الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 04:02

قصة وعبرة: الملك ووزيره

كل العرب
نُشر: 04/09/16 12:25,  حُتلن: 14:44

قال الملك لوزيره ذات يوم: "تعال معي نرى أحوال الناس والبلاد". ركب الملك حصانه الأسود، وركب الوزير حصانه الأبيض. سار الملك والوزير حتّى قابلا أحد الصّيادين.. كان شيخا كبير السّنّ، يلبس ثيابا قديمه، ويجمع شبكته بعد الصيد.


صورة توضيحيّة

قال الملك لوزيره: "تمهّل حتى نرى هذا الرجل." اقترب الملك من الصياد وحيّاه، وسأله وهو ما يزال راكبا حصانه:
“يا صيّاد.. كيف البعيد ؟".
أجاب الصياد:"صار قريبا".
سأل الملك:"و كيف الجماعة؟".
أجاب الصياد :"صارت متفرقة".
سأل الملك:" والإثنتان ؟ “.
أجاب الصياد: “صارتا ثلاثة".
قال الملك :"يا صياد لا تبع رخيصا".
قال الصباد لا توصي حريصا".
سرّ الملك من إجابات الصيّاد. ثم انصرف مع وزيره إلى القصر.
سأل الملك الوزير:
“هل فهمت – يا وزيري – ما دار بيني وبين ذلك الصّياد؟". ابتسم الوزير وقال:
“إن أردت الحقّ – يا مولاي الملك – فأنا لم أفهم كلمة كلمة واحدة مما دار بينكما… فما البعيد الذي صار قريبا ؟.
وما الجماعة التي صارت متفرّقة ؟.
وما الإثنتان اللّتان صارتا ثلاثة ؟".
قال الملك:"سأمهلك حتّى المساء لتفسر لي هذا الكلام.. وإلاّ فإنّك لن تصلح أن تكون وزيري بعد الآن".
أسرع الوزير بحصانه الأبيض إلى مكان الصّياد، فوجده ما يزال يغسل شبكته، ويلمّها ليرحل. قال الوزير:"انتظر أيها الصّياد.. ماذا كنت تقول للملك ؟ وماذا كان يقول الملك لك؟".
قال الصّياد:"ما تطلبه غال".
قال الوزير:"وانا مستعد أن أدفع الثّمن الذي تطلبه".
قال الصّياد:"الثّمن حصانك الأبيض".
قال الوزير:"هو لك لو فسّرت لي الكلام".
و قال الوزير:"سألك الملك:كيف البعيد ؟ فأجبت صار قريبا".
قال الصّياد:"سألني عن نطري.. فأجبت صار قريبا.. أي ضعف.. فبعد أن كنت أرى البعيد صرت لا أرى إلاّ القريب".
قال الوزير:"وسألك عن الجماعة، فقلت صارت متفرقة. فما معنى ذلك؟".
قال الصّياد:"سألني عن أسناني، فقلت صارت متفرقة، أي تخلّعت وتفرّقت".
قال الوزير:"وسألك عن الإثنتين فقلت صارتا ثلاثة".
قال الصّياد:"سألني الملك عن رجلي كيف حالها بعد أن صرت شيخا كبير السّنّ، فأجبته صارتا ثلاثة، أى رجليّ والعصا.. فأنا كما ترى أتوكأ على عصا".
قال الوزير: “قال الملك في آخر حديثه: لا تبع رخيصا، فماذا سأقول للملك لو سألني عن ذلك ؟".
قال الصّياد:"قل له عمل الصّياد بالوصيّة، وباع الكلام، وأخذ ثمنه هذا الحصان الأبيض الجميل".
ضحك الوزير، وقال:"خذه يا صيّاد.. فهو الآن لك".

مقالات متعلقة