الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 16:02

حوادث الطرق والفيضانات في المجتمع العربي/ بقلم: طارق بصول

كل العرب
نُشر: 05/01/17 12:15,  حُتلن: 07:39

طارق بصول في مقاله:

المشتركون بحوادث الطرق ثلاثة مُركبات السائق، الطريق والمركبة، لكن المهيمن بينهم هو السائق فهو الذي يتحكم بالسرعة والقيادة وأخذ الحيطة والحذر

بسم الله باسط الأرض التي نسير عليها وجاري السحاب التي تهطل بالغيث، نحمده على نعمه التي لا تحصى ولا تعد ونستعين به ونصلي ونسلم ونبارك على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين. منذ بداية الألفية الثانية ارتفعت نسبة حوادث الطرق بشكل ملحوظ وسريع، فقد تشير الاحصائيات أنه تقريبًا كل ساعة هناك حادث وفي كل عام يرتفع عدد الضحايا، بالمقابل مع كل اطلالة فصل شتاء تشهد البلدات العربية فيضانات تُغرق شوارعها وفي بعض الاحيان تغزوا منازلها، قد انتهى الحبر من القلم وقد تعب اللسان من التحدث عن هاتين الظاهرتين، في هذه المقالة سوف نقف عند اسباب هاتين الظاهرتين وعرض حلول سائلين الله عز وجل أن تختفيا إلى الأبد.

كوننا نتحدث عن حوادث طرق وفيضانات فإننا نجول داخل شبكة المواصلات، لهذا قبل ذي بدء، سوف نعرض انواع وأقسام المواصلات في بلادنا. تُقسم شبكة المواصلات في البلاد الى نوعين شوارع طولية شمال جنوب، تتميز بأرقام زوجية وأخرى شوارع عرضية شرق غرب تتميز بأرقام فردية، كلاهما ينقسمان الى ثلاثة فروع: الفرع الأول الخطوط القطرية التي تمتد على طول البلاد وعرضها وهي بمثابة العامود الفقري لشبكة المواصلات، ارقام هذه الخطوط لا يتعدى رقمين (شارع 1- شارع 6 - شارع 77- شارع 79)، الفرع الثاني الخطوط المحلية او ما تسمى الشوارع الرئيسية داخل البلدات والمدن وإشارتها لا تتعدى الثلاثة ارقام ( شارع 754 – شارع 805). أما الأخيرة فهي الشوارع الفرعية داخل البلدات بين الاحياء السكنية او التي تصل بين مجمعات سكانية صغيرة وتتكون من اربعة ارقام ( شارع 7276 – شارع 7626).

بعد هذه المقدمة من الممكن القول إنه عند التحدث عن حوادث الطرق المقصود على الاغلب الشوارع القطرية او المحلية ونادرًا فرعية، أما الفيضانات تتمركز بالشوارع المحلية والفرعية ونادرًا قطرية.

ازدياد عدد حوادث الطرق والضحايا في السنوات الأخيرة أصبح موضوعا يشغل فكر الحليم والحيران، لو نظرنا الى الموضوع بمناظير مختلفة لوجدنا أن السبب الرئيسي ولا اخجل أن اقول الوحيد هو الانسان، فالمشتركون بحوادث الطرق ثلاثة مُركبات السائق، الطريق والمركبة، لكن المهيمن بينهم هو السائق فهو الذي يتحكم بالسرعة والقيادة وأخذ الحيطة والحذر حتى ولو كان الخلل من المركبة فعليه صيانتها وتأمينها قبل القيادة، وإن كانت الطريق خطيرة فعلية ايضًا ادراك الامر من خلال الحيطة، الانتباه والحذر. نستشهد بمثال لنوضح ذلك لو اخذنا طريقا معينا يعاني من بنية تحتية ضعيفة ولكنه مع اشارة ضوئية، دوار او وجود اجهزة مراقبة (شرطي كاميرا) نجد أن السائقين يقودون المركبة بتمهل وبحذر كون الاشارة او الدوار وأجهزة المراقبة تلزمهم بذلك. بالمقابل لو فحصنا الأمر بطريق بنفس الوضعية وذات نفس البنية التحتية لكنها دون اشارة ضوئية، دوار أو أجهزة مراقبة لوجدنا أن بعض السائقين يقودون بسرعة فائقة تؤدي الى وقوع حوادث تسفر في بعض الاحيان عن ضحايا أو مصابين بدرجات مختلفة ( طفيفة –متوسطة – بالغة الخطورة).

اما بالنسبة للفيضانات التي تغمر قرانا وبلداتنا العربية مع اطلالة فصل الشتاء او حتى مع بداية هطول الامطار بفصل الخريف (الشتوية الاولى)، من الممكن تصنيف هذه الظاهرة لحالتين، الاولى أن البنية التحتية هشة وتنهار بسهولة مع هطول الامطار، بهذه الحالة لا بد من فحص العمل من حيث التخطيط والتنفيذ وهم من صنع الانسان فربما لم تكن هنالك كمية كافية من المواد أو أن العمل غير كافي لتثبيت البنية التحتية بالشكل السليم، اما في الحالة الثانية قد يكون العمل على اكمل وجه وقد تم التخطيط والتنفيذ بشكل جيد وتم إقامة العبّارات من اجل فسح مجرى للمياه، ولكن ما نراه أن هذه العبّارات قد امتلأت بالنفايات المتراكمة خلال السنة من قبل المواطنين دون تنظيفها من قبل السلطة المحلية مما يؤدي الى اعاقة جريان المياه وحدوث فيضانات تغرق الشوارع وتغزو البيوت في بعض الاحيان.

للختام:
أخي القارئ اختي القارئة، لم يكن مقصود هذه المقالة القاء الاتهام على بعضنا البعض، ولكن الهدف السامي من وراء هذه الاسطر هو لفت الانتباه والسعي سويًا لإيقاف هذه الظواهر او الجرائم بحوادث الطرق، فكم من آباء تركوا ابناءهم يتامى وكم من ابناء تركوا امهاتهم ثكالى، اما الفيضانات فقد اغرقت البيوت وفي بعض الاحيان كشفت العورات وأدت الى اضرار مالية باهظة، لهذا علينا نحن كبشر أخذ الحيطة وإدراك الامور بالشكل الصحيح فقد كرم الله سبحانه وتعالى الانسان عن باقي المخلوقات عندما قال : " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا" ( الاسراء – 70).

اذًا نحن المسؤولون امام الله سبحانه وتعالى وأمام مجتمعنا عما يحصل، لهذا فلنعمل سويًا لإجلاء هاتين الظاهرتين فبالنسبة لحوادث الطرق على السائقين قيادة المركبة بتروي والانتباه الى الاشارة الضوئية والتغيرات المرورية التي يشار اليها بلافتات على اطراف الطريق، أمّا بالنسبة للفيضانات على المواطن أن يزرع بقلبه الانتماء لبلده وبيئته من خلال الكف عن رمي النفايات بأماكن تعيق مجرى المياه او تلوث البيئة المحلية.

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة