الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 23:02

وَفُضّت بِكارتها/ بقلم: ابراهيم حسن قِيّم

كل العرب
نُشر: 20/05/16 18:38,  حُتلن: 07:11

ابراهيم حسن قِيّم في مقاله:

سَأتطرق الى النواة المركزية التي تُعدّ المُحرك الرئيسي لمَنظومة الحياة بشَتّى مركباتها ومرافقها وأشكالها، ألا وهي منظومة الأخلاق

يَكاد لا يُخفى على أحد الأسباب التي عَصَفت بِنا وأوصلتنا الى ما نحن فيه من تَشرذُم المجتمع نتيجة المنظومة الأخلاقية التي فُضّت بِكارتها وإشّتد نَزيفها ، وكثر الدّاعين من حولها

ما نحتاجة لإعادة هَيگلة النُواة المركزية في حياتنا وإعادة ترميم وإصلاح التَفكُك والخَلل الموجود في المنظومة الأخلاقية هي يقظة شعبية

يجب إحياء ثقافة المسؤولية التي باتَت مَغيّبة في مجتمعنا من أفراد الى قيادات الى مؤسسات. كُلنا مَسؤول وكل واحد فينا من مَوقِعهِ ومكانِهِ يستطيع أن يؤثر ولو بكلمة

لنكُن واقعيين بعض الشَيء وننظُر بمِنظار ثاقِب من حَولنا باللونين الأبيَض والأسود، فإنّنا نرى ظلاما دامسا طآغيا، مقابل نور مُتَوَهج شَحيح.

ذاك الظلام الدامس يَعكِس الأحداث المُؤسفة الأخيرة داخل مُجتمعنا التي طَرقت قلب كُل واحد فينا، بل وأنها لآمَست ضميرنا على الأقل، من توسّع ظاهرة العُنف وفوضى السلاح في قُرانا ومُدننا العربية في الداخل والقتل الغَوغائي بين الأفراد كانت أو تحت ما يُسمى الشَرَف، ناهيك عن إنتِشار آفات سيئة داخل مجتمعنا حتى باتَت تنخَر في جدران بيوتنا وتهدد النسيج الاجتماعي ومركبات البيت الواحد.

سَأتطرق الى النواة المركزية التي تُعدّ المُحرك الرئيسي لمَنظومة الحياة بشَتّى مركباتها ومرافقها وأشكالها، ألا وهي منظومة الأخلاق. لقد أصبحنا نشمُّ رائحةَ الاحتراق الأخلاقي تهبُّ علينا من كلِّ حدبٍ وصوب، تزكم الأنوف وتخنق المُتحَسسين وحتى السليمين.

يَكاد لا يُخفى على أحد الأسباب التي عَصَفت بِنا وأوصلتنا الى ما نحن فيه من تَشرذُم المجتمع نتيجة المنظومة الأخلاقية التي فُضّت بِكارتها وإشّتد نَزيفها، وكثر الدّاعين من حولها.

لقد غَدا إستهداف المَنظومة الأخلاقية في مجتمعنا بشكل مباشر ببَرنامج مُنظّم له مُهندِسون ومُخطّطون ومُمَوّلون ومخرجون ومراقبون، مُرتبط بِلوبِيّات مُسيطرة وسَماسِرتهُم داخل المجتمع من مؤسسات إجتماعيّة وإقتصاديّة وسياسيّة. ما نحتاجة لإعادة هَيگلة النُواة المركزية في حياتنا وإعادة ترميم وإصلاح التَفكُك والخَلل الموجود في المنظومة الأخلاقية هي يقظة شعبية.

ولا أعنِي في حديثي رفع الشعارات والمظاهرات والإضرابات والتَصفيق لأصحاب البدلات الرسمية، بل يقظة شعبية تحمِل في طياتها مسيرة النَهضة الأخلاقية، بِتشابك الأيدي وتَوحيد الأفكار ونَسج طريق يشمَل جميع مركبات المجتمع تَؤول الى صِياغة حِصن مَتين للحَدّ من الإنهيار المُتزايد أولا ومن ثم العمل على تَرسيخ مفاهيم القِيَم الإنسانية والدينية في بيوتنا وإعادة بلورة الثقافة الفكرية التي باتت تَبَعيّة عمياء. ومن ثُم إحياء ثقافة المسؤولية التي باتَت مَغيّبة في مجتمعنا من أفراد الى قيادات الى مؤسسات. كُلنا مَسؤول وكل واحد فينا من مَوقِعهِ ومكانِهِ يستطيع أن يؤثر ولو بكلمة.

قرية العزير

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة