الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 10:02

قصة وطن، رسالة إلى عظمة الحكومة/ بقلم: فادي مرجية

كل العرب
نُشر: 02/12/16 18:18,  حُتلن: 07:26

فادي مرجية في مقاله:

كيف لي أن اعتدي على أخي الذي هو سندي وأقتل وطني الذي هو أهلي لأصبح وحيداً يتيماً ضعيفا

حان الوقت بأن يقوم الوطن أي الحكومة أي الأهل بتصحيح المسار ولمّ الشمل وتجميع الغصون والثمار أي اطياف المجتمع والأفراد تحت اكنافها

كلمة وطن، مع انه من الصعب تعريف الوطن بسطر أو سطور، أو حتى مقالات أو كتب، ليتسع المعنى فيشمل العالم الكون الكواكب والنجوم . الوطن هو أول كلمة في الحياة قبل الميلاد واول من تقدس في الكتب السماويَّة، هو الهويّة التي تصنع الكيان، تبني الدولة وتنجب مجتمع جبار ذات شكل، ملامح واخلاق طيبة الاعراف، هو العنوان، تبدأ الحكاية منه وتنتهي بين احضانه. يهديني سلاماً ومحبة.

الوطن هو الأم الشاملة التي تحضن جميع اغصان المجتمع تحت اكنافها ولا تمييز بين الوان الغصون ولا تعامل غصن كالبطة السوداء اليتيمة وتمنح كل الكعكة لغصن واحد في كل رأس سنة جديدة.

الوطن هو الأب الذي يحرس غصون المجتمع ويعتني بشجرة العائلة وجذورها لتبقى هذه الغصون تُثمر ثمارا صالحة بداخلها بذور تنتظر موعدها بالانطلاق. لكل وطن أهل وأهل وطني هي حكومتي التي همشتني عن باقي الغصون اي عن باقي اخوتي، حكومتي التي تتهمني دائماً بالعصيان وعدم الإنضباط ولكن في الحقيقة انا منضبط واحب جميع اخوتي واتمنى لوطني الإزدهار كما تزدهر ورود الياسمين في نيسان.

حكومتي التي تتهمني بالإرهاب ولكن في الحقيقة انا احب وطني أي حكومتي، أي أهلي واحب جميع الغصون، أي جميع اخوتي فكيف لي أن اعتدي على أخي الذي هو سندي وأقتل وطني الذي هو أهلي لأصبح وحيداً يتيماً ضعيفا. حكومتي التي تتهمني بعدم الولاء ولكن في الحقيقة ولائي لوطني كبحر امام ولاء غصون اخرى الذي يعادل نبعة جافة فيها بعض القطرات المتعكرة. هذه قصة وطني وغصونهُ، قصة أهل والأولاد وهذه رسالتي الى غبطة الحكومة المدججة بالتهميش والمزروعة في شوك التفريق، هذه رسالة مواطن يريد العيش بجانب موسى ومحمد دون السؤال عن عرقهُ ويريد ان يعمل بجانب عيسى ومعروف دون النظر إلى لونهُ وطيفه، هذه رسالة مواطن زُرع فيه حب الارض حب الدولة وعقيدة السلام فيصعب عليه عندما يرى الأهل تفرق بين اولادها وتزرع شوك الفتنة والحقد بدلاً من تصحيح الاخطاء وتشدّ الترابط بين الإخوة وعدم الاستسلام لشيطان الشرق والغرب الذي يريد هدم البيت وتفريق الإخوة، انا متأكد بأن اجداد الدولة ( بن غوريون، بيچن، رابين وبيرس ) يتقلبون في قبرهم تحت التُراب من تصرف الأبناء.

حان الوقت بأن يقوم الوطن أي الحكومة أي الأهل بتصحيح المسار ولمّ الشمل وتجميع الغصون والثمار أي اطياف المجتمع والأفراد تحت اكنافها لنفتخر بين الطلاب في مدرسة الكون بأننا عائلة جامعة موحدة واحدة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة