التوتر والقلق والخوف يخيّمون على بلدة كسيفة والمجلس يعلن الحداد لثلاثة أيام

بلدة كسيفة في النقب تفجع بوفاة جمعة العمور (50 عامًا) والشاب يوسف محمد العمور (30 عاما) في شجار بين عائلتين

الشيخ ابراهيم العمور:

هذه كارثة مزدوجة وصعبة للغاية وقوات كبيرة من الشرطة تتواجد في المكان

الشيخ كامل ريان مدير مركز أمان:

نحن على فوهة برميل من البارود وكل عمل بل قل احيانا ربّ كلمة تشعل فتنة كبيرة شاملة

أصبحنا كعداد المياه او الكهرباء نتابع الأرقام والمعطيات ولا حول لنا ولا قوّة اتمنى أن يبشرني احد الاخوه ويطمئنني أن ما حصل الليلة في كسيفة او بالامس في البعنة وجسر الزرقاء والمكر والطيبه وما إلى ذلك، ما هو الا مظاهر عابرة

شهود عيان:

الشرطة أتت الى موقع الحادث بعد ساعتين من وقوعه أي بعد أن قام وجهاء البلدة بتهدئة الخواطر

أحد المصابين:

من الصعب وصف ما حصل خلال الشجار فما اتذكره أن سيارة دهست اقرباء لنا بصورة متعمدة دون أن نتوقع هذا العمل وحتى هذه اللحظة أكاد لا استوعب ما تعرضنا له

تسود في قرية الكسيفة حالة من التوتر والقلق والخوف بعد الشجار العنيف الذي وقع في ساعات الليل بين عائلتين، وأسفر عن مصرع يوسف العمور (30 عامًا) وجمعة العمور (50 عامًا) وإصابة 15 آخرين والتي وصفت بين خطيرة ومتوسطة. وأعلن المجلس المحلي هناك عن الحداد لثلاثة أيّام متتالية وتعطيل كل المؤسسات في اعقاب حادث العنف المؤلم، مستنكرًا بشدة كل اعمال العنف التي تنجم عنها كوارث وزعزة للنسيج الاجتماعي.

وقتل المرحوم جمعة العمور بعد منتصف الليلة، بينما أقرّ الطاقم الطبي في مستشفى سوروكا اليوم الأحد، وفاة يوسف محمد العمور. هذا وقامت طواقم الاسعاف التابعة لنجمة داوود الحمراء بنقل المصابين الى مستشفى سوركا في بئر السبع، فيما هرعت قوات كبيرة من الشرطة والوحدات الخاصة الى البلدة للسيطرة على النظام والتحقيق في اسباب الشجار.  وجاء في بيان لوبا السمري صباح اليوم الأحد: "تم نقل نحو 18 شخصا الى المستشفى ويمكث 8 منهم رهينة العلاج بما يشمل اصابات خطيرة و3 متوسطة والأخرى طفيفة، كما تواصل الشرطة التحقيق بكافة التفاصيل والملابسات ذات العلاقة مع العمل للتوصل الى كافة الضالعين في الحاصل وتقديمهم للعدالة" بحسب الشرطة.

ووصل الى موقع العرب وصحيفة كل العرب بيان من المتحدثة باسم الشرطة لوبا السمري جاء فيه: "وفقا للمعلومات والتفاصيل الاولية المتوفرة تطور شجار واسع في بلدة كسيفة في النقب، منتصف الليلة الماضية، مسفرا وعلى ما يبدو عن عدد كبير من الاصابات بجراح مع هرع قوات معززة من الشرطة ومباشرتها العمل للامساك بزمام الامور كما عكفت طواقم الاسعافات الاولية والانقاذ على تحويل المصابين للعلاج الطبي في المستشفى" بحسب البيان.

وجاء لاحقا من الشرطة: "تبيّن من التحريات الاولية أن الحديث يدور حول شجار توسع بين عائلتين محليتين تخلله قيام افراد عائلة ضالعة وعلى ما يبدو بدهس افراد العائلة الثانية الضالعة، مع اصابة نحو 10 اشخاص بجراح متفاوته تمت احالتهم للعلاج في المستشفى. هذا وتواصل الشرطة العمل لاستعادة السكينة مع تنفيذ اعتقالات للضالعين ومباشرة التحقيق بكافة التفاصيل والملابسات" وفقا للبيان. وقالت السمري إن "القتيلين هما جمعة العمور (58 عامًا) ويوسف العمور (34 عامًا)".

وقال المتحدث باسم نجمة داوود الحمراء: "أنّه تم نقل 9 مصابين بجراح خطيرة الى مستشفى سوروكا بينهم ثلاثة شبان (25 عاما) و(30 عاما) وثلاثة رجال (60 عاما) و (50 عاما) و(40 عاما)". 

المرحوم جمعة العمور (50 عامًا) 

وقال الشيخ ابراهيم العمور: "هذه كارثة مزدوجة وصعبة للغاية. الآن تتواجد قوات كبيرة من الشرطة في المكان، والأهم من هذا أننا نريد إقامة جنازة الفقيدين بأسرع وقت ممكن ونريد السيطرة على الأوضاع المشحونة، ونأمل أن تقوم الشرطة باعتقال من قام بهذا العمل الخطير الذي خلق اجواء مشحونة، لا سيما اننا نعمل لتهدئة الخواطر وخاصة لدى الاجيال الشابة".

من جانبه قال احد المواطنين الذي تواجد في مكان الحادث: "الاجواء هنا غير طبيعية بتاتا، وجريمة القتل المزدوجة التي حصلت لهي من الجرائم البشعة ومن نفذها لا يمكن ان يبقى حرًّا، بل من المفروض أن يدخل السجن ويبقى وراء القضبان. لا يعقل أن تتم معالجة قضية معينة بلغة العنف والضرب والدهس واطلاق الرصاص، لقد سئمنا من هذه التصرفات التي تجلب لنا الدمار".

بدوره، قال الشيخ كامل ريان، مدير مركز أمان: "من خلال متابعتنا ومعاينتنا لما يحصل من تفكك شامل في مجتمعنا، فإن ما قرأناه هو نموذج حي وبسيط وهامشي لما تحمله الأيّام القادمة من زيادة في التمزق والشرذمة والذي وبكل أسف سيصل إلى بلدة بلدة، ولا ابالغ اذا قلت حارة حارة. نحن على فوهة برميل من البارود وكل عمل بل قل احيانا ربّ كلمة تشعل فتنة كبيرة شاملة".

وأضاف: "بكل ألم اقول إنّ كل مقومات ومتطلبات وعوامل الاشتعال متوفرة في كل بلدة وبلدة وبين الحارات بل في داخل العائلات والأسر والجميع ينظر ويتحسر على الأيام التي خلت ويتحسر لما يجري، وأصبحنا كعداد المياه او الكهرباء نتابع الأرقام والمعطيات ولا حول لنا ولا قوّة. اتمنى أن يبشرني احد الاخوه ويطمئنني أن ما حصل الليلة في كسيفة او بالامس في البعنة وجسر الزرقاء والمكر والطيبه وما إلى ذلك، ما هو الا مظاهر عابرة وأن بلدته أو حارته أو أسرته بعيدة جدًا عما حصل وفي منأى عما سيحصل".

ونوّه قائلا: "أنا هنا يا إخوة لا الوم بل اعبر عن جرأة زائدة من الذهول التي اصابتني امام عجزنا وضعفنا وهواننا امام انفسنا وجهلنا وتجاهلنا لما يحصل وانشغالنا بالصغائر نسبيا امام هذا الغول الذي يسير كالثعبان السام امام بيوتنا حتى يدخلها فينا سمهه القاتل لننتظر ما احدث من خراب ودمار فتزداد رقعة السواد على خارطتنا محتلة حيزا جديدا من مساحة البياض الناصع الذي تغنينا به فترة من الزمن".

وقال شهود عيان لموقع العرب وصحيفة كل العرب: "قبل وقوع الشجار كنا قد حذرنا من وقوع جريمة قتل واصابات بسبب الأجواء المشحونة التي سببها أشخاص بعد أن قاموا بقيادة سياراتهم بصورة متهورة شكلت خطرًا على المشاة، وتم ابلاغ الشرطة عمّا حصل لكن مع الأسف الشديد لم تعِر أي اهتمام، حتى أن الشرطة أتت الى موقع الحادث بعد ساعتين من وقوعه أي بعد أن قام وجهاء البلدة بتهدئة الخواطر".

وأضافوا: "خلال الشجار سمعنا اطلاق رصاص، وفجأة قام سائق سيارة بدهس مجموعة اشخاص من عائلة العمور وسبب لهم اصابات خطيرة التي أودت بحياة اثنين منهم، وفي تلك الاثناء بدأنا نسمع صراخًا ومشادات كلامية، اذ أن الأجواء كانت خطيرة وغير طبيعية وكان من الصعب جدًا إعادة الهدوء للبلدة".

وقال سالم ابو حامد أحد المصابين: "من الصعب وصف ما حصل خلال الشجار، فما اتذكره أن سيارة دهست اقرباء لنا بصورة متعمدة دون أن نتوقع هذا العمل، وحتى هذه اللحظة أكاد لا استوعب ما تعرضنا له".

تعقيب الشرطة
من جانبها، قالت الشرطة: "قوات الشرطة وصلت الى مكان الحادث بعد تلقي البلاغ، وشرعت في تهدئة الخواطر والتحقيق ما زال جاريًا". 

سالم ابو حامد أحد المصابين