الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 10:02

أول مسؤول أميركي رفيع في لبنان/ بقلم: سابين عويس

كل العرب
نُشر: 02/09/16 12:32,  حُتلن: 12:35

 سابين عويس:

حرص المسؤول الاميركي، الذي يزور لبنان ضمن جولة له في دول المنطقة، على عدم رفع سقف التوقعات حيال زيارته

ظهر من جدول لقاءاته أنه جاء مستمعا أكثر وحريصاً على استطلاع الأوضاع السياسية والاقتصادية والمالية، في ضوء المتابعة الاميركية لتطبيق قانون العقوبات ضد "حزب الله" وتعامل لبنان المالي مع إيران

قد تكون زيارة وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية توماس شانون لبيروت خرقت رتابة المشهد السياسي المعدوم الأفق، والمعلق على مشهد النفايات والفضائح المرتبطة به، لكنها حتما لم تحدث ثغرة في الواقع المأزوم بما أنها لم تحمل أي جديد يساعد على كسر الحلقة المفرغة.

حرص المسؤول الاميركي، الذي يزور لبنان ضمن جولة له في دول المنطقة، على عدم رفع سقف التوقعات حيال زيارته. وهكذا فعلت أوساط السفارة الاميركية في بيروت. فهو لم يحمل معه رئيساً ولا أموالا للاجئين ولا قانونا للانتخاب. جل ما حمله تأكيد أميركي أن لبنان غير منسي، ويحظى بدعم الولايات المتحدة لاستقراره السياسي والاقتصادي والامني.
وقد عبّر شانون صراحة عن هذا الموقف بعد لقائه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل حين قال إن الحلول يجب أن تأتي من المؤسسات والشعب اللبناني وليس من الخارج.
لكن هذا لا يعني، في رأي مصادر سياسية متابعة، ان الزيارة لا تكتسب أهمية. فهي الأولى لمسؤول أميركي رفيع للبنان منذ أشهر طويلة، وستتيح له الاطلاع عن كثب على الوضع اللبناني والحاجات المتأتية من أزمة اللاجئين السوريين، خصوصا أن هذا الموضوع سيكون على طاولة الامم المتحدة وأمام الرئيس الاميركي على هامش الاجتماعات السنوية للجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وهو حرص على أن يعرّج في جولته في المنطقة، التي تشمل الاردن واسرائيل، على لبنان حيث التقى أمس وزير الخارجية ومستشار رئيس الحكومة شادي كرم بسبب وجود الرئيس سلام في إجازة خاصة خارج لبنان، وحاكم المصرف المركزي رياض سلامة، وسيلتقي اليوم رئيس المجلس نبيه بري.
وظهر من جدول لقاءاته أنه جاء مستمعا أكثر وحريصاً على استطلاع الأوضاع السياسية والاقتصادية والمالية، في ضوء المتابعة الاميركية لتطبيق قانون العقوبات ضد "حزب الله" وتعامل لبنان المالي مع إيران.
وتخلص المصادر السياسية في قراءتها لنتائج الزيارة الى رصد الملاحظات الآتية:
- إن شانون حرص على مخالفة الانطباع القائم في الاوساط اللبنانية أن ثمة تراجعا للملف اللبناني في ظل الانشغال الاميركي بإدارة الانتخابات الرئاسية الاميركية، ليؤكد أن سياسة بلاده حيال لبنان ثابتة، بقطع النظر عن العملية الانتقالية التي ستشهدها بلاده في الاشهر القليلة المقبلة.
- حرص شانون كذلك على تأكيد دعم بلاده للاستقرار في لبنان على كل المستويات السياسة والامنية والاقتصادية على وجه الخصوص، معبرا عن ترجمة بلاده لهذا الدعم عبر المساعدات التي تقدمها لبرامج التنمية وللجيش، فضلا عن التمويل الضخم المخصص للمبنى الجديد للسفارة في بيروت. وقد أكد أمام من التقاهم أمس اقتناع بلاده بأن لبنان مقبل في السنوات المقبلة على مرحلة من الاستقرار والازدهار، وان الاميركيين حرصاء على مواكبتها وعلى تعزيز حضورهم في لبنان عند حصولها، بما يعكس تعهدهم لبنان على المدى الطويل.
- أما في موضوع الاستحقاقات التي تثقل الساحة اللبنانية الداخلية، فلم يخف المسؤول الاميركي أمام من التقاهم قلق بلاده من تعطل عمل المؤسسات الدستورية نتيجة عدم انتخاب رئيس للجمهورية، وانعكاس ذلك على عمل المؤسسات الأخرى. لكنه حرص على التأكيد أن الاستحقاق الرئاسي شأن لبناني محض وعلى اللبنانيين اتخاذ قرارهم بأنفسهم، من دون أن يلغي ذلك الاستعداد للمساعدة إذا "طُلب منا ذلك، وضمن الامكانات المتاحة أمامنا".
- والأكيد في خلاصة القراءة، أن المسؤول الاميركي الذي التقى مستشار رئيس الحكومة لم يسع إلى تحميل الأخير أي رسالة للرئيس سلام، بل اكتفى بأن نوه بجهوده وعبر عن تقديره لما يبذله حفاظا على الاستقرار في غياب رئيس الجمهورية.

نقلا عن جريدة النهار

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


مقالات متعلقة