الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 11:01

وجوه وملامح (23)/ بقلم: محمود عبد السلام ياسين

كل العرب
نُشر: 03/12/16 10:26,  حُتلن: 10:27

لقد تركت المرأة المسلمة عبر صفحات التاريخ صفحات مشرقة حافلة بالمواقف الرائعة التي تظهر فيها معاني هامة تحتاج المسلمة المعاصرة التعرف عليها من خلال نساء دخلن التاريخ من أبواب شتى، وسأستعرض من خلال هذه السلسلة بعض المواقف سريعة التأثير في القلوب مواقف نستعرض من خلالها ملامح كل شخصية عبر التاريخ.

أم المقريزي.. امرأة لم ترَ وجه أجنبي قط...!
يقول عنها المقريزي في كتابه ( درر العقود الفريدة ):
" كانت أفضل نساء زمانها ديناً وعفة وصيانة وعقلاً وصبراً وخبرة وقال : ما رأت قط وجه أجنبي، كانت تديم قيام الليل وصيام الاثنين والخميس وتواظب على الأوراد من الذكر والقراءة، أقامت بالحمى إحدى وعشرين سنة وماتت بها وهي صابرة غير جازعة ولا متسخطة".

تأملي أختاه تلك السطور التي دونها لنا التاريخ عن تلك المرأة الفاضلة المسلمة التي أخرجت للأمة أحد الأئمة الأعلام وهو المقريزي من أكبر مؤرخي القرن التاسع، ومن علماء زمانه في مصر. وقد كانت رحمها الله كما قال ابنها على حياء شديد حتى أنها لم تكن تنظر إلى وجه أي رجل أجنبي عنها. وأي صفة وفضل ذلك الفضل لقد تذكرت مع هذه الكلمة قوله سبحانه وتعالى عن الحور العين { قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ } [ الرحمن : 56 ] أي أنهن لا يتعدى نظرهن أزواجهن فهن ينظرن إليهم فقط.

وأي فضل نالته تلك المرأة حين رزقها الله الحياء؟ وأين بنات المسلمين اليوم من هذا الحياء وهذا الستر وأين هن من المداومة على الذكر وقراءة القرآن الكريم وخشوع مع سكون وراحة؟ فإن القرآن الكريم شفاء للقلوب من أهوائها وأمراضها مما يجعل القلوب لا تتعلق بزخارف الدنيا وترجو ما عند الله ولذلك صبرت رحمها الله على المرض إحدى وعشرين سنة. وأي صبر هذا؟ إنه صبر نبع من إيمانها بالله سبحانه واستسلامها لأمره وطمعها فيما عنده من الأجر والفضل.. رزقنا الله الصبر والرضا، وزان بنات المسلمين بالحجاب والحياء.

فكوني كمثل هذه المرأة الفاضلة يا أختاه والتزمي بالستر والحياء ورحم الله من قال:
فليقولوا عن حجابي.... لا وربي لا أبالي
شيمتي دوماً حيائي.... واحتشامي رأس مالي

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة