الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 16:02

لبنان يغرق في التوطين؟/ راجح خوري

كل العرب
نُشر: 05/04/17 14:10,  حُتلن: 14:18

راجح خوري:

صرخة الرئيس سعد الحريري أمام مؤتمر بروكسيل الذي يحضره ٧٠ وزير خارجية قد تضيع في وديان الطَرش الدولي كالعادة

أمام معاناة لبنان قد يكون من الضروري العودة الى وثائق وكالة اللاجئين الفلسطينيين لنكتشف ان عدد هؤلاء كان عام ١٩٤٨ لا يزيد على ١٠٥ آلاف

في كانون الثاني من عام ٢٠١٣ عقد مؤتمر المانحين الأول للاجئين السوريين في الكويت، كنت هناك واستمعت الى بان كي - مون يردح مخاطباً اللاجئين : "انتم لستم وحدكم العالم برمته الى جانبكم في هذه الأزمة، سنواصل صمودنا الى جانبكم الى حين إخراج سوريا من براثن هذه الأزمة والى حين إنقاذ الشعب السوري".
ترهات ترهات ترهات، والدليل ان مؤتمرات المانحين وآخرها يُعقد في بروكسيل، أكّدت دائماً أنه باستثناء عدد قليل جداً، لم تفِ الدول بما وعدت به من مساعدات، وتأكد تباعاً ان هؤلاء اللاجئين متروكون وحدهم تنوء بهم دول الجوار، وخصوصاً لبنان الذي يضم أكبر عدد منهم، والذي يواجه اليوم خطراً متزايداً قد يعرضه لهزات داخلية بسبب وضعه الاقتصادي الذي لا يتحمّل هذه الأعباء الثقيلة والمدمرة.

صرخة الرئيس سعد الحريري أمام مؤتمر بروكسيل الذي يحضره ٧٠ وزير خارجية قد تضيع في وديان الطَرش الدولي كالعادة، وقد تكون صدمة جديدة عندما يكتشف لبنان غداً أنه قد لا يحصل على فتات المليارات العشرة، التي يطالب بها المجتمع الدولي كهبات وقروض ميسّرة لإطلاق ورشة تنمية تستطيع منع إنهياره تحت أعباء اللجوء.
عشرة مليارات دولار، من عالم مفلس الحس الى درجة أن بان كي - مون كان قد أعلن الصيف الماضي، أن توطين اللاجئين في الدول المضيفة يمكن ان يساعد في حل هذه المشكلة المتفاقمة، فمن أين إذاً يمكن ان نحصل على المليارات، ولم نعد في زمن "مؤتمر باريس" وأصدقاء لبنان يجمعهم رفيق الحريري في الكونغرس مستدراً مساعدات بالمليارات؟
لا يفيد الخلاف في وجهات النظر على مشكلة اللاجئين، وما إذا كان علينا مقاربتها وفق المنطق الدولي الذي يرفض إكراه اللاجئين على العودة لا بل يدعو الى توطينهم، أو وفق المنطق الذي يقدّم مصلحة الدولة المضيفة على المنطق الدولي بمعنى رفض تحمل أوزار اللاجئين والعمل على إبعادهم، وقد يكون مفيداً إستعارة منطق رجب طيب اردوغان الذي يهدد بإغراق أوروبا باللاجئين، خصوصاً ان شواطئ لبنان تستطيع ان تضخّ مئات الآلاف الى أوروبا.
أمام معاناة لبنان قد يكون من الضروري العودة الى وثائق وكالة اللاجئين الفلسطينيين لنكتشف ان عدد هؤلاء كان عام ١٩٤٨ لا يزيد على ١٠٥ آلاف، لكن لبنان صار بعد ثلاثة عقود أمام ٥٠٠ الف لاجئ و١٣ مخيماً وحرب بدأت عام ١٩٧٥ وهي تستمر حتى اليوم تقريباً.
لماذا نتذكر هذا؟
لأن عدد أطفال اللاجئين السوريين مثلاً الذين ولدوا في لبنان حتى الآن هو ١٢٠ ألفاً، وإذا صحّ ان النظام السوري لن يعطيهم الهوية ولن يقبل أيضاً بعودة أهلهم كما يتردد، فمعنى ذلك ان لبنان يتجه الى انهيار مدمّر!

نقلا عن جريدة النهار

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

 

مقالات متعلقة