الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 11:02

الكَيل بمِكياليَن!/ بقلم: أزهار أبو الخير شعبان

كل العرب
نُشر: 20/08/16 13:11,  حُتلن: 11:51

أزهار أبو الخير شعبان في مقالها:

لما تم إغلاق مصنع طحينة الأمير وبالمقابل لم يغلق مصنع تلما مثلا؟؟ رغم أنه وكما هو معروف تم العثور على أول جرثومة في ذلك المصنع من خلال منتجات الكورنفلكس! 

مصنع تلما هو مصنع يقع تحت إدارة يهودية، فهل اليهودية أعطته تأشيرة بأن يسوق منتجات تحمل بين طياتها جراثيم أو خلل وأخطاء دون عقاب أو ربما مع عقاب أقل من المصانع العربية؟! 

إذا جئنا وقارنا بين الحالتين سوف نرى أن الخطأ موجود في المنتجات في كلتا الحالتين! وكشف الجرثومة والإعتراف بالخطأ بَدَرَ من المصنعين على حد سواء!

الأخطاء يجب أن تؤخذ على محمل الجد دون تفرقة ودون كيل بمكيالين مختلفين! إمّا أن تغلق جميع المصانع على حد سواء، وإما أن تعطى فرصه لتصحيح خطأها مع التشديد الرقابة على جودة المنتجات

رغم كوني أنتقد مصنع طحينة الأمير بشكل شخصي وبشده لعدم الرقابة الدقيقة على منتجاتهم ولكن من خلال إصدار أمر إغلاق المصنع لا يمكن الإستنتاج إلا أنّ السياسة العنصرية لا بد وأن يكون لها دور على الدوام اتجاه مجتمعنا العربي وبالأخص أنه كان هناك خطأ وإهمال فادح من قبل مصانع يهودية أخرى، ولم يتم تضخيم الخطأ بهذا الشكل ولم يتم إغلاق المصنع حتى! هذا خير دليل على العنصرية الدائمة.

ليس من واجبي أو مسؤوليتي بالطبع أن أقرر هل يغلق مصنع له باع طويل في سوق المنتجات بسبب خطأ فادح طبعا ولا يمكن نكرانه، أو لا! ولكن بالمقابل لا يمكن إغفال جودة منتجاته على مدار سنين طويلة أيضا لكني من منطلق أنني مواطنة عربية تنظر إلى الأشياء بقليل من التعمق سوف أطرح بعض النقاط التي يجب أن يلتفت إليها مجتمعنا العربي قبل الهرولة وراء ما يحاك لهم دائما على غفلة من أمرهم!

قرار إغلاق أو عدم إغلاق المصنع (مصنع طحينة الأمير) ربما قد يكون هذا الحل الأفضل والأمثل ولكن ماذا عن باقي المصانع التي تم العثور على خلل فيها أيضا؟ وسؤال يطرح نفسه، لما تم إغلاق مصنع طحينة الأمير وبالمقابل لم يغلق مصنع تلما مثلا؟؟ رغم أنه وكما هو معروف تم العثور على أول جرثومة في ذلك المصنع من خلال منتجات الكورنفلكس!

مصنع تلما هو مصنع يقع تحت إدارة يهودية، فهل اليهودية أعطته تأشيرة بأن يسوق منتجات تحمل جراثيم أو خلل وأخطاء دون عقاب أو ربما مع عقاب أقل من المصانع العربية؟! إذا جئنا وقارنا بين الحالتين سوف نرى أن الخطأ موجود في المنتجات في كلتا الحالتين! وكشف الجرثومة والإعتراف بالخطأ بَدَرَ من المصنعين على حد سواء!

الفروق
- مصنع الأمير هو مصنع عربي - مصنع تلما هو مصنع يهودي!
- مصنع الأمير حظي بهجمة شرسة لا زالت مستمرة - مصنع تلما حظي بهجمة ومتل ما بقولو "أزمة وعدت"!!
- مصنع الأمير تم إصدار أمر بإغلاقه فورا - مصنع تلما لا زال مستمرا في تسويق منتجاته مع فرصة لتصحيح خطأه!
- مصنع الأمير سيتضرر اقتصاد عماله وأكثريتهم عرب - مصنع تلما المعاش "شغال" فليس هناك إغلاق!
- لم أر أنا شخصيا أن منتج الكورنفلكس حظي بالضجة الأعلامية المضطهدة مثل مصنع طحينة الأمير!!
- وكأن الجهة المعنية في التضليل روجت لخطأ مصنع الأمير لتشد انتباه المواطنين عن خطأ المصنع الآخر!

لما كل هذه العنصرية التي كلما حاولنا تحاشيها وأردنا غض البصر عنها ظهرت لنا من جديد على هيئة مواضيع عده؟! تارة نجدها في المستشفيات، تارة نجدها في المصانع وتارة نراها في منح الطلاب وأخرى نراها في قضايا الإجرام والسكن وإلى آخره من الإجتماعيات والإقتصاديات والسياسة.

الزاوية الإقتصادية لدى المجتمع العربي هي نقطة حساسة ومهمة جدا للمجتمع بالكامل رغم أنها تعد نقطة ضعيفة أيضا مقابل المجتمع اليهودي فكما نعلم أن المصانع والمصالح التجارية العربية بالكاد تكون نقطة في بحر المصانع اليهودية في الدولة! هل آن الأوان أن تلعب سياسة الدولة على هذه الوتر أيضا وبالعلن؟؟ الأزمة الإقتصادية التي ترافق المجتمع العربي منذ قيام الدولة لا يمكن إخفاؤها فما بالنا إن تم تضييق الحبل على هذه الأزمة أيضا لتصبح كارثة؟!!

مع الأسف للصحافة والإعلام وخاصة العبري فإنها تلعب دورا جدا هام في مثل هذه المسائل والقضايا وخاصة إذا كانت قضايا عربية وذلك يصب في مصلحة الجهة المعنية في ضرب الإقتصاد لدى المجتمع العربي إلا أنه لا يمكن أيضا إخفاء أن بعض الصحافة العربية تأتي لتكمل تلك المسيرة!

احتد نقاش بيني وبين أحدهم بعد أن كان حوارعادي عن هذا الموضوع فوجدته يتحدث عن إغلاق مصنع الأمير وسوء المنتجات وحكايا لا تعد ولا تحصى منها ما يمت للحقيقة بصلة ومنها ما لا يمت للموضوع أصلا سوى انه كلام فوق كلام فتفاجأت أكثر عندما طرحت قضية الكورنفلكس فأجابني بأنه لم يسمع عن ذلك قط! هذا إن دل على شيء فإنه يدل على سوء فهمنا وإدراكنا نحن أيضا كمجتمع لبعضنا البعض وهذا بحد ذاته خلل داخلي فينا يجب تسويته أيضا.

نحن جزء من الخطأ أحيانا ونساهم فيه وبإنتشاره دون أن ندري أو نقصد ذلك، لنكن أكثر وعيًا رجاءً. إنّ ضرب الإقتصاد العربي هو خطر على الجميع وهو هدف من سلسلة أهداف للتضييق على المواطن العربي بشكل أو بآخر.

وأخيرًا، الأخطاء يجب أن تؤخذ على محمل الجد دون تفرقة ودون كيل بمكيالين مختلفين! إمّا أن تغلق جميع المصانع على حد سواء، وإما أن تعطى فرصه لتصحيح خطأها مع التشديد الرقابة على جودة المنتجات.

عكا

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net
 

مقالات متعلقة