الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 23:01

اكتشاف أثري مهم في منحدرات الكرمل: أفران لصناعة الزجاج هي الأقدم في البلاد

ابراهيم أبو عطا
نُشر: 11/04/16 17:00,  حُتلن: 19:26

خلال الأشهر المقبلة سيتمكن الجمهور من مشاهدة الأفران، إذ سيتم عرضها في مركز التربية الكرمل التابع للمجلس الأقليمي زفولون

إكتشاف أثري مهم على المستوى العالمي، تم العثور خلال حفريات سلطة الآثار في الموقع المعد لمد طريق بالمبادرة من الشركة القومية للطرق (נתיבי ישראל): خلال الحفريات الأثرية الجارية بنطاق سكة الحديد "سكة المروج"، ما بين مفترق الياجور ومفترق هعماكيم، على أقدم أفران لصناعة الزجاج في بلادنا والتي انتجت الزجاج الخام بكميات كبيرة. تلك الأفران التي يعود تاريخها إلى قبل حوالي 1600 عام (نهاية الفترة الرومانية)، تشير إلى أنّ أرض إسرائيل كانت أحد المراكز المهمّة في العالم القديم لصناعة الزّجاج.


الزجاج الاثري

وفقا لأقوال "ياعيل جورين روزين"، مديرة قسم الزجاج في سلطة الآثار: "يعتبر هذا اكتشافا مهما جدًّا لدراسة صناعة الزجاج في إسرائيل والعالم. أشارت المصادر التاريخية القديمة إلى أنّ الرّمل من سهل عكا كان يمتاز بجودته لصناعة الزجاج. وقد أشارت التحليلات الكيميائية التي أجريت لأدوات من الزجاج التي عثر عليها في انحاء أوروبا، إلى انّ مصدرها من بلادنا".

الحفريات الحالية، أثارت الفضول عند باحثي الزجاج في أنحاء العالم وقد وصل البعض منهم إلى البلاد خصيصا، ليروا ذلك الاكتشاف عن قرب. وفقا لأقوال البروفسور "أيان بريستون" من جامعة لندن، وهو خبير في التعرف على التركيب الكيميائي للزجاج: "هذا اكتشاف مهم، الذي يساهم في فهم التجارة العالمية للزجاج في العصور القديمة. فهي دليل على أنّ ارض إسرائيل كانت مركزا عالميا لتجارة الزجاج، حيث تمّ تصدير الزجاج من هنا إلى دول البحر المتوسط وأوروبا".

مفتش سلطة الآثار باحث الآثار عبد السلام سعيد، عثر على هذا الموقع المهم خلال الصيف الماضي. خلال مراقبة أعمال الحفر لسكة الحديد الجديدة من حيفا شرقا، شاهد عبد السلام سعيد قطع زجاج، أرضية المصنع وطبقة من الرماد. في الحال، تم أيقاف أعمال الحفر وبدأ بإجراء التحضيرات للقيام في التنقيبات الأثرية، التي نشاهد اليوم نتائجها المهمة.

وفقا لأقوال الباحث عبد السلام سعيد، مدير الحفريات في الموقع، "قمنا بالكشف عن أجزاء من أرضية المصنع، قطع من الجدران المصنوعة من الطوب عليها بقايا الزجاج، وأيضا زجاج خام. الانفعال كان كبيرًا عندما تمّ فهم مدى أهمّيّة الاكتشاف".
قال نيسم بيرتس المدير العام لشركة طرق إسرائيل، "السكة الحديدية" سكة المروج" هي مشروع مهم للمواصلات في المستقبل وهو يحافظ أيضا على التراث والماضي وتاريخ "سكة المروج" التاريخية. هذا الاكتشاف الأثري الجديد يذكرنا بالرسالة الصهيونية لتطوير البلاد وطرق المواصلات فيها".
كانت الأفران مبنية من خليتين: المكان الأول استعمل لوضع الحطب والمادة المشتعلة التي أعطت كمية كبيرة من الحرارة لصهر الزجاج، بينما في الغرفة الثانية، وضعت المادة التي منها تم استخراج الزجاج (رمل البحر وكلوريد الصوديوم) التي تم صهرها معا في حرارة تصل إلى 1200 درجة مئوية، لمدة أسبوع كامل، حيث تم تشكيل كتل كبيرة مكن الزجاج وصل وزنها إلى 10 أطنان وأكثر. بعد ذلك تمّ تبريد الأفران وتكسير كتل الزجاج إلى كتل صغيرة، حيث كان بالإمكان بيعها إلى مصانع الزجاج لكي يتمّ هنالك صهرها مجددا بهدف صناعة الأدوات الزجاجية.

خلال الفترة الرومانية الأولى، تمّ استعمال الزجاج بشكل واسع بسبب ميزاته الخاصة: فهي مادة شفافة، جميلة المنظر، كما أنّ أدوات الزجاج ناعمة ورقيقة الملمس، ويمكن صناعتها بسهولة نسبة إلى مواد أخرى. أبتدأ من الفترة الرومانية، ساد استعمال أدوات الزجاج في المنازل وأيضا في المبان العامّة: للشبابيك، الفسيفساء والإنارة. نتيجة لذلك، كانت الحاجة إلى توفير كميات كبيرة من الزجاج الخام التي تمّ صنعها في مراكز خاصة. هذا المعمل الذي تمّ العثور عليه خلال الحفريات الحالية، هو واحد من تلك المراكز لصناعة الزجاج الخام".

خلال القرن الرابع ميلادي، نشر القيصر الروماني ديوقلتيان، لائحة بأسعار الزجاج وقد احتوت على نوعين: الأول ذكر تحت الاسم "زجاج يهودا" أي من أرض إسرائيل، والثاني "زجاج الإسكندرية" مصدره الإسكندرية في مصر. "زجاج يهودا" كان أخضر اللون وهو أرخص من زجاج الإسكندرية.
السؤال الذي طرح نفسه كان: أين تلك المعامل التي صنعت زجاج يهودا التي عرفت خلال الفترة الرومانية، والتي كتب سعرها على ألواح من الحجر من أجل التجارة المستقيمة والسليمة. الاكتشاف الحالي، يزودنا بالمعلومات الناقصة لاتمام البحث، وتشير إلى مكان صناعة زجاج يهودا.

هذا وتم العثور في الماضي، على أفران في منطقة أبولونيا (أرسوف) في هرتسليا تاريخها القرن السادس أو بداية القرن السابع ميلادي، بمعنى أنّها 200 عامًا بعد الاكتشاف الحالي. أكبر المصانع الذي كان معروفًا لنا من العصور القديمة، تمّ العثور عليه في مدينة "الخضيرة" وتاريخه القرن السابع – الثامن ميلادي، اما آخر المكتشفات التي تشير إلى صناعة الزجاج في بلادنا، فتعود إلى الموقع الأثري "بيت شعاريم" (بالقرب من خربة عسفانة) وتم تحديد تاريخها إلى القرن الثامن وبداية التاسع ميلادي. الأفران التي تم العثور عليها حاليا هي الأقدم في بلادنا حتّى الآن. وضعها الجيد من الصيانة، يمكننا من دراسة وفهم مراحل صناعة الزجاج الخام. يأمل الباحثون الآن، أنّه من خلال دراسة التركيب الكيميائي للزجاج، ان يكون بالامكان تتبع تجارة الزجاج العالمية خلال العصور القديمة.
كانت صناعة الزجاج في خربة عسفانة، جزءًا من منطقة صناعية قديمة فيها عثر على معاصر الزيتون، النبيذ، ومصنع لصناعة أدوات الزجاج الذي تم التنقيب عنه خلال أعوام الستينات من القرن العشرين بيد بعثة أمريكية. خلال الأشهر المقبلة سيتمكن الجمهور من مشاهدة الأفران، إذ سيتم عرضها في مركز التربية الكرمل التابع للمجلس الأقليمي زفولون.
 

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.80
USD
4.08
EUR
4.76
GBP
245934.76
BTC
0.53
CNY