الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 12:01

الإذاعي وسيم خوري: تكنولوجيا الإتصالات إحتلتنا بشكل مباغت فتعاملنا معها بعشوائية وفوضى

كتبت: مرفت أشقر-
نُشر: 13/06/16 13:53,  حُتلن: 13:56

الإذاعي وسيم خوري: 

الإحصائيّات الأخيرة تشير إلى أن 70% من طرق تواصلنا مع بعضنا البعض باتت إلكترونية

افتقدنا التاتش بين بعضنا البعض وبتنا نعبّر من خلال أيقونات وها نحن نتحول مع الوقت إلى روبوتات

علينا أن نصاحب أبناءنا فيسبوكيا علّنا نخلق جيلا مثقفا أكثر يتعامل مع تطورات العصر بصورة إيجابية

العديد من العائلات هدمت بسبب إستعمال خاطىء وغير مسؤول وانعدام الثقافة الإلكترونية وثقافة التعامل مع العامل الإلكتروني

كل شخص يمتلك هاتفًا ذكيًا يحتوي بطبيعة الحال على كاميرا أصبح "صحفيًا" لدرجة أن هذه الآلية أو تكنولوجيا الاتصالات اختزلت من قوّة الإعلام التقليدي

الشركات تمتلك الميزات والتكنولوجيا التي ستبيعنا إيّاها بعد عشر سنوات وهنا تتجلّى نظرية الحتمية التكنولوجية في أبهى حالاتها فالشركات لا تتوقف ونحن نسير خلفها كما القطيع

ليدي- "التكنولوجيا تمكّن الناس من السيطرة على كل شيء، ما عدا التكنولوجيا"، وإيمانًا بهذه المقولة لجون تيودور، احتفل برنامج ستاتوس الذي يقدّمه الإذاعي وسيم خوري من المغار، خلال شهر شباط، بمرور عامين على إنطلاقه، حيث يذاع كل ثلاثاء وأربعاء بين الساعات 13:30-14:30 عبر راديو صوت إسرائيل باللغة العربية، ويعتبر برنامجًا فريدًا من نوعه والأوّل في الوسط العربي لكونه يعمل وفقا لثلاثة محاور، الأول: رصد أبرز الأحداث والتفاعلات على الشبكات الاجتماعية على مستوى العالم العربي والوسط العربي، الثاني: التحليل الاجتماعي والنفسي لبحث انعكاسات ونتائج استخدام هذه الوسائل والإنغماس في العالم التقني بكافة مناحي الحياة، والثالث: الهايتك، والأخبار التقنية الحديثة، إلى جانب زاوية هايتك التي تتعلق بكل المبادرات في الوسط العربي، وتعطي منصة لكل الطاقات الشبابية من حيث الأفكار والتطبيقات وما إلى ذلك".


وسيم خوري 

ويؤكّد الزميل الإذاعي وسيم خوري الذي يعمل في الإذاعة منذ عشر سنوات، انطلاقًا من الإنتاج ومن ثمّ في إعداد وتقديم البرامج، أنّ "الهدف الأساسي من وراء البرنامج هو تغطية كافة المجالات ،خصوصًا وأن هذا الموضوع أصبح مشتعلًا على الساحة لا سيما وأن الإحصائيّات الأخيرة تشير إلى أن 70% من طرق تواصلنا مع بعضنا البعض، باتت إلكترونية".

ويقول الإذاعي وسيم خوري الحاصل على اللقب الأوّل في الإعلام من كلية عيمق يزراعيل، عن فكرة البرنامج: "ولدت الفكرة من منطلق وجودنا في اذاعة تغطي كافة الأمور ومجالات الحياة التي تهم المستمع، ومنها البرامج الاجتماعية والاقتصادية، والأمور الآنية على الساحة السياسية، وبما أن التكنولوجيا اخترقت حياتنا، سواء بإرادتنا أو بغير إرادتنا ومن حيث لا ندري، واخترقت جيوبنا، وشكلت لنا عالمًا افتراضيًا، بات من المهم تسليط الضوء على بعض الظواهر التي تحدث في العالم، لنحاول من خلال هذا البرنامج رفع الوعي بهذا الخصوص، مع إستضافة ضيوف مختصين من شتى المجالات، ومنهم عاملون اجتماعيون ، اختصاصيون نفسيون ، تقنيون ، صحفيون ، مع العمل على رفع الوعي التقني".

وتابع خوري قائلًا ردًا على أسئلتنا: "البرنامج يسلط الضوء على قضايا تتعلق بتأثير الميديا الحديثة والتكنولوجيا، على مناحي حياتنا المختلفة، سواء النفسي مثل تعلقنا بالأجهزة، إذ بتنا نتحدث من خلال الأجهزة، بعد قطع أواصر التواصل الأسري، وتفكك العائلة، أو الجانب الاجتماعي، إذ تغيّر مفهوم الصداقة، بعد خلق مصطلحات جديدة، مثل صديق على الفيسبوك، والناحية الاقتصاديّة، حيث عملت التكنولوجيا على اختراق حياتنا، وأصبح نبأ حول جهاز غالاكسي إس 7، يحتل العناوين في الأخبار أسوةً بأي خبر سياسي أو غيره، بعد أن فرض نفسه على أجندتنا حتى من خلال الأخبار. هذا بالإضافة إلى المجال الثقافي، لنفحص إلى أي درجة أثرت هذه الآليات علينا، وهل بتنا نعيش في ثقافة تكنولوجية جديدة، وولّ عهد الكتاب، وتحولت لمسة الورقة إلى تاتش في الآيباد والآيفون؟ افتقدنا التاتش بين بعضنا البعض، وبتنا نعبّر من خلال أيقونات، وها نحن نتحول مع الوقت إلى روبوتات".

ولفت الإذاعي وسيم خوري إلى أن "من أهم الأمور التي يتداولها البرنامج، هي قضية الرأي وحرية التعبير عن الرأي، إذ أتاحت لنا مواقع التواصل منبرًا لحرية التعبير والتحدث إلى من نشاء في الوقت الذي نريد، وهذه الثورة في عالم تكنولوجيا الإتصالات إحتلتنا بشكل مباغت، ولذلك نتعامل معها بعشوائية وفوضى، فقد ألغت الحدود ما بين المسموح والممنوع، وطرحت تساؤلات جديدة حول حرية الرأي، والأمثلة على ذلك متعددة جدًا، إذ قام الكثيرون بالقذف والتشهير، ولم تعد أخلاقيات الصحافة مقتصرة على الصحفيين، بل باتت هناك حاجة لفرض أخلاقيات صحفية على مستخدمي الفيسبوك أيضًا، كون كل شخص يمتلك حسابًا وهاتفًا ذكيًا يحتوي بطبيعة الحال على كاميرا، أصبح "صحفيًا"، لدرجة أن هذه الآلية أو تكنولوجيا الاتصالات، اختزلت من قوّة الإعلام التقليدي".



ونوّه إلى أنّ "الفضائح تعم العالم العربي ككل والمجتمع العربي في البلاد، من حيث نشر وتناقل الصور الحميمية والجنسية والأفلام وغيرها. فهل جعلتنا هذه الأجهزة الذكية أغبياء، وهل تفوقت علينا؟ وهنا نشير إلى أن كل موضوع فضائح الأفلام والابتزاز والملاحقة الجنسية والبيدوفيليا، تجعلنا نحتاج إلى رفع الوعي بهذا الموضوع، ونحن على تواصل مستمر مع جمعية الانترنت الإسرائيلية خصوصا وأن العديد من العائلات هدمت بسبب إستعمال خاطىء وغير مسؤول وانعدام الثقافة الإلكترونية، وثقافة التعامل مع العامل الإلكتروني".
وقال خوري: "هذه الشركات العملاقة المنتجة تعمل على إضافة ميزة واحدة أو أكثر في كلّ عام، تضيفها لنفس الجهاز الذي باعتنا إيّاه في العام السابق، لتثير لدينا الرغبة في شرائه، ولكن كونوا على يقين أن هذه الشركات تمتلك الميزات والتكنولوجيا التي ستبيعنا إيّاها بعد عشر سنوات. وهنا تتجلّى نظرية الحتمية التكنولوجية في أبهى حالاتها، فالشركات لا تتوقف، ونحن نسير خلفها كما القطيع، هل نحن مستَخدِمون للتكنولوجيا أم مستَخدَمون للتكنولوجيا؟ يدغدغون رغبتنا لشراء الجهاز الجديد، ولديهم علماء نفس تسويقيين، ممن يجيدون كيفية دفعنا لشراء الجهاز الجديد، وسط تجارة الأدوار، إذ يتسابق الجمهور حول من قام أوّلًا بشراء الجهاز".

وتساءل مقدم برامج الميديا الحديثة، "إن كنّا افتقدنا الخصوصية، وهل باتت هذه الأجهزة والمسؤولون عنها يجمعون كل المعلومات عنّا في السحاب؟ من هم هؤلاء الأشخاص الذين يعرفون كل شيء عنا ونسلمهم أكثر المعلومات خصوصية عنا لمن لا نعرفه؟"، واستدرك بالقول: "في كل مكان نشغّل به الملاح أو الـ جي بي إس، يعرفون أين نحن، ومع هذا، في بعض الحالات نعطي معلومات لشركات، تمامًا كما يحصل في تجارة اللايك التي خلقت عالما من تجارة المعلومات بقيمة 50 مليار دولار سنويًا، وتجارة اللايك معناها أنّ كل نقرة على لايك، تعمل هذه الشركات على تحويلها إلى معلومات ومؤشرات لأنماطنا الحياتية وذلك من خلال خوارزمية جمع وتحليل المعلومات، فعلى سبيل المثال، الفيسبوك يعرف ماذا أحب، وأي نوع من الموسيقى أفضّل، ومن هم الأشخاص الذين أحب أن أتعامل معهم، ونوع السيارة التي أمتلكها، ومع أي صور وأي أشخاص أتفاعل، ويجيد نوعية الأكل الذي أرغب بتناوله عندما أنشر صورة للطعام، وما هي أكثر الأمور التي أكتب حولها على الفيسبوك، إن كانت فنيّة أو تكنولوجيّة أو وطنيّة وغيرها، فمن خلال طريقة تفاعلنا على الفيسبوك باتت الشركة تعرف بمحض إرادتنا كل الأشياء عنّا، وأصبحت هي الأخ الأكبر الذي يراقبنا في كل الأمور".

وتابع: "ونحن نتحدث عن فقدان الخصوصية، لا نستطيع عدم التطرق إلى الأستاذ غوغل الذي بات مرجعيتنا في كل أمور حياتنا، وبات يعتبر مؤشرًا حول تفضيل الثقافات، إذ يعرف الكلمات التي تبحث عنها المجتمعات، من خلال تقريره الفضائحي السنوي الذي يعكس ما نفكر به وما هو سلم اهتماماتنا، حيث تبيّن خلال الإحصائيّات أنّ أكثر كلمات البحث في العالم العربي كانت: هيفاء وهبي، فيلم جنس، مسلسلات رمضان، وغيرها.. أمّا في الصين، فكانت كلمة البحث الأولى: أكبر بنك في الصين، والكلمة التالية كانت أسهم".
وختم الإذاعي وسيم خوري حديثه قائلًا: "برأيي علينا أن نخصص الاهتمام لهذا الموضوع حتى في الأطر التعليمية والأكاديمية لأن له واقعًا على حياتنا لا يقل أهمية عن مجالات الحياة الأخرى على أنواعها، ولا بد من تثقيف الأهل إلكترونيًا لكيفية التعامل مع الميديا الحديثة ويتخلّوا عن "السيند والإند"، ومن هنا علينا أن نصاحب أبناءنا فيسبوكيا علّنا نخلق جيلا مثقفا أكثر، يتعامل مع تطورات العصر بصورة إيجابية، كونها ذات حدين والسؤال ما هو الحد الذي نريده من هذه التكنولوجيا؟".

مقالات متعلقة