فاتنة هلون مركزة جمعية"مطاف" لخدمة العائلات الحاضنة في المجتمع العربي: "بحاجة لعائلات الحاضنة من كافة المناطق والطوائف، شريطة ان تكون لها القدرة على رعاية  اطفال في ضائقة"

مصطلح العائلة الحاضنة في مجتمعنا العربي اصبح في الفترة الاخيرة متعارفا عليه ومعهودان بحيث يلاحظ الاقبال على احتضان اطفال من عائلات في ضائقة، ولاهميته هناك مئات العائلات العربية في وادي عارة ومنطقة الشمال والناصرة ابدت استعدادها لاحتضان الاطفال.
فاتنة هلون، عاملة اجتماعية ومركزة مشروع العائلات الحاضنة في المجتمع العربي، في جمعية "مطاف"، تلقي الضوء على هذا المشروع الذي انطلق العمل به في العام 2001، وذلك بعد خصخصة قسم العائلات الحاضنة الذي كان يتبع لاقسام الرفاه الاجتماعي في المجالس والبلديات.
تقول فاتنة هلون :"محيط نشاطنا وعملنا من منطقة الخضيرة ووادي عارة حتى اقصى الشمال، حتى الان لدينا 120 عائلة عربية، تحتضن ما يقارب 250 طفل. الاولاد الذين يتم ادراجهم في عائلات حاضنة هم بالاساس من عائلات ميسورة الحال واوضاعها الاجتماعية صعبة. . مكتب الخدمات الاجتماعية بدوره يتوجه الى الجمعية لايجاد وتوفير عائلة حاضنة ملائمة للطفل او الولد. بحيث ان اجيال الاولاد ممن يمكن ايجاد عائلات حاضنة لهم من جيل يوم الى جيل السن القانوني وهو18 عاما. كذلك مكوث الطفل في عائلة حاضنة يتفاوت ويتناسب وفق البرنامج العلاجي للعائلة البيولوجية للطفل، وعندما يتحسن وضعها يعد اليها طفلها، وعلية مكوث الطفل في عائلة حاضنة يستغرق اشهر واحيانا سنوات. كل ذلك يتقرر وفق برنامج علاجي تقرره لجنة بمشاركة عاملين اجتماعيين، والجمعية بدورها يرافقون الطفل او الولد كذلك العائلة الحاضنة، ونهتم بتطبيق البرنامج على ارض الواقع، ونرافق العائلة الحاضنة من خلال الارشاد المهني والدعم المعنوي وفعاليات التوعية والتثقيف".
تضيف فاتنة:" رغم كل ذلك العائلة البيولوجية للطفل تبدي معارضتها الاولية، ليس من السهل ان تتنازل وتوافق على ترتيب اولادها في اطار عائلات حاضنة، لذا نقوم باقناع هذه العائلات من خلال برنامج علاجي، ويقوم الطاقم المختص باقناع العائلات انه سيتم نقل ابنها اوطفلها للحفاظ عليه ورعايته، وبالمقابل تحظى العائلة ذاتها للرعاية والاهتمام والمرافقة  وتمر في مراحل تاهيل حيث يتسنى بعد ذلك اعادة الطفل او الولد لحضن عائلته، وفي الحالات الصعبة وعدم موافقة الاهل في هذه الحالات هناك موظف يدعى مأمور الشؤون يتوجه للمحكمة لاصدار قرار ترتيب الطفل في عائلة حاضنة".


 فاتنة هلون
تشير هلون:" نلاحظ اقبال في مجتمعنا العربي لفكرة احتضان ورعاية الاطفال. الدوافع للعائلة الحاضنة على الاغلب عمل الخير، واحيانا بغية ملىء الفراغ خصوصا بعد ان يكبر الاولاد يتم تزويجهم اويذهبون للجامعات الام تكون ربة منزل وبدوافع انسانية وحب الخير وملىء وقت الفراغ تقرر العائلة احتضان طفل او اكثر. التوجه الينا يكون عن طريق مكاتب الخدمات الاجتماعية في السلطات المحلية، لكن التوجه الاكثر من خلال الحديث بين الاشخاص والعائلات الحاضنة التي تشجع عائلات اخرى لخوض هذه التجربة. ان اكبر تمركز للعائلات الحاضنة، هو منطقة الناصرة ووادي عارة، في هذه المناطق اهتمام منقطع النظير لاحتضان الاطفال،  بينما يلاحظ نقص في الاقبال على احتضان الاطفال في حيفا ومنطقة شفاعمرو، على الرغم من وجود حالات كثيرة من الاطفال في هذه المناطق بحاجة للرعاية والحضانة. على سبيل المثال نحن اليوم في حيفا بحاجة ماسة وضرورية لترتيب احتضان اربعة اطفال مسيحيين في جيل الطفولة المبكرة، ونقلهم لعائلات حاضنة".



 يذكر بان جمعية"مطاف"، بحاجة للمزيد من العائلات الحاضنة من كافة المناطق والطوائف، شريطة ان يكون لهذه العائلات القدرة على رعاية وتربية اطفال واحداث يعانون من اوضاع اجتماعية صعبة. ان شروط الانضمام والتسجيل لاحتضان الاطفال والاولاد تتلخص بـ ان يكون الزوجين دون سن الـ55 ، انهاء عشر سنوات دراسية على الاقل، والتمكن من القراءة والكتابة باللغة العربية. تقرير عن الوضع الصحي والاجتماعي والاقتصادي والقضائي. دخل شهري ثابت  من العمل  لاحد الزوجين، استعداد الزوجين للاشتراك في دورة تاهيل كعائلة حاضنة. يشار الى ان كل عائلة حاضنة تحصل على مبلغ مالي ثابت، بالاضافة الى تغطية تكاليف مصاريف كل طفل مترتب في العائلة الحاضنة. كذلك الامر فان طاقم من العمال الاجتماعيين يقومون بارشاد العائلات طوال مكوث الطفل في العائلة الحاضنة.
 تقول فاتنة هلون:" خلال العمل مع العائلة الحاضنة، هناك مرافقة مهنية لها وارشاد وتوعية ورشات عمل حول مواضيع مختلفة، بما تخص الطفولة المبكرة وجيل المراهقة. نهدف الى دعم العائلة الحاضنة واكسابها المعلومات والاليات للتعامل مع الاطفال والاولاد المحضونين وكذلك اولادهم البيولوجيين، بغية تعزيز علاقة الاولاد بالاهل، يلاحظ المشاركة الفعالة للاب الحاضن في كافة النشاطات والفعاليات والمحاضرات والمشاريع. بدورنا كجمعية نركز على محاضرات حول التربية الجنسية، وكل ما يتعلق باللاعتداءات الجنسية والمضايقات الجنسية، نهدف من خلال ذلك رفع  وتعميق الوعي واكسابهم المعلومات والاليات وتحصينهم ومنحهم الاساليب والطرق للحفاظ على الاطفال".