الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 07:01

الشاعر محمد سليمان خضور في ذمة الله/ بقلم: عمار محاميد

كل العرب
نُشر: 12/03/16 16:58,  حُتلن: 17:03

ها هي المأذن تدق مسمعنا ..ان ابا اشرف في ذمة باريه .اي صاعقة تجزر الفرح وتفزع المواقف اللينة لقساوة القدر وإنا لمؤمنين به. حال الدنيا في لفة نولد وفي لفة نكفن وداخل حفرة مأوانا. يجالسنا الكلام ببرودته ويتلحف محطات الهروب ويخاطر همساتنا السلبية ان الامر صادق ..عذرا ايها الموت ما انت بجديد لتنزل دمعتنا وما انت الا هادم للفرح فلهم الدعاء بالمغفرة ولنا الموعظة.
انطلق من عطر الوطن لينثر حس التراب ومعاناة الحجر . حرفه بذي نغم انشده الطير في صباحه كي لا ينسى مساء الامل .. سطر فوق الماء بحور الشعر المغمورة والمغموسة بلحن الوفاء القابض على الحق .ولم يتزحزح عن اقامته .. نظف الهواء من حوله وأبى ان يكون بين المضامير الملونة . رفض استنشاق الهواء المزيف كي لا تختنق معالمه رغم معاناة جسده .عاش بين الابيض والاسود تارة يخط لوحته برقي النرجس وكبرياء الياسمين وتارة ينسج رداء الحب فوق طي السحاب السائر ..تغلف بالعفة وطهر الفكر الصافي فتمنى الهدوء جلسة توازي مقعده ..

عذرا ايها الموت إنّ ابا اشرف لم يمت ..انسان بصوت الضمير النادر قد شهدت بذاك دماثة خلقه فقط اعتلى صهوة النبضات الصادقة لخفق غير ملوث رغم قلبه المتعب على الرؤيا الخارجية بأحداثياته المزيفة الغزيرة .لم يلون لوحاته الا بعطور الوطن وبسمة الزيتون وترانيم الفجر اللبق المنبثق نحو الافق السميح.
رصانة حرف ولباقة سطر وقوة ضمير لبست رداء شاعرنا ..اشوس بذي قمة تتناغم نشيدا على الافواه المترنمة ..ذاك هو شعر شاعرنا محمد خضور
شاعر تمتعت حروفه الوطنية بشموخ وعز . ابية الاركان والجوارح فقد رسم ما هو جميل كشهد على فم طفل ابتسم لوهلته الاولى .. ومن بعدها دمع .لربما هي غبطة او كلم بسؤال ما .
رفض ان يجلس بمكان لا يليق به حتى لو كان علوا بنظر الاخرين ..تواضع فوق الصمت وأدلى بدلائه لنبعه الصافي الجسور ..
على وجنتي القصيدة سما وتمكن منها .بنحوها وأدب ووصف وقوة ورفعة تامة ..هامة بمن نظمها وجمالية بصوتها المخملي الزاخر بالمعاني واللحن الوفير .لم يخدش حياءها ولم يراودها عن نفسها بل روض القصيدة بمهنية واحتراف .كجواد بأرض الوغى يحفر فجا جديدا لمن حوله
كانت يده معطاءة بالمساعدة .تغزو القلب والوجدان يعطي دون مقابل وينشد الصواب للصواب ويمحو الخطا منه .
هل ننعي الادب ام ننعي النفس فقد فقدت الساحة الادبية قلما زاخرا كنسيم عاصف شادي ..ونادر ما نرى تلك الحروف في زمن كثر بها الحديث وقل به المعنى .
رحمك الله يا ابا اشرف واسكنك فسيح جناته وان لله وان اليه لراجعون..

* تمّ توقيع المقال باسم ملتقى احرار القلم للادباء والشعراء، عنهم عمار محاميد 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net  
 

مقالات متعلقة