الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 05:02

لا تذرفي دمعا على حجر/بقلم: يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 30/01/17 20:15,  حُتلن: 07:43

لا تذرفي دمعا على حجر
لا تحزني!
لا تندبي الورد المكفّن بالندى
لا تذرفي دمعاً على حجرِ..
سيري إلى أقصى المدى
لا تحزني!
مهما تلبّدت الغيومُ
يظل نجمك فرقدا..
لا تحجمي عما توارى
أو بدا..
لا تجزعي!
جفت حبوبُ القمحِ
كي تتجددَ..
سبلُ الحياةِ تقطعتْ
ويظلُ دربك سرمدا..
لا تحجمي!
الخوف موتٌ للتقدم والهدى.
***
لا تندبي ذهباً
توارى وهجهُ تحت الترابْ..
لن يحجب الشمسَ
انتشارٌ للضبابْ..
لا ينثني عن سَيْرهِ
متسلّقٌ عشق الهضابْ..
نحن الجزيئات التي نَسجت
على جسد الحياة فسيفساءْ..
تبقى الحياةُ إذا مضى شيبٌ
وحتى إن مضى بعض الشبابْ..
الأرض تبقى دائما حتى إذا
خطَّت رياحٌ فوق جبهتها
تجاعيدَ الترابْ.
***
هل يدرك الأحياءُ أن الموتَ
فصلٌ من نواميس البقاءْ؟
جاء الخريفُ بكل
أنواء الخريفْ..
هل ماتت الأشجارُ
في فصل الشتاءْ؟
نحن الجزيئات التي صفّت
على وجه الحياة فسيفساءْ.
لم تنته اللوحاتُ حين علت
على أطرافها قطرات ماءْ.
لا تحزني!
بعد الوباء أتى الدواءْ..
بعد الشقاءِ
أتى كفاح السائرينَ
إلى الرخاءْ.
***
لا تجزعي إن جفَّ دمعُكِ
مثلما جفَّ الندى في عين وردةْ..
لا تحزني إن جفّ عطر المسكِ
في أطراف بُردةْ..
عادت عطور النرجس البريِّ
في الوادي.. وفاحت
كلما عاد الربيعْ..
عودي!
كما عادت طيورُ الحقل
والأزهارُ
بعد أن ذاب الصقيعْ..
عودي إلى نبض الهوى
في قلب عاشقْ..
وتألقي كتألق البسماتِ
في وجه الرضيعْ..
لا تحزني!
عودي!
كما تأتي العصافير الطليقةْ..
عودي!
إلى النزهات في يافا العتيقةْ.
لا تندبي الورد المكفّن بالندى..
لا تذرفي دمعاً على حجرٍ
سيري إلى أقصى المدى..
لا تحزني!
مهما تلبّدت الغيومُ
يظل نجمُك فرقدا.

نيويورك

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة