الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 22:02

تصنيف الطلاب بعد مرحلة الصف السادس، أثرها وانعكاساتها - بقلم: د.سامي ميعاري

كل العرب
نُشر: 31/12/16 17:48,  حُتلن: 21:13

أبرز ما جاء في المقال:
نحن كمجتمع عربي في الداخل أحوج ما نكون للتسلح بالعلم لمواجهة الاقتلاع والتهجير والتهويد، ولتعويض خسارة الأرض وتعويض الخسائر الناجمة عن التهميش واستهداف الوجود الحضاري والسياسي

التصنيف في الصف السادس من أهم القرارات التي يتخذها جهاز التربية والتعليم اليوم وبالذات في المدارس الحكومية

عملية التصنيف تتم بناء على جزء من نتائج الطالب في الصف السادس وبالاستناد إلى امتحانات تصنيف تجريها المدرسة التي سينتقل إليها الطالب

هذه السياسة غير منصفة وغير ناجعة لاستمرار التربية والتعليم في مجتمعنا

الطالب وحده لا يتحمل مسؤولية التردي في التحصيل، ما دام يخضع لأنظمة لا تواكب عصره ولا تلائم مستجدات النُّظُم التعليمية الفريدة في العالم

لا مجال للاختلاف في أن التعليم هو الركيزة الأولى والأساس لأية نهضة ولبناء الحضارات والدول والمجتمعات وتأهيل الأفراد، وبدون أنظمة حديثة وعصرية تؤسس لتعليم فعال لا يمكن أن يزاحم أي مجتمع غيره في مصافّ الدول التي تسود وتترك إرثاً يمكن البناء عليه فيما يأتي من أزمنة.

ونحن كمجتمع عربي في الداخل أحوج ما نكون للتسلح بالعلم لمواجهة الاقتلاع والتهجير والتهويد، ولتعويض خسارة الأرض وتعويض الخسائر الناجمة عن التهميش واستهداف الوجود الحضاري والسياسي، ولكن واقع التعليم لدينا ذو معطيات ومؤشرات غير مريحة، ويشكل هاجساً يؤرق الساعين إلى نهضة مجتمعنا العربي ودفعه للثبات في وجه عوامل الإفناء.
في هذه السطور سوف أتناول قضية التصنيف في مدارسنا: فهذا التصنيف من أهم القرارات التي يتخذها جهاز التربية والتعليم اليوم وبالذات في المدارس الحكومية، حيث يتم تصنيف الطلاب ابتداء من مرحلة الصف السادس في مجموعات منها ما يسمى ( الموفيت) والممتازين. والأقل حظاً يتم تصنيفهم في صفوف أُخرى، حيث من الواضح أن عملية التصنيف تتم بناء على جزء من نتائج الطالب في الصف السادس وبالاستناد إلى امتحانات تصنيف تجريها المدرسة التي سينتقل إليها الطالب.

باعتقادي – على ضوء ما سبق – أن هذه السياسة غير منصفة وغير ناجعة لاستمرار التربية والتعليم في مجتمعنا للأسباب التالية:
أولاً – الطالب في مرحلة الصف السادس باعتقادي لم ينضج النضج الكافي علمياً وفكرياً وثقافياً ليتم تصنيفه وتحديد مستقبله في هذه المرحلة، والحُكم عليه وإدراجه في مجال مُحَدّد.

ثانياً- هذه السياسة تتجاهل فئة كبيرة من الطلبة الذين لم يوافقهم الحظ في القبول لمرحلة الصفوف العليا والممتازة.
بمعنى: فقد يكون تم إعطاء وتوفير كل الاحتياجات لطلبة حصلوا على تصنيف ممتاز بينما لم يحظ الطلاب الأقل حظاً بتلك الاحتياجات مثل: التتلمذ على يد نخبة من المعلمين والحصول على ساعات مضافة في المواضيع كافة، عدا عن البرامج التثقيفية الداعمة لهؤلاء الطلاب في الأُطر المنهجية وغير المنهجية ... إذ ليس من المنطق في شيء الحكم على أداء مجموعة من الطلبة إلا بعد أن يأخذوا الفرصة نفسها وتتوفر لهم المعطيات بشكل متساوٍ، ثم تنظر فيمن أفلح وفيمن قصّر.
أما أن يحظى قِسمٌ منهم بوضع يقترب من المثالية فيما لا يتمكن الآخرون من مثله وتحكم عليهم بالمقياس نفسه فهذا يعتبر أداة قياس وتقويم منقوصة ومختلة.

ثالثاً- مجتمعنا على ما يبدو لم يتعلم ولم يستفد من تجارب الدول الناجحة علميا وحضارياً: ففنلندا مثلاً واليابان ودول أُخرى ربما يصل فيها الطالب لمرحلة الصف الرابع وهو يدرس كيفية التعامل مع البشر، وليس القراءة والكتابة فقط ... بينما نحن نصنف أبناءنا في مرحلة الصف السادس
باعتقادي يجب إعادة النظر في هذا الموضوع وفحصه من جديد من خلال بحث يدرس مدى تأثير هذا البرنامج على تحصيل الطلاب العرب.
لأن الإفادة والاستفادة في التفاعل والتبادل الحضاري كان على مرّ العصور من مصادر المعرفة والنجاح تكريساً لمبدأ القدوة في المسائل العلمية المفيدة.

هنا نخلص إلى فكرة لَطالَما تعرض طلبتنا للظلم بسبب غيابها عن محاضر التقييمات وهي: أن الطالب وحده لا يتحمل مسؤولية التردي في التحصيل، ما دام يخضع لأنظمة لا تواكب عصره ولا تلائم مستجدات النُّظُم التعليمية الفريدة في العالم.

مقالات متعلقة