الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 09:01

بادرة عبد القادر من الطيبة تفوز بلقب المعلمة المتميزة: عطاء المعلمين العرب لا حدود له

منى عرموش- مراسلة
نُشر: 19/06/16 16:27,  حُتلن: 23:48

المربية بادرة عبد القادر في حديث لموقع العرب:

 ركزت على مشروع الذي يكمن في مساعدة احد الطلاب الذي كان يعاني من مشاكل الإصغاء والتركيز والغياب، وخلال العام الدراسي نجحت والحمد لله بتغيير الطالب إلى الأفضل حتى أصبح يحب حصص الرياضيات وجميع الدروس الأخرى

هذا فخر كبير لي ولعملي، حتى عندما وقفت على منصة الاحتفال انتابني شعور جميل كوني انا المعلمة العربية الوحيدة التي حازت على هذا اللقب

تفاجأت في صباح اليوم التالي أي بعد الحفل، بطلاب وطالبات صفي وهم ينتظرونني بكل حماس كي يقدموا لي التهاني، وقد تلقيت العديد من الرسائل المشجعة من قبل الأهالي

حازت المربية بادرة عبد القادر من سكان مدينة الطيبة والتي تدرس في المدرسة الابتدائية عمر بن الخطاب، على لقب "المعلمة المتميزة" لعام 2016 على مستوى الدولة، وتساءل الكثير من رجال تربية وتعليم وأهال عن المشوار الذي شقته ونجم عنه إنجاز يحمل في طياته رسالة هادفة وصادقة، من شأنها أن تخدم المسيرة التربوية ورفع التحصيل العلمي.

يذكر أنّ المربية عبد القادر هي معلمة لموضوع الرياضيات، وقد أثبتت جدارتها وقدراتها وكفاءاتها العالية في أداء رسالتها التعليمية، وهي معروفة بنشاطها ومثابرتها واهتمامها وتضحيتها المستمرة من أجل طلابها وطالباتها لتحقيق الأهداف المنشودة، بدون كلل أو ملل، ودائما لديها أفكار تعليمية وتربوية حديثة، وتبذل مجهودا كبيرا لتفعيل الطلاب والطالبات وتشجيعهم على مدار السنة الدراسية، وقد نجحت بخلق مناخ تعليمي الذي كان له انعكاسات ايجابية وسامية. كما وشاركت المربية بادرة في مسابقة المسار العام ومسار العلوم، التي بادرت اليها شركة "طيبع"، وقد تمكن ثمانية معلمون/ات، من الوصول الى المرحلة النهائية، وبرزت من بينهم المعلمة بادرة عبد القادر، كما أنّ مديرة المدرسة المربية فتحية مصاروة وضعت خطة وبرنامج عمل واسع للنهوض بالتربية والتعليم والرقي بها.


المربية بادرة عبد القادر 

موقع العرب وصحيفة كل العرب التقى المربية بادرة عبد القادر وكان لنا معها هذا اللقاء الخاص.

العرب: نبارك لك على هذا الانجاز، ونود أن نسمع منك كيف تمّ اختيارك لهذا اللقب؟
بادرة عبد القادر: في البداية تقدمت لمسابقة "المعلم المتميز" على مستوى الدولة، وذلك من خلال توصيات من الاهل والمعلمين ومديري المدارس، علمًا أنّه تقدّم لهذه المسابقة أكثر من 3000 معلم ومعلمة، وكل واحد من المشاركين اخذ على نفسه تقديم قصة نجاح، وأنا شخصيا ركزت على مشروع الذي يكمن في مساعدة احد الطلاب الذي كان يعاني من مشاكل الإصغاء والتركيز والغياب، وخلال العام الدراسي نجحت والحمد لله بتغيير الطالب إلى الأفضل حتى أصبح يحب حصص الرياضيات وجميع الدروس الأخرى.

العرب: كيف استطعت أن تحولي هذا الطالب الذي واجه بعض الصعوبات الى طالب مجتهد؟
بادرة عبد القادر: بشكل عام من المفروض أن تكون هنالك حلقة تواصل بين الأهل والمعلم بهدف التعاون المشترك، فقد كنت ادمج حياة الطالب التي يعيشها في البيت مع حصص الرياضيات، فعائلة الطالب لديها حظيرة للأغنام والخيول، وطفلهم كان مندمجا وبشكل كبير مع هذه الأجواء، فدائما كنت اطلب منه بجمع معلومات جديدة عن المواشي والخيول ومواضيع أخرى، وفي كل يوم كان ينتظر الحصة كي يجيب على المواد التحضيرية، وهذا ما جعله يندمج في التعليم بصورة تدريجية وأصبح لديه قفزة نوعية التي رفعت من مستوى تحصيله تماما مثله مثل أي طالب أخر.

العرب: كيف كان شعور الطلبة وطاقم الهيئة التدريسية بعد أن شاهدوا هذا التغيير؟
بادرة عبد القادر: زملاؤه في الصف ساعدوني في إتمام هذا المشروع، وطوال الوقت كانوا يشجعونه، ولم يتذمروا بسبب أنني كنت أركز على الطالب وأشجعه أكثر من الآخرين من اجل مصلحته، كما أن المعلمين لمسوا هذا التغيير. ولو تحدثنا عن ادارة المدرسة فهي كانت تتلقى باستمرار شكاوى عن هذا الطالب، لكن في الفترة الأخيرة الشكاوى توقفت والجميع يشعرون بهذا الانقلاب بما فيهم عائلة الطالب، حتى أننا كنا نتصل بالعائلة ونعلمهم بأن ابنهم أصبح يتصرف بصورة سليمة، وهذا بطبيعة الحال ينمي لديهم حب العطاء والتغيير.

العرب: كيف كان شعورك عندما ذكروا اسمك بانك من الفائزات؟
بادرة عبد القادر:
شعور بالفرح الذي لا يمكن وصفه بالكلمات، فهذا فخر كبير لي ولعملي، حتى عندما وقفت على منصة الاحتفال انتابني شعور جميل كوني انا المعلمة العربية الوحيدة التي حازت على هذا اللقب، ناهيك بعن أنّ الحفل كان بمشاركة رئيس الدولة ووزير المعارف ومنظمة المعلمين وشخصيات اخرى معروفة. اتمنى أن يحصل كل معلمة على هذا اللقب وألقاب اخرى، فالحمد لله لا ينقصنا طواقم تعليمية ناجحة ومتفوقة من المجتمع العربي.

العرب: هل كنت تتوقعين هذا الفوز؟
بادرة عبد القادر: توقعاتي كانت عالية جدًا منذ بداية المشوار، ففي كل مرحلة من مراحل المسابقة كنت اشعر بالارتياح، وقد لمست بأنني ساكون من بين الفائزين في هذا اللقب، والحمد لله أنّ هذا الحلم قد تحقق بعد جهد كبير.

العرب: كيف تقيّمين التعليم في المجتمع العربي؟
بادرة عبد القادر: مجتمعنا العربي فيه الكثير من المعلمين والمعلمات المتميزين الذين يتحلون بقدرات عالية وعطاء بلا حدود، لكن ينقصنا بعض الاستكمالات والإرشادات داخل المدرسة، والتي من المفروض أن يوفرها لنا المسؤولون في وزارة المعارف، لدعم قافلة التعليم.

العرب: كيف تنظر إليك الهيئة التدريسية والطلبة في المدرسة؟
بادرة عبد القادر: جميعهم أشاروا بأنني استحق هذه الجائزة، وذلك من منطلق إيمانهم وثقتهم الكبيرة في عملي ومسيرتي الذي لمسوه من خلال مشوار عملنا سوية، وأتمنى ان يحصل كل معلم على جوائز من هذا القبيل، كما أنني تفاجأت في صباح اليوم التالي أي بعد الحفل، بطلاب وطالبات صفي وهم ينتظرونني بكل حماس كي يقدموا لي التهاني، وقد تلقيت العديد من الرسائل المشجعة من قبل الأهالي. في الحقيقة افخر في هذه الأجواء التي وفرت لي دعما معنويا مميزا.

العرب: ما هي رسالتك الأخيرة؟
بادرة عبد القادر: تقع على عاتقنا نحن المعلمون تربية جيل جديد يتحمل المسؤولية، والذي سيكون امتدادًا لنا في المستقبل، وأدعم كل المعلمين والمعلمات لعطائهم وأشجعهم على التقدم لمثل هذه المسابقات، وأن يضعوا امامهم الثقة بالنفس حتى يتقدموا في المسيرة التعليمة على كافة الأصعدة. 


عبد القادر والعائلة بعد تكريمها باللقب

مقالات متعلقة