الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 08:02

وحدة نيو ميديا الاسرائيلية/ بقلم: د.هاني العقاد

كل العرب
نُشر: 15/08/16 10:49,  حُتلن: 15:19

د. هاني العقاد في مقاله: 

اتخذت وزارة جيش الاحتلال الاسرائيلي مؤخرًا قرارًا بالبدء بخطة اعلام موجه بالعربية للفلسطينيين والعرب في كل أنحاء الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة و الدول المجاورة وتستهدف أيضا الوجود الفلسطيني بالخارج

بدأت بالفعل مؤخرا وحدة "نيو ميديا" الاسرائيلية الجديدة بالعمل في أول مخاطبة اسرائيلية للجماهير الفلسطينية بفيديو احتلالي خبيث يخاطب فيه نتنياهو الشارع الفلسطيني والجماهير الفلسطينية ليقول لهم "أنا رئيس الحكومة الإسرائيلية اهتم برفاهيتكم اكثر من زعمائكم"

لم يعد يفيد إنتظار ما ستفعله هذه الوحدة وإنما يجب مواجهة كل تلك المحاولات الاسرائيلية لتخريب المجتمع الفلسطينيين ومسح ذاكرة الاجيال الجديدة 

اتخذت وزارة جيش الاحتلال الاسرائيلي مؤخرًا قرارًا بالبدء بخطة اعلام موجه بالعربية للفلسطينيين والعرب في كل أنحاء الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة و الدول المجاورة وتستهدف أيضا الوجود الفلسطيني بالخارج وهذه الوحدة تم إعلانها من قِبل ما يسمي منسق شؤون المناطق في الحكومة الاسرائيل "يؤاف مرخاي" الذي اعلن أن الوحدة ستضم خبراء في الإعلام المكتوب والمرئي وخبراء في شبكات التواصل الإجتماعي والاعلام الجديد على حد زعمه، والمعروف أن هذه الوحدة جاءت بناء على توصيات العديد من الخبراء الأمنين الإسرائيليين الذين يرون أن على اسرائيل بث مضامينها وتعزيز الدعاية الموجهة للمجتمع الفلسطيني خاصة من أجل مصالحها الأمنية خاصة في ظل حالة الانغلاق السياسي وعدم قبول الفلسطينيين بالتفاوض مع إسرائيل بلا أسس ولا مرجعيات ولا تنفيذ لإتفاقات وتفاهمات سابقة.

هذه الوحدة يعمل فيها عشرات الخبراء في علوم التواصل الاجتماعي واستخدام اللغة المكتوبة سواء تقارير صحفية أو مقالات والصورة وابعادها والفيديو المصور المعد بدقة على شكل رسائل وتقارير مصورة أو حتى على شكل أغنيات ونكات ساخرة من أجل محاولة بناء حوار بين اسرائيل والمواطن الفلسطيني من طرف واحد لتأليبه على القيادة الفلسطينية والفصائل على السواء والعبث في مستويات الثقة بين المواطن والقيادة التي تريدها اسرائيل لتكون في أدنى مستوياتها أو تكاد تكون معدومة، وفي المقابل تبني اسرائيل عبر تلك الوسائل والأدوات الخطيرة التي تستخدمها نوعا من الثقة بين المواطن الفلسطيني ومن تريده من الفلسطينيين الذين يقبلوا بما تمليه اسرائيل عليهم ويعملوا تحت مشورتها وتوجيهها، هنا تعتقد اسرائيل أنها تستطيع السيطرة على المجتمع الفلسطيني وتوجيهه كما تريد وحسب مخططاتها الخبيثة والتي من خلالها تصادر حلم الشعب الفلسطيني في إنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. على الرغم من تقدم اسرائيل في هذا المجال وتوظيفها لطاقات وخبرات عشرات الخبراء إلا أن الشعب الفلسطيني لن ينخدع في كلام قادة اسرائيل المعسول أو تقاريرهم أو صورهم أو احاديثهم أو تزويرهم للحقائق، إلا اننا قد لا نضمن كل أبناء الشعب الفلسطيني لأن منهم البعض الذي ينصت وينجذب بالفعل لمثل تلك التقارير والصور وحتى يعمل على نشرها جهلا منه بخطورتها.

بدأت بالفعل مؤخرا وحدة "نيو ميديا" الاسرائيلية الجديدة بالعمل في أول مخاطبة اسرائيلية للجماهير الفلسطينية بفيديو احتلالي خبيث يخاطب فيه نتنياهو الشارع الفلسطيني والجماهير الفلسطينية ليقول لهم "أنا رئيس الحكومة الإسرائيلية اهتم برفاهيتكم اكثر من زعمائكم" هذا جهد اعلامي اسرائيل مبدئي ضمن خطة الجيش الاسرائيلي لمحاولة توجيه الشارع و سرقته من انتماءاته الوطنية، الهدف خطير وماكر لا يبشر بخير بالمطلق، اسرائيل تحاول التأثير على فكر الناس في الضفة الغربية لإقناعهم بأن الاحتلال الاسرائيل أفضل من السلطة الوطنية الفلسطينية وهو من يخلق لهم فرض عمل عبر منح الالاف من تصاريح داخل اسرائيل بأجور مرتفعة، والغرض الخطير من وراء هذا العمل تنفيذ خطة اسرائيلية بعيدة المدي مدعومة بملايين الشواكل من قبل الحكومة الاسرائيلية تعمل على توجيه الفلسطينيين والتأثير عليهم نفسيا وإجتماعيا وعلى أعلى درجات الإسقاط الفكري القائم على دراسة إحتياجات الفلسطينيين التي لا يستطيع أن يوفرها أحد سوى الاحتلال وأيضا اللعب على تناقضات الموقف والوضع في المناطق الفلسطينية المحتلة.

قد تكون هذه الوحدة من أخطر وحدات جيش الاحتلال فهي باعتقادي أخطر من وحدة دفدفان وأخطر من وحدة اغلان وإغورة ريمون كوحدات للقتل والاغتيالات والعمليات السرية لأنها تعمل على التشويش على المواطن الفلسطيني بهدف زرع أفكار تبيض صفحة الاحتلال وتساعد الاحتلال على قبول الفلسطينيين للتعايش معه دون مقاومة ودون رفض، وهي أيضا خطرة لأنها قد تؤثر على الاجيال الجديدة وخاصة فئة الشباب الفئة الاكثر إرتيادًا لمواقع التواصل الاجتماعي وخاصة غير القادرين على تميز بين هذا الوطني وذاك الشبيه، وهذه الحقيقية وتلك المزورة وغير قادرين علي فهم معللات واسباب توجيه هذا اليوتيوب أو ذلك الحديث وخلفياته، وكل ما أصبح يعنيهم الخروج من نفق البطالة المخيف والقاتل لشبابهم حتى لو بتصريح لمدة شهر للعمل في اسرائيل ليحسن وضعه الإقتصادي ويضع اللبنة الأولى في طريق مستقبله دون أن يدركوا أن الاحتلال الإسرائيلي وسياسة هذا الاحتلال هي من أوصلتهم لهذا المنعطف الخطير.

لم يعد يفيد إنتظار ما ستفعله هذه الوحدة وإنما يجب مواجهة كل تلك المحاولات الاسرائيلية لتخريب المجتمع الفلسطينيين ومسح ذاكرة الاجيال الجديدة وهذا يأتي عبر مزيدا من الإهتمام بالمجتمع الفلسطيني وخاصة الشباب من قبل القيادة الفلسطينية والفصائل وهذا يعيني إدارة برامج اعلامية مواجهة لفضح كل كلمة تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي وتشخيص تلك المواقع وتنبيه الجمهور الفلسطيني منها، هذا في جانت والجزء الاخر من العمل لهذه الوحدة الموازية هي العمل على المجتمع الاسرائيلي باللغة والأسلوب الذي يناسبه من خلال تجنيد مئات بل الالاف من المتخصصين في هذا المجال ليعملوا على خطة واحدة ويتصلوا ويتواصلوا مع افراد المجتمع الاسرائيلي ويكشفوا عداء اليمين المتطرف للسلام ويثبتوا بالدلائل كم هي حكومة اسرائيل عنصرية وتمارس الابارتهايد وتشجع مستوطنيها على ذلك، هذه الوحدة الاعلامية الفلسطينية الموازية لابد وأن تعمل بتوجيه خبراء وطنيون متخصصين حقيقيون لديهم من البناء الفكري السياسي ما يكفي لتخطيط وادارة برامج مواجهة كل البرامج الاسرائيلية التي يتم رصدها وتستطيع طواقم هذه الوحدة إختيار الأساليب والادوات التي تناسب المجتمع الاسرائيلي والتجمعات الشبابية وحتى المستوطنين والمهاجرين الجدد وحتى افراد الجيش الاسرائيلي واللوبيات اليهودية بالخارج.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة