الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 15:02

العطلة الصيفية وما ادراك ما هي/ بقلم: سهاد أبو أحمد

كل العرب
نُشر: 29/07/16 11:09,  حُتلن: 08:08

سهاد أبو أحمد في مقالها:

نسبة الاهالي التي تتمكن من التواجد مع اولادها في البيت لساعات وايام من العطلة الصيفية لا تزيد عن ال45% 

هل تعمل لجان الآباء وتعطي موافقتها اتجاه التغييرات التي يبادر لها المدراء في تغيير الزي مرة كل خمس سنوات واحيانا اقل من الفترة المحددة

ايام قليلة ويبدأ العد التنازلي بعد مرور شهر من العطلة الصيفية لابنائنا من كل الاجيال في التعليم الالزامي والثانوي .. ايام قليلة وتبدأ حركة جديدة صوب المكتبات المختلفة تمهيدا لاستقبال العام الدراسي الجديد .. وايام قليلة لتبدأ الامهات في تنفس الصعداء ان الكابوس الصيفي واشك على الانتهاء.

هي ايام تفصلنا عن العديد من الامور ... هي لحظات من السعادة التي بدورها حافظت على اولادنا ومنحتنا القوة للحفاظ عليهم من أي مكروه فيما هي ذات اللحظات التي داهمت سعادة بعض العائلات القليلة الاخرى لتقلب لحظاتها الى تعاسة تذكر في كل موسم صيفي وفي كل زيارة نحو البحر.

ماذا قدمنا لاولادنا حتى اليوم؟
امهات مجتمعنا العربي ينقسمن الى قسمين اساسيين: منهن من استمرت في العمل ومنهن من تمكنت من ان تكون في عطلة مع ابنائها وتزامن لها ان تقضي ساعات وايام برفقتهم.
ان الامهات العاملات في غالبيتهن اضطررن الى ترك اولادهن في البيت لساعات متواصلة خلال دوامهن .. ومنهن من تمكنت من الخروج الى اجازة سريعة او مرضية لتتمكن من احتضانهم لبعض من الايام .. وأخريات ممن رأين في المخيمات الصيفية مفرا آمنا ليكون فيه الاولاد بالرغم من التكاليف الباهظة الا انهن اختاروا هذا المسار ليكون فيه اولادهن.

اما الاباء فان يوم العطلة تحول الى يوم فسحة تجمع العائلة معا او يوم بيوتي تجلس العائلة فيه تتناول كل الوجبات معا. لكن ما تجدر الاشارة اليه هو التغيير في النمط السلوكي المرافق في العطلة الصيفية، حيث إن الروتين البيتي ينكسر ويتغير.. عادات النوم عند الاولاد تتغير .. ساعات اللعب. ساعات المشاهدة للتلفاز والتواجد امام الشاشات كلها تتحول الى امور اساسية نستهلكها مع اولادنا لقضاء ساعات اليوم الطويل في حين اننا نجهل وجود الكتب والقصص والمطالعة والواجب علينا تشجيع اولادنا بالتوجه اليها...

نلاحظ من خلال الابحاث الاخيرة أن العطل الصيفية بكل ما فيها من ايام لا يزال يفتقر الاولاد الى حضن الوالدين .. فنسبة الاهالي التي تتمكن من التواجد مع اولادها في البيت لساعات وايام من العطلة الصيفية لا تزيد عن ال45% بينما العائلات التي تستغل لسفر في العطلة الصيفية لقضاء ايام معا تتراح نسبتها ما بين 30-35 %
لكن ماذا مع البقية المتبقية؟

نلاحظ ان العاملين والعاملات في سلك التعليم هم الوحيدون القادرون بشكل فعلي على التواجد مع ابنائهم بنفس الوقت في البيت او التنقل معا طوال الوقت اما الشرائح الاخرى من العاملين والعاملات في المجالات المختلفة فانها تبحث عن يوم عطلة آخر غير الاسبوعية لتجتمع مع ابناء العائلة او أي سبب آخر لتتغيب عن العمل وتكون معهم.

من يتحمل مسؤولية اولادنا في اليوت من يضمن لنا سلامتهم؟ أين هي الوزارات التي تعمل على تمويل المخيمات الصيفية لتكون مجانية؟ واين هي وزارة الرفاه الاجتماعي التي من واجبها مصلحة الطفل آمنة وأمانة أن تضمن لأمّه عطلة واجازة صيفية تقضيها معه كغيرها ممن منحتهم الوزارات الاخرى هذه الفرصة الطويلة ؟؟

مع هذا فإن العد التنازلي قد بدأ ... وعلينا واجب التحضير لاستقبال العام الدراسي الجديد ... وما هي الا ايام قلائل لنقصد المحال التجارية لاقتناء الزي الموحد التي تتسارع المدارس في ادارتها لتغييره وتغيير لونه كما انها تستغل اول فرصة لها تمكنها في تغير النهاج من تغييره وهكذا لا نستفيد من الكتب.

لكن هل تعمل لجان الآباء في مدارسنا اليوم لطرح فكرة اخرى لتغيير مفهوم العطلة الصيفية وتفعيل مدارسنا ليس في مخيمات فقط لاولادنا في جيل الصف الاول والثاني ابتدائي؟؟ هل تعمل لجان الآباء وتعطي موافقتها اتجاه التغييرات التي يبادر لها المدراء في تغيير الزي مرة كل خمس سنوات واحيانا اقل من الفترة المحددة وفقا للقانون في الوزارة للتربية والتعليم؟؟ وهل نحن على اطلاع على التغيير القائم في الكتب وعدم وحدوية المنهاج في كل المدارس حيث لكل منها الاختيار في القائمة للكتب المطلوبة وكتاب يطلب في حينه الذي يبقى بابا مفتوحا حتى منتصف العام الدراسي احيانا؟

العد التنازلي قد بدأ ... وعلينا أن نصحو من الغفوة وأن نعد العدة صوب عام دراسي جديد ... علينا أن نبادر الى المطالعة ليس فقط الى الترفيه وواجب علينا البحث عن أطر تربوية تثقيفية لاولادنا ... لا مراعي من الغبار والشمس.. وبريق الماء الذي يتعكر في برك السباحة وهكذا نعتقد اننا وفرنا لابنائنا الفرصة ليكونوا في مخيم صيفي.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة