إعتدنا على التعامل مع كل تفكيرنا كأنه أمر علينا تنفيذه

علينا التفكير بأن كل فكرة تمر في دماغنا، هي مجرد فكرة وليس بالضرورة تنفيذها

قفوا وفكّروا معنا للحظة في سيّارتكم، أو بالأحرى في مقود السيارة. تسير سيارتكم إلى الاتجاه الذي تريدونه أن يسير من خلال المقود. إذا أردنا السير يسارًا، ندير المقود إلى الجهة اليسرى، وإذا أردنا التوجه يمينًا، ندير المقود لليمين، وهكذا هو حال دماغنا. وفي حال وجهنا تفكيرنا إلى دماغنا فإننا أيضًا سنجري تغييرًا في تصرّفاتنا، إذ أن تصرّفاتنا تصير بحسب تفكيرنا.

ويقول أخصائيون في مجال علم النفس الاجتماعي: "لإجراء تغيير في طريقة تفكيرنا، فإنه أولا وقبل كل شيء، علينا معاملة أفكارنا ليست كأنها أمرًا. إذ اننا معتادون على التعامل مع كل تفكيرنا كأنه أمر علينا تنفيذه. تخيّلوا أن هناك 4 آلاف فكرة تمر في الدماغ خلال اليوم الواحد، فماذا كان من الممكن أن يحصل لو كنّا نتعامل مع كلّ منها بشكل جدّيّ؟ من هنا، علينا التفكير بأن كل فكرة تمر في دماغنا، هي مجرد فكرة وليس بالضرورة تنفيذها. علينا البدء بالتطرق إلى تفكيرنا بصورة مغايرة".

ويتابع الخبراء: "علينا أن نسأل أنفسنا: هل تفكيري هذا صحيحًا؟ هل لديّ اثباتات إذا كانت صحيحة أم لا؟ هل هذا الفكر منطقيًا؟ إذا سألنا 100 شخص فيما اذا كانت هذه الفكرة منطقية أم لا، ماذا كانوا سيجيبون؟ كيف كنت سترد في حال أخبرك شخص آخر مقرّب منك أن لديه هذه الفكرة؟ هل هذه الفكرة مفيدة؟ كيف ستفيدني؟ كيف ستجعلني أتطوّر؟ بعد الرّد على هذه التساؤلات، يمكننا بناء أفكارنا بطريقة أكثر منطقية، ومن هنا يبدأ التغيير".