لأنه يداعب أوتارها فتصدر أعذب الأصوات التي تنعش الروح والنّفس، وإصرارًا على عدم بقاء العازف وحيدًا دون آلته، رفض الفنان الشّاب، الحيفاوي هشام خوري، البالغ من العمر 25 ربيعًا، الرّضوخ لأوامر شركة إل عال الإسرائيليّة، القاضية بمنعه من السّفر برفقة الكمان. وفي التفاصيل، روى هشام خوري الحادثة، لموقع العرب وصحيفة كل العرب بقوله: "توجّت إلى المطار قبل ساعتين من موعد الإقلاع، للعودة من برلين إلى البلاد، يوم السّابع من شهر تمّوز الجاري، حيث توقعت مسبقًا بأنّني سأتعرّض للمضايقة، لكوني عربيًا، ليس إلّا، وما أن وصلت حتّى بدأوا يطرحون عليّ السؤال تلوَ الآخر، ومنها أسئلة خاصّة وشخصيّة لا شأن لهم فيها، فأرادوا الإستفسار عن أسباب زيارتي وكيف أموّل نفسي وكيف أعيش، وما أن زاد الأمر عن حدّه حتّى رفضت الإجابة على أسئلة لا علاقة لها بالأمن وكانت أشبه بالوقاحة".
 

هشام خوري رفض السّفر في إل عال دون الكمان

وتابع: "خضعت للإستجواب لنحو 45 دقيقة، وبعدها توجّه إليّ ضابط كبير مسؤول عن الأمن وقال لي: "إذا لم تتجاوب معنا لن تصعد على متن الطائرة"، فقلت له: "ها أنا أجيب على كافّة أسئلتكم منذ 45 دقيقة"، فقالوا لي: "الحل الوحيد للصعود للطائرة هو دون الكمان ودون حقيبة اليد"، وما أن استفسرت عن السّبب حتّى قالوا لي: "أمني"، وعندها قلت لهم: "أنتم تقصدون لأنني عربي فهذه معاملة مذلة وفاشيّة، وسأتخذ بعض الخطوات ضدّكم، ولن أقبل بالذل، ولن أصعد الطائرة إلا مع الكمان والحقيبة". وتساءل خوري "ما هو السّبب الأمني الذي يمنع عازفًا من اصطحاب آلته معه على متن الطائرة وأيّ تهديد أمني تشكّل الكمان؟".

واستدرك قائلًا: "رفضت الخضوع ولم أسافر في طائرتهم التي أقلعت في السّاعة 11:00، وحجزت في طائرة أخرى في مطار آخر السّاعة 18:00 إلا أنها لم تقلع لسوء الحظ، وبقيت حتّى السّاعة 22:30 بانتظار طائرة أخرى".

ويؤكّد الفنّان الواعد الذي تخرّج من مدرسة راهبات الناصرة في حيفا، وحاصل على اللقبين الأول والثاني في مجال الموسيقى والكمان، من جامعة تل أبيب أنّ "ما حصل يعكس ما يتعرض له العرب في البلاد، وأنه ليس مستعدًا لتلقي هذه المعاملة، وقرر إيصال هذا الصوت إلى وسائل الإعلام، وأنّه يقوم باستشارة عدّة جهات لفحص الخطوات القانونية، ويرجّح تقديم شكوى عن طريق محامٍ".

ولفت خوري الذي يستكمل تعليمه في إحدى جامعات برلين للحصول على دبلوم في العزف، إلى أن "هذه الحادثة هي دليل إضافي على الإضطهاد والعنصرية التي يعاني منها المواطنون العرب في الدولة، وعلينا رفضها وإسماع صوتنا للجمهورين العربي واليهودي ليكونوا واعين لهذه القضية، حول معاناة المواطن العربي في هذه البلاد، والتي لا تقتصر على شركة إل عال، فنحن نعاني الأمرّين في المطار الإسرائيلي أيضًا".

ويأمل عازف الكمان هشام خوري، الذي يستعد للمشاركة في مهرجانات وكونسيرتات في الأرجنتين وأوروبا في الفترة المقبلة، "ألّا تتكرّر هذه الحادثة وأن تمر رحلاته على خير دون أحداث استثنائيّة"، مؤكّدًا على "التمييز الصارخ بحق كل ما هو عربي، وأن هذه الحادثة لما حدثت لو كان ببساطة، يهوديًا".
 

من جهتها، عقّبت عنات فريدمان، من مكتب رهاف تكشورت، المنسق الإعلامي لشركة إل عال، بعد توجه موقع العرب وصحيفة كل العرب، مكتفية بالقول: "تم التعامل مع المسافر وفقًا للمعايير والتعليمات الصادرة عن الجهات المسؤولة". وأضافت: "وغير ذلك، لن نتمكن من التطرق الى شؤون تتعلق بالأمن العام" بحسب الرد.