"بلدي" كتاب مكوّن من أربعة فصول، كلّ فصلٍ فيه يتناول المواسم المختلفة وماذا يطهو المجتمع العربيّ في كل موسم، ويتناول الكتاب كلّ المأكولات العربيّة والشرقيّة في منطقةِ الشام بشكلٍ خاص.

أصدر الشيف في مطعم ديانا دخل صفدي، مؤخرًا، كتابًا للمأكولات الشرقيّة تحت عنوان "بلدي"، وذلك لتعريف القرّاء من المجتمع اليهوديّ على المأكولات العربيّة، خاصةً أنّ الكتاب تمّت كتابته باللغة العبريّة لهذا الهدف.

 
الشيف دخل صفدي

"بلدي" كتاب مكوّن من أربعة فصول، كلّ فصلٍ فيه يتناول المواسم المختلفة وماذا يطهو المجتمع العربيّ في كل موسم، ويتناول الكتاب كلّ المأكولات العربيّة والشرقيّة في منطقةِ الشام بشكلٍ خاص.
وفي هذا السياق أعرب صفدي في حوارٍ له أنّ الكتاب يتناول جميع الأطعمة العربيّة ابتداءً من المحاشي والطبخ المنزليّ والأعشاب والبقوليات والحبوب، وكلّ المأكولات النصراويّة التقليديّة، وقد تمّت كتابته باللغة العبريّة وستتم ترجمته للغة الانجليزيّة، وذلك بسبب أن توجهي هو بالأساس للمجتمع اليهوديّ من أجل أن يتعرفوا للمأكولات الشرقيّة عن كثب، وما هو المطبخ العربيّ النصراويّ بكون مدرستي الأولى للمطبخ كان منزلي.

وأضاف أنّ الهدف من هذا الكتاب هو توثيق للمأكولات العربيّة الفلسطينيّة التقليديّة التي حرصت على وضعها دون أن أنسى أيًّا منها، وهي بالأساس مأكولات بلاد الشام في الأفراح والأتراح والمناسبات كافّة، ورغم أنّ صفدي يجيد طهو أكثر من مطبخ إلّا أنّه اختار توثيق المطبخ الشرقيّ وقال: "ما يميزني كإنسانٍ عربيّ هو طعامي وتقاليدي التي تربيت عليها منذ الصغر، وبعضها اندثر وما عادت الناس تعلم عنه شيئًا".

وعن تسمية الكتاب "بلدي" أشار صفدي أنّ حبّه لمدينته الناصرة دفعه لتسمية الكتاب بهذا العنوان، وفي الآونة الأخيرة أصبح هناك انفتاح على المطبخ العربيّ والشرق أوسطيّ، كسوريا ولبنان وفلسطين، وحتى الأجانب يقبلون على المطعم العربيّ، ومنهم من يتصل بي من برلين- ألمانيا للاستفسار حول صدور نسخة من الكتاب باللغة الإنجليزيّة.

واستطرد صفدي أنّ الكتاب يشرح طريقة صنع كل صنف من الطعام الشرقيّ مع توضيح وتفسير بالمقادير والمراحل بشكل مفصّل، وقد استغرقت كتابته سنتان بكوني كنت أنتظر الفرص المناسبة والملائمة في المواسم المختلفة لأوثقها، كمواسم الخضار والطعام، وفي الكتاب كلّ ما هو فلسطينيّ تقليديّ ومتوارث مع تأثيرات ما حدث من تغييرات على هذه الأرض.وبهذا يتناول الكتاب أيضًا جانبًا تاريخيًا، وبه نقاشٌ تاريخيّ حول أصل المأكولات هذه، هل هي تركية أم عربيّة، أم مزيح ما بينهما؟ وفي هذا أفاد صفدي أنّ المطبخ التركيّ أثّر بالمطبخ العربيّ بشكلٍ كبير، حتى في الأسماء هناك أصل تركيّ ككلمة "محشي" و"مخشي" و "أوزي" ، فالطعام العربيّ اعتمد أساسًا على حشو الخضار وليس اللحوم، أما المطبخ التركيّ فاعتمد على حشو اللحوم، وهذا تأثير من الثقافة التركيّة، فأصبحت مأكولاتنا محشوّة باللحوم كالرقاب والفخذ.

وعن المطبخ الفلسطينيّ الأصيل أعرب صفدي أنّ المطبخ الفلسطينيّ اعتمد على الأعشاب والبقوليّات بأغلبها، كالخبيزة والعلت والسبانخ، وهذا تأثير الجانب الاقتصاديّ، مسترسلاً أنّ ما وددت قوله من خلال انجازي هذا الكتاب هو أنّ المطبخ العربيّ لا يقلّ أهميّة عن أي مطبخ عماليّ آخر، فله مركباته التي لا تجعل من المطبخ الفرنسيّ أو الإيطاليّ أفضل منه، ولكل مطبخ مميزاته، والمطبخ الايطاليّ تحديدًا متأثر من المطبخ الشرق أوسطيّ، والفرنسيّ مازال متقوقعًا في طعامه التقليديّ جدًا جدًا ولكنهم لا يستحدثون سوى الأشكال. وانتهى صفدي أنّ الكتاب يتناول المأكولات البيتيّة التي تفوح منها رائح لمّ الشمل، والكتاب تحت اسم "بلدي" باللغة العربيّة ولكنه مكتوب بالعبريّة.