الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 12:01

ملاحظات حول مؤتمر الناصرة الثالث – آثار وتاريخ وموروث حضاري -سعيد بكارنة

كل العرب
نُشر: 12/08/16 18:03,  حُتلن: 19:10

سعيد فالح بكارنة في مقاله :

محاضرة الباحث حسين منصور فندت الادعاء القائل بأن الناصرة تحتوي على كمية قليلة من الأوقاف الإسلامية ،فقد كشف منصور عن وجود وقف إسلامي في القرن التاسع عشر إبان العهد العثماني مسجل في الوثائق الرسمية هو وقف "الشيخ ابو مدين الغوث "

اختتم في الأسبوع الماضي المؤتمر الدولي الثالث "الناصرة – آثار ،تاريخ ، وموروث حضاري" ،الذي تنظمه بلدية الناصرة بالتعاون مع جامعة حيفا كلية العلوم الإنسانية .

أشرف على تنظيم المؤتمر البروفيسور محمود يزبك والدكتور شريف شريف ، وشارك فيه عدد من الباحثين من البلاد ومن دول عديدة أثروا الحاضرين بمحاضرات قيمة في التاريخ وعلم الآثار وعلم الاجتماع .
المحاضرات التي حضرت معظمها على مدار ثلاثة أيام كانت مثرية ومفيدة وألقت الضوء على أمور هامة في تاريخ الناصرة يجهلها كثير أهل الناصرة ، وهنا أود أن أسجل الملاحظات التالية :
** الدكتور رؤف ابو جابر من الأردن الذي اعتذر عن الحضور بسبب مرضه ، أرسل محاضرة مكتوبة تحدث فيها عن العيش المشترك والعلاقات الودية التي امتاز بها سكان الناصرة مسلمين ومسيحيين . وأشار أبو جابر أن علاقة عائلته بأهل الناصرة علاقة وطيدة حيث أن أخواله نصراويون .

**محاضرة الباحث حسين منصور فندت الادعاء القائل بأن الناصرة تحتوي على كمية قليلة من الأوقاف الإسلامية ،فقد كشف منصور عن وجود وقف إسلامي في القرن التاسع عشر إبان العهد العثماني مسجل في الوثائق الرسمية هو وقف "الشيخ ابو مدين الغوث " ، كما أكد أن وقف النبي سعين كان يضم أراض تصل مساحتها إلى 213 دونما استنادا إلى الوثائق نفسها .وتحدث منصور عن سجل المحكمة الشرعية التي كان مقرها في الجامع الأبيض والمعروف بالسجل" الفاهومي " ، والذي يعتبر مرجعا هاما يوثق أحداثا تاريخية هامة في حياة سكان الناصرة والمنطقة ،حيث كان يحتكم إلى المحكمة الشرعية المسلمون والمسيحيون .

**الدكتور عادل مناع تطرق في محاضرته إلى العوامل التي ساهمت في بقاء الناصرة وعدم ترحيل أهلها كما حصل لأهالي صفد وطبريا وبيسان واللد والرملة ويافا . أشار مناع أن من هذه العوامل الكثيرة كان بعد الناصرة عن منطقة السهل الساحلي وعن حدود الدولة اليهودية بموجب قرار التقسيم ، كما أشار إلى دور رئيس بلدية الناصرة المرحوم يوسف محمد علي الفاهوم وحنكته السياسية حيث بادر مع عدد من وجهاء إلى توقيع اتفاقية سلام مع الجيش الإسرائيلي .

***البروفيسور نظام عباسي تحدث عن المناضل النصراوي حسين سالم مروة الذي يجهله الكثيرون من أبناء الناصرة ، والمناضل مروة من مواليد الحارة الشرقية وقد تأثر بخاله المناضل أبو إبراهيم الصغير من قرية اندور، فشارك في الدفاع عن الناصرة إلى أن دخلها الجيش الإسرائيلي فانسحب إلى لبنان وهناك انخرط في المقاومة إلى أن أصيب بجراح وتم اعتقاله عام 1970 أثناء قيامه بعملية عسكرية ليمكث في السجن إلى عام 1985 حيث انتقل إلى الأردن و استقر هناك إلى ان توفي عام 2013 .

***محاضرة الدكتورة لينا دلاشة تطرقت إلى انتخابات بلدية الناصرة في عهد الانتداب البريطاني .أشارت المحاضرة أن المجلس البلدي كان يتألف من 7 أعضاء ، وأن حق الانتخاب كان لدافعي الضرائب فقط .كما تطرقت إلى انتخابات عام 1946 ، واشارت ان الكتلة التي كان يرأسها يوسف الفاهوم قد فازت بأربعة مقاعد ، ولكن الكتلة الخاسرة اعترضت على النتيجة مما أدى إلى إعاقة انتخاب رئيس البلدية حتى تم الإعلان عن انتخاب يوسف الفاهوم رئيسا للبلدية بعد سنتين .

***الدكتورة كوثر جابر تحدثت عن رواية "المشوهون" التي كتبها توفيق فياض عام 1963 .تعرض الرواية للحياة الاجتماعية للطلاب القرويين الذين كانوا يأتون إلى الناصرة في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي من أجل الدراسة ، وقد عبرت الصراعات التي مرت بها الشخصيات عن جيل أصابه الإحباط واليأس نتيجة الاحتلال وقلة الفرص في العمل والنجاح .وتكشف جابر أن كاتب الرواية تعرض لمحاولة اعتداء بسبب الرواية التي اعتبرت في حينها خادشة للحياء وتتعرض لأهل الناصرة بالسوء .

***مشاركة أهل المدينة كانت حسب رأيي قليلة ، خصوصا من شريحة المعلمين والأكاديميين رغم الحملة الدعائية الكبيرة التي سبقت المؤتمر ، ورغم انعقاده في أحد الفنادق بمركز المدينة .

**رئيس بلدية الناصرة أكد أنه يطمح إلى أن يكون المؤتمر سنويا وليس كل سنتين كما خطط له من قبل .وإلى اللقاء في مؤتمر آخر .

مقالات متعلقة