الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 19:02

أين القيادات من الذي يجري في مجتمعنا؟/ بقلم: صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 27/04/16 08:10,  حُتلن: 10:28

 صالح نجيدات في مقاله:

نحن قادرون على السيطرة من خلال الترابط والتلاحم والروح الوطنية المتجانسة

كيف نتقدم خطوة الى الامام إن لم نقم بإصلاح النفس من الداخل لتنعكس ايجابياتها للجميع؟ 

القيادات مشغولة اكثر من اللازم في الامور السياسة وتسليط الاضواء عليهم على حساب معالجة المشاكل الاجتماعية المتراكمة

 لماذا لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية لا تجند خيرة مثقفيها لبناء خطة اشفاء لمجتمعاتنا العربية وتلزم السلطات المحلية بتنفيذها؟

نعيش في زمن يرى البعض كلمة الحق ويسحقوها بأرجلهم، لأنه ليس لديهم المقدرة على تقبل سلبياتهم، نعيش في زمن فيه الصادق كاذب وفيه الكاذب صادق

ما الذي يجري في مجتمعنا العربي في البلاد؟ لا يمر أسبوع دون قتل أو شجارات وإطلاق نار، والأوضاع تزداد سوأ فقد قُتل شابان في مدينة أم الفحم وأمس شابان في قرية عبلين، وقبلها في أماكن اخرى. لماذا لا يعالج هذا الانفلات وفوضى السلاح والجرائم، أين يكمن الخلل الذي أوصلنا لهذه الاوضاع؟ هل الخلل في التربية الاسرية؟ أم بسبب فشل المناهج الدراسية في مدارسنا؟ أم بفشل الخطاب الديني؟ أم بسبب فشل السلطات المحلية بمعالجة القضايا الاجتماعية المتراكمة والملحة؟ أم ...بسبب الانفتاح على العولمة بدون نضوج وتهيئة ملائمة أم ماذا؟ أم بسبب كل هذه العوامل مجتمعة؟ لماذا قيادات المجتمع تجتمع بعد وقوع الجرائم لمعالجة نتائجها فقط وليس معالجة الاسباب التي أدت الى ذلك؟ لماذا لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية لا تجند خيرة مثقفيها لبناء خطة اشفاء لمجتمعاتنا العربية وتلزم السلطات المحلية بتنفيذها؟ أرى ومعي الكثير من الغيورين من أبناء مجتمعنا أن القيادات مشغولة اكثر من اللازم في الامور السياسة وتسليط الاضواء عليهم على حساب معالجة المشاكل الاجتماعية المتراكمة.

نعيش في زمن يرى البعض كلمة الحق ويسحقوها بأرجلهم، لأنه ليس لديهم المقدرة على تقبل سلبياتهم، نعيش في زمن فيه الصادق كاذب وفيه الكاذب صادق، لكل إنسان منا عينان فهل نرى الحقيقة بعين واحدة؟ كيف نتقدم خطوة الى الامام إن لم نقم بإصلاح النفس من الداخل لتنعكس ايجابياتها للجميع؟ نبدأ ببذرة لتنمو وتصبح ثمرة تقتطفها الأجيال، ولكن عندما نقوم بنفض الغبار المترسب على الأرض لقطع أوصال الفساد المتفشي بيننا يغضب البعض من البشر، ذلك لأنهم اعتادوا على هذه الاوضاع ولا يقبلون النقد البناء.

لا أريد أن أجامل أبدا في طرحي، فالجانب الايجابي أقوم بطرحه والسلبي كذلك أقوم بطرحه كما هو بكل ما أملك من صراحة لكنني أيقنت تمامًا أن البعض منا لا يستطيع تقبل أخطائه عندما نسلط الضوء عليها ولأننا بشر نخفق أحيانا بجانب معين من بعدها نبدأ بإصلاح هذا الجانب وذلك من خلال النقد البناء، ما أقوم بعمله مجرد ترجمة الصورة الحقيقية التي أراها أمامي ليراها معي الجميع كما هي بكل وضوح وبدون تزييف أو فوتوشوب، كيف لنا أن نتطور خطوة الى الامام ما دمنا ندور في حلقة مفرغة ؟ وكيف لنا أن نطهر مجتمعنا من الآفات والشوائب التي يجب أن نضع لها حداً حتى نظهر بصورة نقية خالية من الدنس وبرؤية مختلفة أمام العالم ، نحن قادرون على السيطرة من خلال الترابط والتلاحم والروح الوطنية المتجانسة ، نحتاج أن نتماسك يداً بيد ضد كل الظواهر الاجرامية وكل عدو مخرب طامع حاقد وحاسد ضد مجتمعنا الذي أعطانا الكثير على هذه الأرض الطيبة ، أما آن الأوان أن نعطي مجتمعنا أكثر؟! يا اخي المواطن، طالب بحقوقك، إكسر قيودك إثبت وجودك مارس دورك الفعال بالمجتمع وحارب الظواهر السلبية في مجتمعنا، صالح وسامح تكسب محبة الناس والخالق وأجرك عند الله عظيم ولا يضيع.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


مقالات متعلقة