الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 16:02

يوميات إنتخابات 2015 / بقلم: المحامي أحمد دراوشة

كل العرب
نُشر: 22/10/16 20:50

المحامي أحمد دراوشة في مقاله:

شعرت بفخر عظيم لإنتمائي لهذا الحزب. هو فعلًا شعور لا يوصف

المئات من كوادر العربية للتغيير من كافة المناطق، عملوا في الحملة الإنتخابية تطوّعًا دون أي مقابل مادي أو على الأقل، بمقابل مادي يغطّي المصاريف

بالرغم من كل أصوات النشاز، ما زلنا نحارب من أجل إرادة شعبنا واحترامنا لرغبته وقراره، وآمل أن نتمكن من حماية المشتركة من كل محاولة تفكيك، خاصة الداخلية منها

بالرغم من أنني إبن لحزب ظُلمَ في تركيبة القائمة المشتركة، تنازلًا وقوة منه، لا ضعفًا، في سبيل إنجاح مشروع الوحدة وإقامة قائمة واحدة جامعة لكل أبناء مجتمعنا، إلا أنني كنت من أشد المتحمّسين للعمل على إنجاح القائمة المشتركة وتحقيق "إرادة الشعب" الذي طالب بالوحدة في حينه.

أذكر اللحظات الأولى التي تلت الإعلان عن إقامة القائمة المشتركة، لمستُ إمتعاضًا، وبحق، في كوادرنا في العربية للتغيير من تركيبة القائمة المشتركة. كانت بعض النقاشات حادة جدا.

تدخّل النائب أسامه سعدي وتواصله مع العشرات من الكوادر، بشكل شخصي، مكّننا من تدارك الموقف. ثم إنتقلنا الى المرحلة التالية: حشد الهمم ورص الصفوف من أجل انجاح المشتركة.

أول اجتماع حزبي بعد إقامة المشتركة بعدة أيام، كان المهرجان الشبابي الذي نظمه المجلس الشبابي في العربية للتغيير، وهو الأكبر والأضخم الذي شهدته الساحة الحزبية المحليّة. عندما رأيت قاعة ميس الريم قد غصّت بحشد مهيب من أبناء العربية للتغيير من كافة المناطق والغالبية العظمى من البلدات، أشدد: من كافة المناطق والغالبية العظمى من البلدات، حيث نملك فيها جميعًا كوادرًا نفتخر بها ولا نسمح لأحد، أيًا كان، من تهميشها أو إنكارها، إنتابني شعور قوي بأن تركيبة القائمة المشتركة هي ظلم بحق هؤلاء الآلاف أبناء العربية للتغيير. النقاش كان موجود حتى تلك اللحظة، حتى إعتلى د. أحمد الطيبي المنصة ليلقي كلمته، وتكلّم كما عهدناه، قائد يضع نصب عينيه مصلحة شعبه أولا وقبل أي شيء. على عكس البعض، الذين يجازفون "بإرادة الشعب" من أجل كسب نقاط سياسية حزبية ضيقة هنا وهناك. د. الطيبي وعدنا في حينه، "....ما كان لن يكون مستقبلًا، ولكننا اليوم مُجندون جميعًا، وأنا أولكم لإنجاح القائمة المشتركة. إنجاح هذا المشروع وترسيخ الوحدة الحقيقية بين أبناء شعبنا....". تمكّن الطيبي من حشد الهمم ورص الصفوف والتجنيد بأفضل صورة ممكنة لإنجاح القائمة المشتركة. وهذا ما كان. ثم إنطلقنا الى المرحلة الأهم: العمل الميداني في المعركة الإنتخابية للقائمة المشتركة.

في الأيام التالية للمهرجان الشبابي، شهدت العربية للتغيير إجتماعات ماراثونية، للمجلس السياسي، اللجنة المركزية، المجلس الشبابي. لم يكن لدينا متسع من الوقت. الفترة بين إقامة القائمة المشتركة والانتخابات قصيرة جدًا. عَمِلنا كخلية النحل. صبايا وشباب، عمل متواصل مدّة شهر كامل، ليل نهار. حضّرنا قوائم بأسماء مُركزي الفروع في عشرات البلدات العربية من كافة المناطق. أذكر أن الأحزاب الأخرى كان نصيبها من ميزانية الحملة الإنتخابية أضعاف ما كان من نصيب العربية للتغيير، نسبة لعدد النواب عن كل حزب. هذا الفرق في الميزانية شكّل تخوّفًا أمام الحزب، حيث سيكون من المحرج أن يحصل مُرَكّز أحد الأحزاب في بلد معينة على أضعاف ما يُعطى لمُركّزنا. تحديدًا في هذه الجزئية، شعرت بفخر عظيم لإنتمائي لهذا الحزب. هو فعلًا شعور لا يوصف. المئات من كوادر العربية للتغيير من كافة المناطق، عملوا في الحملة الإنتخابية تطوّعًا دون أي مقابل مادي أو على الأقل، بمقابل مادي يغطّي المصاريف، بالرغم من كل ما ذُكر أعلاه من ظلم لحق بنا. وهذا هو الإنتماء الحقيقي لشعبنا ولحزبنا.

 الحملة الإنتخابية للقائمة المشتركة كشفت "المستور" بين مركبات القائمة الأربعة، حيث عرف كل حزب قوة وتأييد الحزب الآخر وعمل كوادره وفروعه في كل بلد وبلد. شخصيّا كنت مندوبا عن العربية للتغيير في إحدى مجموعات العمل للمشتركة والتي كانت، كباقي المجموعات، مُمَثّلة بمندوب عن كل حزب. وهنا أطرح مثالًا : أحد المركبات الأربعة إنتدب مسؤولا بارزًا ليكون في غالبية المجموعات. بالرغم من إختلاف عمل كل مجموعة عن الأخرى والحاجة الى العديد من المندوبين للضغط الكبير والمهام المطلوب إنجازها. تساءلت عن سبب عدم وجود مندوبين فكان الجواب أن لكل مُركّب حرية إختيار مندوبيه. (هنا أخرج عن السياق قليلًا وأستذكر خبرًا مضحكًا نُشر في أحد المواقع عن إنتخاب سكرتير فرع لأحد الأحزاب في بلد معيّن، بعدد أصوات معّين، فاق عدد المصوّتين).

هذا "الكشف" خلق إمتعاظًا في صفوف كوادرنا، يوميًا كانت تصل الاتصالات من كوادر العربية للتغيير.. وبقي السؤال المنطقي مطروحًا: كيف لحزب يملك كوادر لا تنقص عن أحد، وتزيد بكثير عن البعض ويملك قائدًا يحظى بتأييد لا ينافسه في مكانته نوابٌ مجتمعون، أن لا يكون له تمثيل في تركيبة القائمة، على الأقل، أكثر مما أخذ البعض. ومرة أخرى، آمنا بشعار "إرادة شعب" وعملنا بكد وجد وتعب حتى إغلاق صناديق الإقتراع.

وهنا وصلنا الى مرحلة تطبيق الشعارات والعمل المشترك في الكنيست وترجمة شعار "إرادة شعب" على أرض الواقع.


مع إنتهاء الإنتخابات، وحصول المشتركة على 13 مقعدا، بالرغم من سعينا للحصول على 15 مقعدا، شخصيا، توقعت أن تجلس مركبات القائمة الأربعة وتبحث في سُبُل تقويتها وكيفية دعمها وإحداث تغييرات مستقبلية في تركيبتها بهدف زيادة الدعم الجماهيري لها. إلا أنه وللأسف، هناك من إستمر في النهج القديم، السابق لإقامة القائمة المشتركة، فتوالت الضربات على جسم المشتركة. وأخشى ما أخشاه، أن لا يبقى "مشتركا" فيها إلا إسمها، خاصة مع صدور تصريحات ذات طابع هجومي مؤخرًا، تدل على عنجهية ونرجسية في ذات الحين وقد تؤدي هي نفسها الى تفكّك القائمة المشتركة. فكيف تكون صادقًا حين تُشدّد على أهمية وجود القائمة المشتركة وأهمية تطبيق شعارها " إرادة شعب" في حين أنك في تصريحاتك تهاجم ارادة شعبنا. من يملك النية الصادقة والحقيقية، يعرف المعادلة البسيطة: كُلّما كانت تركيبة القائمة تعبّر أكثر وأكثر عن إرادة شعبنا، كُلّما زاد الإلتفاف الجماهيري حولها وحظيت بتأييد أكبر وتمثيل أكبر. لذلك فإن القائمة المشتركة ستكون ملزمة عشيّة الإنتخابات القادمة، أن تحترم رغبات ومواقف الشارع والناس وإلا ستخسر ثقة الناخب ولن نستطيع حينها أن نقول أن القائمة تُعبّر عن " إرادة شعب".

بالرغم من كل أصوات النشاز، ما زلنا نحارب من أجل إرادة شعبنا واحترامنا لرغبته وقراره، وآمل أن نتمكن من حماية المشتركة من كل محاولة تفكيك، خاصة الداخلية منها. فمن يقوم بثقب السفينة، هو المسؤول عن غرقها. وحتى في كرة القدم ، لا يُعقل ولا يجوز أن يقوم أعضاء ادارة فريق برشلونة (أو ريال مدريد إن أردتم) بالتهجم علنًا على لاعبي الفريق،فريقه، لأن ذلك قد يؤدي لهبوط الفريق. ورسالتي لمن يسعى لتوتير الأجواء وخلق روح سلبية: قل خيرًا أو أصمت!!.

عضو المجلس الشبابي في العربية للتغيير

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة