الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 20:02

عولمة الضمير - بقلم: عمر رزوق


نُشر: 23/09/08 10:42

الضمير العالمي...
كلمة جميلة المنظر خاوية الجوهر كرجل عقيم أو امرأة عاقر , لها هيكل ولكنها لا تلد سوى " غير موجود بالخدمة مؤقتا ".
الضمير العالمي ...
كلمة يصفعنا  بها الإعلام صباح مساء , ويفلقنا بها الكتّاب المتألفون .
الضمير العالمي ...
ضمير بني الأعراب الغائب في سرداب الأمم والذي يقفون أمامه كل عشية وضحاها ويصيحون " قد فسد الزمان واستضعفتنا الأمم فاخرج أيها الضمير المنتظر " فيجيبهم صدى صوتهم المرتد من عيون بان كي مون الوترية , لست أدري , لعل أحدكم يعرف , هل هو من أقارب توت عنخ آمون ؟!
الضمير العالمي ...
تماما كعلكة " أوربت بطعم النعناع " يمضغها أحدهم ثم يرميها في أقرب سلة مهملات , إن وُجِدت , بعد انتهاء نكهتها , إن وُجِدت , وهو مؤمن أنه لم يزد على تحريك فمه قليلا .
الضمير العالمي ...
يُعَرّف فيزيائيا بأنه ردة فعل المتبقي من سكان الكرة الأرضية حين لا يبقى منهم أحد.
الضمير العالمي ...
هو في العالم كالأكسجين في الفضاء والنار في الماء . حين يصاب بنو الإسلام بمصيبة يباركها الكفّار ... فلمن الضمير العالمي ؟ وهل العالم إلا نحن وهم ؟! نحن المصابون وهم المباركون , قاتل ومقتول , أيتحرك ضمير القاتل لينجد المقتول من صاحبه ؟ أم نطالب المقتول بتحريك ضميره ؟! العالم معدوم فهل نبحث عن ضميره ؟!
الضمير العالمي ...
أن يدفن جسد محمود درويش الطاهر في رام الله , كانوا يخافونك وأنت حيّ مهجّر وباتوا يخافونك وأنت جسد موّسد .
الضمير العالمي ...
صناعة أمريكية وتجميع صهيوني بموديلات ونماذج تتعدد بعدد الدول .
أبعد ستين عاما من المذابح , بعد صبرا وشتيلا وقانا , بعد جنين ودير ياسين وخربة خزعة وبعد غزة والضفة الغربية وبعد وبعد وبعد  ... يتحرك الضمير العالمي المشلول من أجل صورة .
أبعد أن كمن الضمير العالمي على أريكته يرتشف القهوة متفرجا ومستمتعا بشلالات الدماء الفلسطينية والعربية , تحرّكه صورته ؟!
لا تتعبوا أنفسكم بالتصويت للصورة  , ولكن اشتغلوا بالمهم , وما المهم ؟ المهم هو الألعاب الأولمبية في بلاد الصور العظيم والأهم قمة فاجعة الدول العربية القادمة .


 

مقالات متعلقة