ان في استقبالهم مسؤولي وأعضاء, مجالس الرعية والطوائف, ورجال الدين المسيحيين

كعادتهم كل عام, قام مساء امس الجمعة 1-1-2016, وفد من مسلمي كفركنا بزيارة معايدة للطوائف المسيحية بالبلدة بمناسبة عيد الميلاد المجيد وراس السنة الميلادية. ضم الوفد ائمة المساجد في القرية, وممثلين عن لجان المساجد. وكان في استقبالهم مسؤولي وأعضاء, مجالس الرعية والطوائف, ورجال الدين المسيحيين.

الاستاذ عادل عبد النور رئيس لجنة الطائفة والأوقاف للروم الارثوذكس, تحدث في البداية ورحب بالحاضرين ثم اشاد بوحدة اهالي كفركنا, وتمنى ان يعم السلام المنطقة . وقال ان اليوم 1-1-2016 هو يوم عيد الختان للسيد المسيح. لانه وبحسب شريعة اليهود فقد كانوا ينتظرون ثمانية ايام بعد ولادة الطفل, كي يختنوه ويعطونه إسما, وهو هذا اليوم. وتمنى الخير والسلام للجميع, وان يعم الفرح المنطقة ".

الاب خريستو, راعي كنيسة الروم الارذوكس, رحب بالحضور, وعايدهم بمناسبة ذكرى المولد والميلاد, ثم اشاد بالحضور ومواظبتهم على التزاور في الاعياد والمناسبات, مشددا على روح الاخوة بين الجميع.

الشيخ كمال خطيب قال:" الصراع في المنطقة يأخذ بعدا ايدولوجيا دينيا, لذلك الامر يحتم علينا الالتئام لكي لا نقع في فتنة الطائفية." وأضاف : " تزامن المولد والميلاد له دلالة ومفارقة لطيفة نتنسم منها شارات خير. فالرسول قال:" أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة ، قالوا يا رسول الله كيف ؟ قال الأنبياء إخوة من علات وأمهاتهم شتى ودينهم واحد وليس بيننا نبي." وذكر الشيخ ان دائرة الاحصاء ذكرت في تقريرها السنوي ان اكثر اسم لطفل ذكر هو اسم "محمد". وان اكثر اسم بنت هو مريم. وان كل من يسمي مريم فهو يبحث عن رمزية الاسم فمريم تعني الطهر." وختم الشيخ كمال قائلا :" ان التزاور في الاعياد ليست مجرد مجاملات انما هي قيم يجب ان تترسخ داخل كل انسان منا. ونؤمن ان هذا من مستلزمات الشراكة الوطنية وهي ليست طقوس جافة من اي معنى."

الاب فرنسوا ماريا, الذي انتقل للعمل في الناصرة, حضر من الناصرة خصيصا الى هذا اللقاء السنوي, واثنى على الحضور, وقال:" كل ثلاثة وثلاثين عاما وهي عمر السيد المسيح يلتقي المولد والميلاد. منذ الميلاد ظهرت علامة كونية وهي نجمة غريبة من بلاد فارس نبأت بقدوم المسيح. وتحدث عن البشارات التي نبأت بولادة النبي عيسى عليه السلام".

الشيخ محمد دهامشة, امام مسجد ابو بكر الصديق, عايد الحضور ثم قال :" ان الله قادر على خلق الجميع متشابهين على ملة واحدة ودين واحد, ولكن الاختلاف هو حكمة ربانية, لذلك نحن يجب ان نلتقي في الامور التي نتفق عليها, والأمور التي تجمعنا, وان يعذر بعضنا بعضا في الامور التي نختلف فيها." وتحدث الشيخ محمد دهامشة عن الدلالات التي بشرت بولادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم .وقص القصص التي سبقت ولادة النبي مستذكرا قصة "خاتم النبوة"." وأضاف الشيخ :" لذلك لما يقترن الميلاد والمولد فإنما هي دلالة على اخوة الانبياء. فهما التقاء المحبة التي جاء بها عيسى عليه السلام, والرحمة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم."

وذكر الشيخ دهامشة ان هناك من يقول ان المسيحيين يحتفلون بالميلاد في الشتاء, وانه ذكر في الاية ان الله عز وجل امر امه مريم ان تهز بجذع النخلة لكي يتساقط عليها التمر!, فكيف يكون التمر في الشتاء؟ واجاب: "لقد كان تساقط التمر في الشتاء في غير موسمه معجزة اخرى غير معجزة ميلاد عيسى دون اب."وذكر الشيخ تصريحات بنتسي جوبشتاين الذي قال عن المسيحيين مصاصي دماء ويجب طردهم. وقال نحن نحمل رسالة محبة, وننبذ الكراهية, ونرجو الهداية للجميع.

نبيل ابو داهود, عضو المجلس المحلي, واللجنة الشعبية, تحدث عن قرار اخراج الحركة الاسلامية عن القانون وشدد على اهمية الحفاظ على النسيج الاجتماعي. وذكر الاعتداءات على المقدسات والأشخاص وقال انه لا يمكن العبور عليها بشكل طبيعي. وان شاء الله سيتم مقاومة هذه القرارات بالالتحام والوحدة.ثم القى الاستاذ نظمت خمايسي قصيدة بعنوان "مناجاة العام الجديد", لاقت استحسان الحاضرين.

الاستاذ يوسف مطر قال:" ان الدين لله والوطن للجميع. فنحن ابناء وطن واحد,ودياناتنا مختلفة. وقال:" نحن كمسيحيين في كفركنا وحدنا الاعياد منذ 33 عاما. في سابقة عالمية, ونحن نفتخر بالوحدة الكناوية بين كافة ابناءها على اختلاف دياناتهم, ونثمن مسارعة الجميع الى تدارك المشاكل, وحلها للحفاظ على النسيج الاجتماعي للبلدة" وختم قائلا: " ان وجود الحركة الاسلامية كجسم مؤثر في المجتمع العربي في الداخل امر مطلوب, فهي تقدم الخدمات لكثير من الناس, عبر مؤسساتها الخيرية, والشعبية. ونحن نأمل ان يتم الغاء القرار الظالم بحظرها".