الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 23:01

تركيا ومرآة الذات/ بقلم: غيداء ريناوي زعبي

كل العرب
نُشر: 01/08/16 12:53,  حُتلن: 08:00

غيداء ريناوي زعبي في مقالها: 

تشغل تركيا حيزا خاصة من الرأي العام العالمي، بل أنها أيضا تشغل مكانا أكثر خصوصية لدى العالم العربي، إن كان ذلك بفعل دورها الجيوسياسي، الاقتصادي، الحضاري السياحي وحتى الإجتماعي الذشؤي بات يتمثل في السنوات الأخيرة من خلال المسلسلات والموضة التركية

من الطبيعي لأي خطوة ثورية او انقلابية أن تترك بنا أثرا وتثير ترقبنا فتحبس أنفاسنا، حيث أننا تفاعلنا سابقا مع العديد من التغييرات السياسية العالمية الكبيرة كسقوط الاتحاد السوفييتي مثلا

ربما كان سبب الصمت هو إرث من نهج المسايرة اعتدناه في السنوات الأخيرة، أو لربما ينبع من سهولة نجدها في إدارة اختلافاتنا في وجهات النظر حينما تتعلق آراؤنا بكل ما هو خارجي إسرائيليا وعالميا

تشغل تركيا حيزا خاصة من الرأي العام العالمي، بل أنها أيضا تشغل مكانا أكثر خصوصية لدى العالم العربي، إن كان ذلك بفعل دورها الجيوسياسي، الاقتصادي، الحضاري السياحي وحتى الإجتماعي الذشؤي بات يتمثل في السنوات الأخيرة من خلال المسلسلات والموضة التركية. كما أنّه من الطبيعي لأي خطوة ثورية او انقلابية أن تترك بنا أثرا وتثير ترقبنا فتحبس أنفاسنا، حيث أننا تفاعلنا سابقا مع العديد من التغييرات السياسية العالمية الكبيرة كسقوط الاتحاد السوفييتي مثلا، أي أنني أتفهم جدّا هذا الاهتمام والترقب الذي رافق قضية الانقلاب في تركيا. حتّى انّني بدوري قد تابعت الأخبار حول الموضوع واهتممت بالإطّلاع على التحليلات المتنوعة التي رافقته.

لكنّ الغريب في الأمر حقّا، ما رأيناه من مظاهر احتفالية لفشل الانقلاب، أو حدة في النزاع الفيسبوكي ما بين المعارضين والمؤيدين لعملية الانقلاب الفاشلة، في حين يمر التراجع عن مخطط برافر مرور الكرام. لذا فإنّني أستهجن هذا الالتفاف الكبير حول القضايا العالمية بالتزامن مع انكار القضايا المحلّية الذاتية. فنجد العنف يستشري في مجتمعنا مثلا دون أي فعل جدّي رادع له، بل أنّنا بدأنا نلحظ بعض القيادات السياسية والدينية التي لم تعد تبذل أدنى جهد في محاولة إخفاء خطابها التعنيفي كردّ الشيخ كمال خطيب مثلا على مقالة الكاتب جواد بولس منذ قرابة الأسبوعين، بينما نلحظ كذلك الصمت المدوي أو في أحسن الأحوال نسمع بعض الأصوات الخجولة والخافتة.

ربما كان سبب الصمت هو إرث من نهج المسايرة اعتدناه في السنوات الأخيرة، أو لربما ينبع من سهولة نجدها في إدارة اختلافاتنا في وجهات النظر حينما تتعلق آراؤنا بكل ما هو خارجي إسرائيليا وعالميا، بينما ترافقها صعوبة في إدارة خلافاتنا الداخلية أو تحمّل مسؤولياتنا الذاتية تجاه أبناء مجتمعنا.
أعتقد أنه حريّ بنا أن نبدي صدقا أكبر مع أنفسنا، ونختار أن نواجه ذاتنا وقضايانا بحق بدل تفريغ شحناتنا وطاقاتنا على قضايا هي في غنى عن مواقفنا وتهليلاتنا. لدينا الكثير من العمل والمواقف المسؤولة التي تنتظرنا لنتّخذها ونبني.

كاتبة المقال غيداء ريناوي زعبي مديرة مركز إنجاز لدعم السلطات المحلية 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة