الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 10:01

قيود الحريّة/ بقلم: الطالبة حنين عفيفي

كل العرب
نُشر: 14/02/16 20:22,  حُتلن: 07:36

خوف .. ندم .. حب .. فرح .. أنانية .. ضيق ... خليط من المشاعر ينتابها !! تريد أن يبقى كل شيء لها حتى ولو أنها لم تكن تريده ! فهي تريد أن يبقى بجانبها رغما عن عدم احتياجها له.

هي فتاة سجينة بقيود الحرية. " سيرين" سكنت في سجن الحياة وكان قضبان هذا السجن عبارة عن مفاتيح لحل ألغاز حياتها الغامضة التي هي ذات نفسها لم تجد لهذه الألغاز حل! سئمت .. حزنت .. غضبت .. صرخت ... وماذا وجدت بالمقابل ؟! اللامبالاة ! ومن يبالي ؟ فهي فتاة سوف تصمت بعد قليل تصرخ للحظة وتعاود الصمت ! .
كفى إلى متى ؟ هل الحب جريمة ؟! كانت كل هذه الأسئلة تواجه صدى الأصوات من هذه السجون الفارغة ... لا تستطيع أن تجد من يفهمها !
في وقت من النهار فهي لم تكن تعرف الليل من النهار لم تستطع أن تحدد الزمن لأنها لا تعرف لزمن ووقت الحياة طعم ؛ في الأصل حياتها كانت بلا طعم !
ذات يوم عاشت قصة حب ، حلمت ، غنت ، رقصت ، فرحت ، شعرت بأن حياتها الملونة بالأبيض والأسود بدأت تتلاشى بالألوان ... تسير حياتها رويدا رويدا ، فقبل أن تحب كانت لا تشعر بالوقت وكأن حياتها فارغة ! بلا وقت ولا مكان ولا حتى أي لون ! عشقت ولكن في الحقيقة هذا العشق أيضا كان جريمة !! هذه الجريمة ستدخلها بسجن أعمق من التي هي عليه ... لكن ماذا ؟!
هي كانت تريد العيش لمجرد لحظة واحدة بفرح وحب للحياة وبعدها يحصل ما كتبه القدر لها ...
عشقت ، عشقت شخص بنته أحلامها الصغيرة التي طالما حلمت أنها تعيش معه بفرح وسعادة ، لم يكن بوسعها أن تعجب بشخصية أحد سوى هذا الشخص فحينما رأت شخصيته ومظهره بالصدفة، أحبته وكأنها ترى وجه أمها لأول مرة ! الهمج ضرب بها والفوضى داخل قلبها بدأت بالاشتعال ! وماذا تفعل المسكينة ؟! فهي لأول مرة في حياتها ترى شخصا قويا ، جميلا , ولكن ماذا ؟
كانت تعيش حالة من الرعب خوفا من أن يكشفها أحد ! عندما كانت تصعد في تلك القلعة المحفورة بالسجون لكي ترى صديقاتها في العائلة ، كانت تذهب وينتابها شعور بأنها ستُقتل اذا راها أحد ... راها أحد !! وماذا كانت تفعل المسكينة ؟ ماذا كانت تفعل لكي تُقتل ؟! لكن الجهل ساد في عقول عائلتها المتخلفة !
بين بيتها وبيت ابنة عمها درج فاصل وهذا الدرج كان عبارة عن طريق وتفتح أبواب تدخل منه الى حياة أخرى مليئة بالفرح .
كانت تصعد الى هناك بحجة أنها تريد أن تأخذ غرضا ولكنها في الواقع كانت تصعد لكي تمرح .. تضحك .. تلهو ولو للحظة واحدة ! كانت تلجأ لمنزل ابنة عمها لأنه كان ملجأها الوحيد لتنسى حزنها .
سيرين فتاة موهوبة ، فريدة لا يستطيع أن يرى أحد مدى قدرتها على تقنية الأشياء، من يبالي فأساسا هي فتاة مقيدة لا تستطيع فعل أي شيء، أساسا هم كانوا يعتقدون أنها بلا قدرات !! كل سنة تمضي تتفوق بعلامات عن دون طلاب صفها ولكن من يبالي ؟ لا أحد ! كانت سيرين كل يوم تذهب من ذلك السجن الرهيب الى مدرستها وتتمنى الا تعود الى ذلك المكان الرهيب ...
حاولت الهرب "الانتحار" وحتى اللجوء لأي شخص لكنها لم تستطع النجاح بأي وسيلة !
كانت كلما تتجه نحو أي مكان ترى أحد من حراس هذا السجن ، فأما ترى ابن عمها او عمها او اخاها او حتى اباها ! ويا ويلاه اذا لمحها أحد لتحول ذلك السجن الى مقبرة لها وحتى لامها ولأخواتها الابرياء !
لم تكن بوسعها فعل أي شيء سوى الانتظار !! تكلمت مع هذا الشخص خفية عن الجميع، تكلمت معه ببراءة ونقاء، لم تكن تفعل أي شيء خاطئ. وذلك المسكين كان يحبها بجنون لدرجة انه اراد التضحية بنفسه لأجلها !! لكنها خافت، ترددت ، تألمت ، صرخت كانت تريد أن توافق ، توافق على أن يصبحا حبيبان ويتقابلا بالسر دون علم أي احد ... لكن الخوف من ان يكشفهما أحد قد سيطر عليها كليا رفضت ، نهت ، قطعت كل الصلة التي كانت تربطهما سويا ... راعى شعورها ، حسنا اذا ، اذا كان هذا ما يريحك فافعلي ما تشائين !
كان هذا رد الشاب المسكين ! وماذا كان بوسعه ان يتكلم كان يشعر بالألم ولكنه كان يخفي الصرخة بداخل قلبه من اجلها !
لم ينساها ، لم يتركها ،فقد بقي يحبها لسنين وبعد مرور زمن طويل اتصلت به واعتذرت منه بحجة أنها كانت تريد أن تتصل بصديقتها ولكنها اتصلت به بالخطأ !! أي حجة هذه ؟ ومن يصدق ؟
ماذا كان رده هو ؟ من المتكلم ؟! سيرين ، أنا سيرين ، ااه سيرين كيف حالك ؟
ودار الحوار بينهم وأخذهم الى مكان بعيد ...
حلُم ، بنى أحلام كبيرة ولكن هذه البنايات لم يكن لديها بنية اساسية قوية كي تستطيع أن تصد الرياح الهابة !
كان يحلم بأن يدور الحظ وأن يعاود الالتقاء بها صدفة ! ولكن من يصدق هل سيحدث ذلك ؟! هل سيراها ؟!
مرت سنين ، سنين رهيبة فكيف لا وهي تعيش في سجن رهيب حراسه أهلها أقاربها الذين من المفترض أن يكونوا دعمها لا عدمها !
درست ، عملت ، تعبت لكنها لم تمل ولم تكل فهي بعد أن حبت ذلك الشخص في تلك الصدفة السعيدة ، صار المستحيل ممكنا ، درست تعلمت لتصبح شيئا هاما في المستقبل وليسجل التاريخ اسمها ...
فكيف لا وهي عاشت في الظروف الغامضة ، البائسة وظلت تتفوق وظلت تناضل ...
رأته ، رأته في ذلك اليوم الذي كان يوم سعدها ، رأته صدفة وكانت تلك أجمل صدفة رأتها في حياتها ، لم تتمالك نفسها ذهبت وعانقته بشدة .
وراء كل غيمة سوداء شمس مشرقة ، وبداخل كل قلعة مظلمة بيت مضيء.
حارب .. ناضل .. كافح .. من أجل أن تحقق ما تتنماه .
سيرين الان معلمة ومربية أجيال ، تزوجت الشخص الذي تحبه وسافرت من ذلك القصر الرهيب وهي الان حرة ، لم يعد بيديها قيود وعرفت أن مفتاح كل قيد بيدها هو التعلم لكي تهرب من حياة مليئة بالوحوش .
تعلم عش حب تأمل افرح احلم لا شيء يستحق الحزن .

الطالبة حنين عفيفي (الصف التاسع د) - مدرسة ابن خلدون الاعدادية في الناصرة

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة