الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 21:02

نظرية المؤامرة وحقيقة الانهزامية عربيا/ بقلم: حسين الديك

كل العرب
نُشر: 30/01/17 09:34,  حُتلن: 10:26

حسين الديك:

نظرية المؤامرة عربيا هي نوع من الوهم والخيال وهي سلاح استخدمه النظام العربي الرسمي لقمع الشعوب 

تمسكت الانظمة السلطوية العربيه في حينها بشعارات جوفاء فارغة كالقومية والعروبة والوطنية والاسلامية الى غيرها 

لقد دأب النظام العربي الرسمي منذ بداية تشكيله في خمسينات القرن الماضي على تعزيز سلطته الدكتاتورية وقبضته الحديدية على الشعوب العربية ، وتمثل ذلك في شعار اطلقه منذ ذلك الحين وهو العدو الخارجي والاستعمار الغربي ، وقد لقي هذا الشعار تسويقا مريحا لدى فئات المجتمع العربي بكل شرائحة ، ونجحت الانظمة العربية السلطوية في تثبيت حكمها وسلطتها من خلال خلق هذا العدو الوهمي الغير موجود في الحقيقة.

وتمسكت الانظمة السلطوية العربيه في حينها بشعارات جوفاء فارغة كالقومية والعروبة والوطنية والاسلامية الى غيرها ، وكان الهدف الوحيد من تلك الشعارت هو احكام سلطتها الدكتاتورية على شعوبها وقمعها واستعبادها ، وهذا ادى بدوره الى انتشار الفساد والبيروقراطية الكبيرة والترهل داخل النظام العربي ، وادى الى انتشار الفقر والجريمة داخل المجتمعات ، واستمر هذا الواقع العربي حتى حزيران 1967م حيث قامت اسرائيل بتدمير هذا الوهم والشعارات الفارغة التي تغنى بها السلطويون العرب بعد احتلالها لثلاث دول عربية فيما عرف بنكسة حزيران.
وبعد ذلك انتقل النظام السلطوي العربي الى نظرية المؤامرة اذ اصبحت السلاح الجديد الذي يستخدمه النظام العربي الرسمي في سبيل قمع الشعوب وكبت الحريات واعتقال المعارضين وزجهم في غياهب السجون ، اذ اصبحت اي مطالب بالحرية او الحقوق المدنية والسياسية او الاقتصادية والاجتماعية هي تتويج لمؤامرة غربية تحاك ضد النظام السلطوي في البلاد العربية ، واصبحت نظرية المؤامرة هي السلاح الوحيد الذي يسلط على افواه واقلام ورقاب المعارضين لتلك الانظمة ، واصبحت التهم تلفق جزافا بالخيانة والعمالة والارتباط بالخارج والاجندات الغربية لكل من يطالب بادنى الحقوق في البلاد العربية ، وتجلى ذلك بوضوح في العام 2011 مع بداية التحركات الشعبية المنادية بالحرية والاصلاح بتحركات سلمية .
ولكن الحقيقة الوحيدة الغائبة هي ان الانظمة الديكتاتورية العربية هي انظمة مهزومة ولا تملك اي نوع من الشرعية الدستورية ، واصبحت الانهزامية حقيقة ثابته في تاريخ وحاضر ومستقبل تلك الانطمة، وذلك تجلى بوضوح من خلال ادارتها للدولة وتعاملها مع الازمات الداخلية والاقليمية ، فالمهزوم لا يستطيع ان يغير او يحقق اي انتصار سواء داخلي او خارجي سواء كان سياسيا او اقتصاديا ، وهذا يتجلى بوضوح في الحالة الراهنة التي تعيشها الدول العربية ، اذ ااصبح لدينا عشرة دول عربية هي دول فاشله تحكمها المليشيات والعصابات ، وتتحرك داخلها كل اجهزة المخابرات في العالم ، والتي لطالما تغنت تلك الدول بالقومية والسيادة والعروبة والثورية واستخدمت نظرية المؤامرة لقمع شعوبها وكبت حريتهم.
فنظرية المؤامرة عربيا هي نوع من الوهم والخيال وهي سلاح استخدمه النظام العربي الرسمي لقمع الشعوب ، ولكن التطور العلمي والتكنولوجي وظهور العولمة والاعلام الاجتماعي اسقط هذا السلاح وكشف حقيقة تلك الانظمة ، واصبح سلاح نظرية المؤامرة غير فعال وغير مجدي في ظل الاعلام الاجتماعي وظهور الحقائق بكل وضوح، وأظهر مدى الانهزامية المتجذرة في الفكر العربي السلطوي وجماعات المصالح والقوى المتحالفه مع الانظمة السلطوية ، فهي قوى مهزومة ومتحالفة مع انظمة مهزومة ، ونتيجة تلك التحالفات ادى الى وصول تلك الدول الى دول فاشلة تعاني من الجوع والفقر والمليشيات وانتشار الامراض واصبحت االهجرة من تلك الدول هي الهدف الوحيد الذي تنشده شعوب تلك الدول العربية، وهذا كله نتيجة ظلم وقهر الحكام والسلطويون الانهزاميون العرب.

  المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 


مقالات متعلقة