بمشاركة النظام المصري والأردني بعد الزيارات التي جرت للرئيس السياسي والملك سليمان السعودية والملك عبد الله وزيارة الرئيس عباس القادمة ان تعالج التوتر والنزاع السوري والصراع الفلسطيني الاسرائيلية في الاطار الاقليمي كما ترغب اسرائيل؛ تفتيت المنطقة مخطط صهيوني قديم ترى فيه الصهيونية مدخل وقاعدة لحل الصراع مع الفلسطينيين والتحكم بمقدرات المنطقة وحماية المصالح الغربية حلفاء اسرائيل لبناء شرق اوسط جديد على قاعدة انعاش اقتصادي ومصالح مشتركة بين دول المنطقة اسرائيل عضو اساسي في المشروع الاقتصادي الكبير على اساس استقرار سياسي بالتخلص من ما يسنى الارهاب والجماعات السياسية المتمردة والحد من التخل الايراني وإنهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على اساس المبادئ والتصورات الإسرائيلية؛ الحكم الاداري الذاتي والوصاية المصرية الاردنية لغزة و ما يتبقى من الضفة بعد التبادل السكاني الجغرافي بحسب خطة ليبرمان.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة