الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 12:02

في 14 شباط: مراجعة لا بد منها /بقلم: نايلة تويني

كل العرب
نُشر: 13/02/17 08:33,  حُتلن: 08:35

نايلة تويني:

وصلت بهم الوقاحة الى اتهامهم بالانتحار أو بالوقوع ضحية مافيات، أو أنهم يقتلون بعضهم بعضاً لاجتذاب الدعم الخارجي

 "حزب الله" يقاتل دفاعا عن النظام السوري، وضمناً عن الدور الايراني. اسرائيل في الخطب الرنانة فقط. أمن المجتمع المسيحي (وما رافقه من مواقف) أستبيح منذ زمن بعيد

غداً ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري. الحقد الأعمى تفجر قرب السان جورج. الرفض المطلق لتحرر لبنان وانعتاقه ترجم بالمواد الشديدة الانفجار. كثيرون اغتيلوا قبله وبعده. مسيرة الحقد كانت طويلة وحصدت كثيرين. بعضهم أُنقذ بقدرة قادر فتحول شهيداً حياً. كالوا التهم للشهداء في ضرائحهم. ووزعوا الحلوى. وصلت بهم الوقاحة الى اتهامهم بالانتحار أو بالوقوع ضحية مافيات، أو أنهم يقتلون بعضهم بعضاً لاجتذاب الدعم الخارجي. تجاوزوا حدود الوقاحة الى الحقارة. ثم خرجوا يتلون على مسامعنا دروساً في الوطنية، وفي الاخلاق، وفي نبل التعامل، محاولين محو الماضي الذي أوجد هوة سحيقة بين اللبنانيين، لا يمكن ردمها بسهولة، حتى لو تقلب البعض في مواقفه، وانقلب عليها.

حفلات الدجل المستمرة ليل نهار لا تنطوي على امهات الشهداء، وعلى الاباء الذين حملوا جثث ابنائهم تحت القصف وأزيز الرصاص، وعلى الاخوات التي اشبعن بخطب عن القضية. وأي قضية يجري العمل من أجلها اليوم؟ سقطت كل القضايا لدى جميع الاطراف. تحرير لبنان انتهى منذ زمن بعيد. "حزب الله" يقاتل دفاعا عن النظام السوري، وضمناً عن الدور الايراني. اسرائيل في الخطب الرنانة فقط. أمن المجتمع المسيحي (وما رافقه من مواقف) أستبيح منذ زمن بعيد، وشرعه خصوم الأمس، حلفاء اليوم، على كل الرياح العاتية التي هبت على المنطقة ولبنان. حزب الكتائب يفتش عن دور. "لقاء قرنة شهوان" بات من الماضي، "لقاء سيدة الجبل" ينطبق عليه القول "لا تندهي ما في حدا".
المحكمة الدولية لم تعد تجذب أحداً. و"المستقبل" يفتش عن سبل اعادة استقطاب ناسه قبيل الانتخابات. الدور المحوري لوليد جنبلاط صار على المحك، ويمننونه بالوقوف على خاطره في قانون يرضيه وقد لا يتحقق. بات البعض يحاول اقناعنا باننا في حاجة الى وصاية متجددة أو جديدة لندير شؤوننا.
أسماء كبيرة خسرها لبنان مذذاك، واشياء كثيرة يفتقدها، كأنما المخطط يمضي على مهل، ليستبيح كل شيء، فتتقدم الامور التافهة وتطغى على حياتنا، تفرغ هذه الحياة من القضايا، وضمناً من القيم. قد تكون خطة ممنهجة لقتل لبنان الصيغة والكيان والتوافق والدستور. يريدون لبنان جديداً على شاكلتهم غطاؤه المناصفة وارضاء الطوائف والمذاهب، لكن مضمونه لا يشبه ذاك اللبنان الذي حلمنا به واستشهد كثيرون من أجله.
قال الراهب الحبيس يوحنا خوند لـ"النهار" عشية عيد مار مارون إن الويلات التي اصابت مسيحيي الشرق ولبنان لا تقارن بما يحصل اليوم. كانت أفظع بكثير. وانتصر هؤلاء بايمانهم القوي والقويم.
هكذا يزرع فينا الامل في ان الايمان أيضاً بلبنان يمكن ان يحفظه، وان المؤمنين به يمكن ان يعيدوا تصويب الامور، فلا تضيع كل التضحيات على مذبح مصالحات شكلية تهدف الى تقاسم حصص سياسية ونيابية ووزارية، والأهم حالياً نفطية.
المصالحة الحقيقية لا يعترض عليها أحد، والحوار الحقيقي محبذ اذا كان يهدف الى اعادة تقوية مؤسسات الدولة وفرض الامن وتدعيم الاقتصاد ليعود لبنان بلدا نفاخر به ونأمل في أن يكبر أولادنا فيه فلا تغريهم الهجرة، بل الهروب الى دول تحترم الانسان وحقوقه والقانون والمبادئ. وهذه مسؤولية الاحرار في بلادي.

نقلا عن جريدة النهار 

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

 

مقالات متعلقة