سجنتُ كلماتي وحاصرتها
إبتلعت حروفي وخبأتها
حتى أناتي ما نطقتها
أومأ إلي حاضري فما تبعتهُ
وفي حجرات ماضيَ كبلتهُ
تبّرم القلم من كلماته
وقلبي جوى من رناته
صارت حياتي كالجاثوم
وتكلل دربي بالجون
فما لديّ حاضراً أحياه
وما لديّ مستقبلاً أتمناه
*-*-*
قتلوا البغاة أقراني
فأبنتهم وودعتهم
سالت بنات عيني
إحترق الفؤاد وانكوى
كيف لي أن أنسى؟
كيف أنسى أترابي واربابي
كيف للقلب أن يتحرر من اشباح الماضي؟
صار الكلام مبتذل, والقلب أصابهُ ملل
*-*-*
أنا صوت طفلٍ علا
جاحَ وناحَ ودوى
صُرع أهلي وسكنوا الثراب
صرتُ يتيماً, جائعاً, أحيا كالأغراب
نُهبت مني طفولتي
ضاعت براءة بسمتي
رحلوا من كانوا بلسمي
هجروني أحبتي
*-*-*
أنا طفل أحيا بين أمة
تغضب لرؤية إمرأة بلا لباس محتشم
ولا يجزعون لرؤيتي بلا حذاء
ولا يهمهم وجعي بلا كساء
بلا دواء وغذاء
فدموعي لا يرثوا لها
وأناة صدري لا يسمعونها
*-*-*
أنا أحيا بين أمة
البطش والنهب والقتل مواهبها
اما تشردي فلا يلاحظونه
وصرخاتي لا تحرك قلوبهم
أنا أحيا بين أمة
طمست الحقائق
الدجال فيها ملك
والقاتل فيها زعيم
*-*-*
أنا أحيا بين أمة
يدعون أنهم خلفاء الله
موكلي الله على الارض
يظنون أنهم الأشرف والأسمى بين الخلق
إستلوا سيوفهم بإسم الله
ورفعوا رايات حربهم بإسم الله
أطاحوا بالأبرياء بإسم الله
قطعوا نسلنا بإسم الله
إغتصبوا وسرقوا ونهبوا بإسم الله
دمروا حضارات بإسم الله
وما بين الشقاء وصراع البقاء
ما بين تشريع القتل والذبح,
الاغتصاب والانتهاك
على يدي آلهة الارض
*-*-*
فصعدت الى الجبل المقدس أراقب الاودية الممتلئه دم
وأسمع وجع الإمرأة, والكهل, والأم والأب
وأصغي الى نوحهم
فسمعت صوتاً أعظم ورأيت نوراً بهي
ومحبة طوتني في أعماقها
فعرفت أن الله إله محبة وليس إله حرب كما صوروهُ ألهة الأرض

الرامة

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net