الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 09:02

مبروك لديرحنا وعرابة/ بقلم: عوض حمود

كل العرب
نُشر: 04/07/16 15:05,  حُتلن: 15:06

عوض حمود في مقاله:

طالب الطب يحتاج الكثير من الاموال تتراوح بين ستين الى سبعين الف شاقل سنويا

عندما تتوفر كل هذه الاحتياجات الخاصة للطالب وهذا الدعم الكبير فهذا يعطيه اساسا متينا وجيدا لنجاحه وتحصيله الدراسي

علينا أن نعطي كل امكانيات الفرص لأبنائنا وبناتنا واحفادنا لتلقي العلم وذلك بهدف خلق مجتمع حضاري مثقف يسير جنبا الى جانب ككل الشعوب الراقية المتطورة

نعم 48 متخرجا بمهنة الطب في مدينة عرابة حديثة اللقب، و11 متخرجا ايضا بمجال الطب في ديرحنا. فأهلا بعودتكم الموفقة بين الاهل والاصدقاء فلكم كل الحب والتقدير وحسن الثناء ونحن في ديرحنا فخورون بهذا الكنز الثمين الذي اضيف لهذين البلدين.

تخرج 11 طالبا وطالبة في مجال الطب بفترة واحدة، نعم، هذا يعتبر انجازا تاريخيا في حياة ديرحنا ونحن بكل صدق لم نكن نعتاد عليه فيما مضى أن هذا النجاح وهذا التحصيل بهذا العدد الكبير يعتبر فخرا عظيما بارزا بحياة القرية ككل وحدثا هاما جدا على صعيد القرية وخاصا بهذا العدد الكبير من التحصيل العلمي الرفيع وأن هذا الدليل قاطع وثابت على أن ابناءنا يستطيعون خوض غمار العلم والنجاح، وانهم بدأوا السير نحو العلى بالعلم والتعلم وخاصة لبلوغ مثل هذه الاعداد المباركة وبالطبع هذا لا ينسينا ذكر دور الأهل الأساسي المشجع والمحفز لأبنائهم لخوض غمار هذا المعترك العلمي الطويل في الدراسة ووصول الابن لقمة النجاح والى ما يتطلع ويصبوا الى تحقيقه من أمنيات حياته التعليمية.

إن نجاح الطالب لا يأتي من فراغ بل يعتمد بالدرجة الاولى على الطالب نفسه واجتهاداته الذاتية وطموحات النجاح الذي يسعى للوصول اليه وطبعا هناك الدور المشجع للوالدين في اعداد وبناء الأسرة المتعلمة المثقفة، وفيما بعد بناء مجتمع حضاري أسوة ببقية الشعوب المتطورة وأن هذا هو مشروع بحد ذاته وأن يبدأ الأهل في بداية تكوين الأسرة سنوات طويلة من الجهد والعمل والنشاط بتحضير الميزانيات والمصاريف على اختلافها التي يحتاجها الابناء لصرفها على التعليم العالي على المستويين اذا كان هذا داخل البلاد او خارجها وأن طالب الطب يحتاج الكثير من الاموال تتراوح بين ستين الى سبعين الف شاقل سنويا هكذا روي لي من اصحاب ذات الشأن وهذا على مدار ست سنوات من دراسة الطالب أنّ هذا المبلغ كبير جدا لمن هم محدودو الدخل وأن هناك مثالا يحتذى بأن أحد الآباء له ثلاث ابناء يدرسون الطب خارج البلاد وهو السيد محمود مصطفى خطيب وقسم منهم عاد من ضمن المتخرجين الـ11.

انا شخصيا كاتب هذه السطور كان لي طالبين في الجامعات بالداخل، طالبة في جامعة بن جوريون والثاني في التخنيون في حيفا، لذلك اعرف عن هذا المسار وكم يبذل الأهل الجهود لتأمين احتياجات الطالب المختلفة من مسكن وملبس ومأكل الى آخر المطالب التي تراوده. فعندما تتوفر كل هذه الاحتياجات الخاصة للطالب وهذا الدعم الكبير فهذا يعطيه اساسا متينا وجيدا لنجاحه وتحصيله الدراسي. إن هذا ليس بخفي على احد وخاصة لمن مر عبر هذه الجسور وهذا الصرح الكبير، إذ كم يحتاج الطالب من البذل والعطاء ولحسن الحظ باننا ما زلنا على نفس النهج والقناعات رغم كبر السن. فعلينا أن نعطي كل امكانيات الفرص لأبنائنا وبناتنا واحفادنا لتلقي العلم وذلك بهدف خلق مجتمع حضاري مثقف يسير جنبا الى جانب ككل الشعوب الراقية المتطورة ونحن لسنا اقل حظا من سوانا تحت قبه السماء. إنني اعتز بحفيد لي يدرس مجال الطب في رومانيا سنة رابعة واسمه صالح يوسف عاصلة وأتمنى له النجاح.

أعتبر أن تخرج 11 طالبا من ديرحنا في مجال الطب مرة واحدة هو مفاجأة ايجابية ومكسبا جماعيا لا ريب في ذلك، واننا في ديرحنا لم نكن نعتاد فيما مضى على مثل هذا العدد المبارك. إن هذا الامر يعد سابقة ومحفزا حسنا للآخرين من شباب وشابات ديرحنا وانني اقولها بكل صدق وامانه واعتزاز مباركا للأهل اولا ولديرحنا جميعا.

بإنجازكم هذا رفعتم من شأن هذه البلدة وسيرتها العلمية الرفيعة ولحقتم بمن سبقوكم على هذا الطريق من ابناء ديرحنا منذ سنوات مضت فمثلا طيب الذكر البروفيسور سامي حسن ابو كريم وله شهرة عالمية وقد تخرج في الجامعة الالمانية. والبروفيسور حسام حايك ابن المربي جهاد حايك ويتمتع ايضا بشهرة عالمية بعدة مجالات كيماوية ويلقب بالعالم الصغير. إن هذه الكوكبة من الاطباء القدامى والجدد اصبحوا الايقونة الذهبية التي تزين ديرحنا على سواء.

ان الكلمات مهما عظمت ومهما كبر التبجيل والتكريم والترحيب، تبقى عاجزة عن الايفاء بالقدر الذي يليق ويستحق هذا الحدث المهيب المشرف لنا جميعا في تخرج هذا العدد المبارك في مجال الطب. الواقع انهم 12 متخرجا. وهنا لا بد من ذكر الطالب المرحوم مجدي خالد خطيب الذي تعلم في رومانيا، إذ ولسوء الحظ والساعة لم يحالفه حظ المشاركة في هذا الاحتفال وقضي في حادث عمل مؤسف هنا في البلاد وندعو له بالرحمة ولذويه طول البقاء.

ولا بد من المباركة الى عرابة التي تخرج منها عدد كبير من طلاب الطب وعددهم ثلاثة وثلاثين طالبا بالفوج الأخير. وأقدم اطيب التهاني والتبريكات على هذا التحصيل الرائع وألف مبروك لاهالي عرابة وديرحنا جميعا على هذا الانجاز المبارك والى الامام الى المزيد من هذا التحصيل الذي يرفع من مكانة شعبنا عامة. وكل عام وانتم بألف خير.

ديرحنا

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة