الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 22:02

قصة رائعة للحلوين: الفيل الصغير

كل العرب
نُشر: 23/08/16 14:36,  حُتلن: 07:18

في بلاد الفيلة، شعرت فيلة أن ابنها الصغير يمتنع عن الطعام. خافت عليه كثيراً ونادته: ” تعال… تعال يا فيلي الصغير. تعال كل هذا الطبق اللذيذ يا حبيبي. طبخته لك خصيصاً يا حبيبي…

أجابها الصغير: لا لن أضع في فمي شيئاً منه، بل أريد موزاً.

حسنا. هذا موز. خذ كل، كل ما تشاء.


صورة توضيحيّة 

لا لن آكل شيئا.

ما بك يا بني؟ طلبت موزا، فقدمت لك الموز. الفيل

لا، لا أنا أريد موزا.

هذا موز يا صغيري،خذ وكل.

هذا موز أصفر.

كل الموز أصفر يا حبيبي.

أنا أريد موزا أحمر.

ليس هناك موز أحمر يا ولدي، خذ وكل .

أصرّ الصغير قائلاً لا ،لا،لا أريد موزا أصفر، أريد موزا أحمر، أريد موزا أحمر.

فأجابته أمه: من أين آتيك بالموز الأحمر؟ في الدنيا كلها لا يوجد موز أحمر. خذ يا حبيبي كل. كل…فيه الصحة والعافية.
لا،لا لن آكل إلا الموز الأحمر.

غضبت الأم وصاحت: إسمع! ستأكل هذا الموز وإلا….!

لا ، لا لن آكل إلاّ الموز الأحمر.

وقعت الأم الفيلة في حيرة، ماذا تفعل؟ إنها تريد أن يأكل ابنها، وليس في الدنيا كلها موز أحمر، وتشاورت مع زوجها الفيل الكبير وقالت له: ماذا نفعل؟ من أين نحضر للصغير موزا أحمر؟

أجابها الزوج: المسألة في غاية البساطة. نحضر موزاً ونطليه باللون الأحمر.

فرحت الأم وقالت: فكرة رائعة يا زوجي العزيز، إنك حقا فيل ذكي.

أحضرت الأم دهاناً أحمر وطلت الموزة به وقالت لابنها: تعال يا حبيبي. هذا موز أحمر. تعال! أسرع, أسرع!

صحيح؟ أين الموز الأحمر؟ هاتي! سأرى. هاه…لا ، لا يا أمي. هذه موزة عادية مطلية باللون الأحمر.

أنت طلبت موزاً أحمر، وهذا هو الموز الأحمر أمامك، قالت الأم بصبر.

لا، لا . أريد موزاً أحمر حقيقياً، هذا موز أنتم دهنتموه باللون الأحمر.

غضبت الأم وقالت: أقول لك كل وإلاّ….

لا، لا لن آكل، أريد موزاً أحمر…. أريد موزاً أحمر..

ازدادت الأم الفيلة حيرة مرة أخرى. ابنها الصغير يرفض أن يأكل شيئا ويريد موزا أحمر. فما العمل ؟

لجأت إلى زوجها وقالت: ما العمل يا زوجي؟ ما العمل أيها الفيل الكبير، يا والد الفيل الصغير..

أجاب الفيل: عجيب! عجيب!! دهنّا الموز باللون الأحمر فلم تنطل عليه الحيلة. ما العمل ما العمل؟؟ سأبحث معه في الأمر.

ذهب الأب إلى أخيه وأطلعه على الأمر.
ضحك العم ثم قال: ” هكذا قال صغيرك يا أخي؟ لن يأكل غير الموز الأحمر؟ دع الأمر لي. أنا سأتحدث إليه في القضية. دع الأمر لي، لا عليك”

***

سُمع صوت قرع على الباب في بيت الفيل الكبير، فنادى الفيل الصغير: من؟

أنا الفيل العم…. أين ابن أخي؟

أجابت الفيلة: أهلاً وسهلاً.. تفضل .. تعال يا بني الصغير. جاء العم الفيل يريد أن يراك .

أنا لا أريد شيئاً. أريد موزاً أحمر، قال الفيل الصغير.

ضحك العم وقال: فعلاً. أنا جئت خصيصاً لأحضر لك الموز الأحمر.

صحيح؟ أحقا يا عمي؟

نعم، نعم.

أين الموز الأحمر يا عمي؟

فأجابه العم: إن من طلب شيئا عليه أن يسعى للحصول عليه.

ماذا؟ لم أفهم يا عمي.

أقول يا صغيري… أن من طلب شيئاً، عليه أن يسعى للحصول عليه .

قال الصغير متعجباً: كيف؟

أعني أنت إن طلبت قطعة من الحلوى، عليك أن تذهب إلى بائع الحلوى وتحضرها من عنده .

وقال الصغير: وإذا أردت لوحاً من الشوكولاته، ذهبت إلى البقال وأحضرته من عنده.

فأجاب العم: ودفعت ثمنه.

نعم. نعم.. هذا صحيح يا عمي.

وأنت الآن تريد موزاً أحمر.

طبعاً. كم ثمنه؟

ثمنه أن تسعى إلى الموز الأحمر، وهناك تقطفه وتعود.

أنا حاضر يا عمي. هيّا بنا.

ولكن مكان الموز الأحمر بعيد… بعيد … قال العم.

بعيد؟

نعم. وعلينا أن نسير على أقدامنا مسافة طويلة لنصل.

حسناً. أنا جائع وأريد أن آكل موزاً أحمر.

***

طالت الطريق على الصغير فصاح: آخ…عمي… متى سنصل؟ تعبت جداً.. نحن نسير منذ الصباح، وقد أشرفت الشمس على المغيب!
أجابه العم: طبعاً يا حبيبي. من طلب شيئاً نادراً، عليه أن يتحمّل المشاق للوصول إليه.

آه … هل ما زال المكان بعيداً؟ صاح الصغير.

لا، لا يا ابن أخي، أنظر هناك… عند الأفق أشجار الموز…

قال الصغير فرحاً: نعم، نعم، آه إنها أشجار الموز.

وهناك أعتقد أننا سنجد بعض الموز الأحمر قال العم.

بعض الموز الأحمر؟

نعم يا صغيري! فالموز الأحمر نادر جدا. هيّا أسرع، أسرع لنصل قبل غروب الشمس.

ولكني يا عمي لا أقوى على المشي، وأنا جائع، لقد تعبت حقا.

قال العم: خذ، كل لقمة من هذا الزاد الذي أحمله معي.

أجاب الصغير: لا لن آكل. أريد موزاً أحمر.

سنصل عما قريب.

أوه! أوه!… كم أنا سعيد! سنصل! سنصل!

***

وفعلاً وصل الفيل العم ومعه الفيل الصغير مرهق تعب.

صاح الصغير: آخ… آخ… أين الموز الأحمر يا عمي؟

أجاب العم: سنبحث يا صغيري. هيا ابحث معي.

اعترض الصغير: ولكن كل الموز المتدلي من الشجر هنا أخضر.

فأوضح له العم أن الأخضر موز لم ينضج بعد.

وهناك موز أصفر. قال الصغير.

والأصفر موز ناضج. هيا كل موزة.

لا. أريد موزاً أحمر.

مهلاً، سنبحث. سنبحث .. قال العم.

هاه، هناك قرط موز أصفر وفيه موزة!

نعم.. نعم. إنها الموزة التي نبحث عنها. إنها موزة حمراء.

صاح الصغير: هاه، سأقطفها.

فقال العم: افعل يا صغيري.

سأقشرها وآكلها.

أسرع.
هم. هم ….. (وهو يأكل ).

هل أعجبتك الموزة الحمراء يا صغيري؟

بكى الصغير.

فقال العم: ما بك تبكي يا صغيري؟

الموزة فاسدة، وطعمها كريه أجاب الصغير.

فقال العم: الآن فهمت يا صغيري ما قلناه لك إنه لا يوجد في الدنيا كلها موز أحمر.

الموز الأحمر هو الموز الفاسد الذي يقتم لونه ثم يدكن حتى يصبح مهترئا.

إذن لا موز أحمر؟

لا موز أحمر.

وأنا كنت مخطئاً؟

كنت مخطئاً ومعانداً ولم تقتنع.

فسأل الصغير: فلماذا إذن أحضرتني إلى هنا؟

لكي تلمس بنفسك أنه لا يوجد موز أحمر في الدنيا يا صغيري، أوضح العم.

أوه…. كم أنا جائع!

جائع وغلطان.

أريد أن آكل.

أمامك الموز الأصفر، فكل ما تريد وإياك أن تطلب المستحيل.

ذاق الصغير الموز وهمهم: آه ما أطيب الموز! ما أطيب الموز!!! 

مقالات متعلقة